شؤون فلسطينية : عدد 203 (ص 46)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 203 (ص 46)
المحتوى
حدود فلسطين الجنوبية والسيادة في سيناء
باستمرار, والوصول اليها خلال أيام معدودة. وطالما بقع راس محمد على البحر الاحمر, مارج خليج
العقبة؛ فان تمركز قوات عثمانية فيه سيجعل من ذلك الخليج «بحيرة مغلقة» تحت تصرف الاسطول
الحرد بي العثماني» وحلفائه, وبالتالي يشكّل تهديداً دائماً لخط المواصلات البحرية غير البحن الاحمنر
الى ارق الاقصى. كما رفض كرومر الاقتراح الذي تداولته الاوساط الدبلوماسية باحالة الموضوع
الى محكمة العدل العليا في لاهاي, وذلك خوفاً من قيام المانيا باستغلال تلك المناسبة للبحث في موضوع
الوجود البريطاني برمّته في مصر, انتقاماً من المسائدة البريطائية لفرنسا في موضوع المغرب العربي,
ومراكش .
اللجوء الى سياسة القوة
مع استمرار ازمة الحدود مع الدولة العثمانية, بدأت بريطانيا تخثى من انعكاس المواجهة مع
السلطان؛ خليفة المسلمين, على الاوضاع الداخلية في مصرء وغيرهاء من مستعمراتهاء حيث توجد
نسبة كبيرة من السكان المسلمين في الهندء والملايي وغيرهما. وبالتالي» لم يتردّد كرومرء مع دخول
الازمة شهرها الرابع» عن طلب ارسال تعزيزات عسكرية الى الحامية البريطانية الموجودة في مصي
والالحاح على المسؤولين في لندن» بضرورة ارسال عدد من السفن الحربية للمرابطة في خليج العقبة,
وفي البحر المتهسط؛ على مقربة من الموانىء التركية. وعرز موقف كرومر المتشدّد ما نقلته التقارير
البريطانية عن تعنّت السلطان العثماني في رفضه اقتراح تشكيل لجنة خبراء من الطرفين؛ المصري
والتركي؛ لرسم الحدوب» وتعيينها بدقة بين الطرفين» واصراره على العودة الى فرمان العام ‎»١14 ١‏ الذي
يملك؛ وحده» حق تفسيره على النحى الذي يشاءء بالاضافة الى ارتفاع حدّة الدعوات الاسلامية داخل
مصر ووصول معلومات بشأن اقامة متصرفية مركزها العقبة تكون تابعة لولاية الحجاز.
لم يبق أمام الحكومة البريطانية؛ في جلستها التي عقدت بتاريخ ‎1٠١1/4/٠١‏ لمناقشة
الموضوع؛ وبعد الاستماع الى تقرير من وزير الخارجية بشأن أهمية سيناء والحق المصري في المطالبة
بهاء سوى اللجوء الى سياسة القوة. وفي اليوم عينه؛ ويجه السير ادوارب غراي ربسالة الى السفير
البريطاني في اسطنبول يطلب منه القيام بتسليم مذكرة الى الحكومة العثمانية تطلب: ‎١‏ - الموافقة,
خلال عشرة أيامء على عملية رسم الجدود من رفح الى العقبة؛ على أساس الرسالة المؤرخة في
4 9 اخلاء طاباء فوراً» من القوات التركية!*).
في الثالث من أيار ( مايى) 1405: استلم الباب العالي انذار حكومة الجلالة البريطانية؛ في حين
توجه الاسطول البريطاني في المتوسط من مالطا الى بحر ايجه وأرسلت تعزيزات عسكرية الى مصر على
وجه السرعة. ازاء هذه الضغوط والتهديدات العسكرية المباشرة؛ المدعومة الموقف اوروبي مسائد, لم
يجد السلطان عبد الحميد مفرّ من الموافقة على المطالب البريطائية قبل انقضاء مهلة الانذ ار بساعات
قليلة("). وفي اليوم عينه, أيضاًء تم اخلاء طابا والمواقع المجاورة من القوات التركية؛ كما أعيد عمود!
الحدوب الى نقطة رفح.
وطوال شهور الصيف شديدة الحرارة؛ عملت بعثة مكوّنة من خبراء في المساحة ورسم الحدود
عن الجانبين» التركي والمصري - البريطاني, لتعيين مواقع الحدود على طول خط رفح العقبة. وكان
من الواضع. ان الخبرة العلمية والعملية في هذا المجال تكاد تكون محصورة في الجانب البريطاني»
الذي استعان, ايضاًء بزعماء القبائل البدوية في المنطقة للبت في الخلافات بشأن ملكية الاراضي
والحقوق المتوارثة؛ في ما يتعلق بالسقاية والرعي والتنقل . ولم يتردّد الجائب البريطاني عن اللجوء الى
احسدى العادات البدوية الموروثة في الفصل بين أشخاص عديدين يدُعون بملكية أرض معيّنة.
العدد 507 شباط ( فبراير ) ‎116١‏ لون فلسطزية م1
تاريخ
فبراير ١٩٩٠
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 10384 (4 views)