شؤون فلسطينية : عدد 203 (ص 54)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 203 (ص 54)
- المحتوى
-
بح محددات المبادرة الاوروبية تجاه القضية الفلسطينية...
والمانيا الاتحادية: بالاضافة الى اليونان التي تمكّل حالة خاصة؛ بسبب ارتباطاتها بالدول العربية,
ودول العالم الثالث بعامه. ولا ريب في ان هذه الخصائص تترك آثاراً في سلوك دول الجماعة؛ من حيث
تفاوت حافز كل منها على الاستجابة للاحداث الخارجية؛ ومدى تمييزها بين مصالحها الخاصة
ومصالح الجماعة ككل(2,
ومن حيث درجة ارتباط دول الجماعة بالقوتين العظميين؛ يلاحظ ان جلّ المراقبين والمحللين
يعتبرون ان بريطانيا هي أداة للولايات المتحدة:الاميركية في القارة الاوروبية» وانها أميل الى السياسة
الاميركية؛ بعامة؛ على الساحة الدولية؛ بينما تنزع فرنساء في حركتها السياسية الدولية؛ نحو قدر اكبر
من الاستقلالية, وتسعى الى دور عالمي مرموق؛ اما ايطالياء فانها تعاني من حالة من الحيرة بين
انتمائها الى البحر المتوسط والسياستين: الاميركية والأطلسية7).
في ظل هذه التباينات؛ فان مفهوم التعاون السياسي اختلف بين دولة واخرى, اذ رأته الدول ذات
الثقل الدولي (فرنسا ويريطانيا بخاصة) أداة للتنسيق بين سياسات دول الجماعة وحشدها خلف
وجهة نظرها من هذه القضية:؛ أى تلك؛ بينما رأته الدول الاقل فعالية أداة للتكامل السياسي وتحقيق
مكانة, ما كان لهسا ان تحققها دون الجهد السياسي المشترك مع الشركاء الآخرين. وبين هذين
المنظورين لم يستطع التعاون السياسي ان يتجاوز حدوبه؛ كاطار للتشاور وتبادل الرأي؛ دون الوصول
الى سياسة ملزمة للدول الاعضاء(/). ولهذاء ظلت فعاليته موضع شك على مختلف الصعد وتجاه
مختلف القضايا الدولية؛ ولم تكن فعالية التعاون السياسي الاوروبي؛ او السياسة الخارجية المزمعة
لدول الجماعة الاوروبية تجاه القضية الفلسطينية؛ بعيدة من هذا الاتجاه العام. والامثلة كثيرة بهذا
الخصوص. ففي ايان ( مأيى) 5 , أأصدرت أول وثيقة سياسية عن التعاون السياسي الأوروبي
الوليد حول أزمة الشرق الاوسطء وقد عرفت ب «وثيقة باريس», وحملت» 8 ذلك الحين, عدداً من
المبادىء الخاصة بتسوية الصراع العربي الاسرائيلي (دون التفات يذكر الى الابعاد السياسية
للقضية الفلسطينية في ذلك الحين). وعلي الرغم من ان المشاورات التي أجريت حول مضمون الوثيقة
دارت خلف أبواب مغلقة في حيّر من السرية, الا انه غرف, فيما بعدء وجود اتجاهين بخضوص
الاقتراب الاوروبي من الصراع. الاول؛ عبرت عنه كل من فرنسا وايطالياء وكان يؤيد الدور الايجابي
للجماعة الاوروبية في السعي الى ايجاد تسوية للصراع؛ على اساس ان أمن اوروبا عرضة للمخاطر
في حال استمرار الضراع؛ وما ينطوي عليه هذا الوضع.من احتمال المواجهة بين الدولتين العظميين,
وان العداء للولايات المتحدة الاميركية في العالم العربي ينعكس على الغرب بأكمله, وان على اوروبا ان
تلعب دوراً مستقلاً بين العملاقين. أما الثاني» فقد تبئْته المانيا الاتحادية, وأيّدتها هولندا وبلجيكا
(ولم تكن بريطانيا واليونان وايرلند! والدنمارك واسبانيا والبرتغال اعضاء في الجماعة في ذلك الحين)»
وكان يعارض قيام. الجماعة بجهوب مستقلة تجاه الصراع؛ وذلك على اساس ان امكانات اورويا في
التسوية سوف تصطدم, في النهاية؛ بموقف القوتين العظميينء وانه ما على الجماعة الامدوبية. سري
حتٌ الولايات المتحدة الاميركية والاتحاد السوفياتي على مضاعفة جهودهما لاقرار التسوية, ثم
الدور الاوروبي؛ فيما بعد عند العمل على ازالة آثار الصراع!". ما د
لها اليد الطولى خلال السنوات السابقة على حرب تشرين .الاول ( اكتوبر ) 1917, بحيث لم تشهد
ساحة الصراع محاولة اوروبية جماعية جادة للتدخل في مسار التسوية؛ كما ان الافكاي التي طرحتها
«وثيقة باريس»؛ العام 141/١ لم تتضمن عناصر ايجابية في ما يخص القضية الفلسطينية على وجه
التحديد, عدا الاشسارة الى تسوية قضية اللاجئين؛ وهو ما كان ينسجم مع قرار مجلس الامن,
العدى 5١8 شباط ( فبراين ) 194 يون فلسطزية الك - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 203
- تاريخ
- فبراير ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10217 (4 views)