شؤون فلسطينية : عدد 203 (ص 55)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 203 (ص 55)
- المحتوى
-
محمد خالد الأزهري ححح
الرقم ؟54؛ الذي رفضته الاستراتيجية الفلسطينية تمامأ في تلك المرحلة.
وقد تكون حرب تشرين الاول ( اكتوبر), »وما وأكبها من متغّرات؛ قد ضغطت؛ بشدة, ٠ على
الساحة الاوروبية؛ بدءأ من حظر النفط العربي, مروراً بالخلافات الاوروبية الاميركية حول جدوى
تصعيد المواجهة مع الاتحاد السوفياتي والاخطاد الامنية على اورويا في حال استمران الصراع,
وانتهاء بشعور الاوروبيين بخسارة مؤكدة من عدائهم للمطالب العربية. قد تكون هذه الاحداث»
جميعاً؛ قد اخرجت دول الجماعة عن موقفها السلبي التقليدي ازاء تطورات الصراع؛ بعامة؛ والقضية
الفلسطينية» بخاصة. ومع ذلك؛ فان دوافع الاتجاهين المذكورين بقيث حيّة. موضوعياً؛ في السياسة
الاوروبية الخارجية. وهو ما برز تماماً بعد نهاية الحرب؛ وزوال المخاطر النفطية والامنية, والشروج
في الحوار العربي - الاوروبي. ففرنسا وإيطالياء على سبيل المثال» ظلتا من الدول الاكثر انشغالا
بتطورات القضية الفلسطينية (وأضيفت اليهما اليونان: ثم اسبانيا والبرتغال فيما بعد)؛ وذلك
بصفتهما من الدول المتوسطية التي تتأثر احوالها الاقتصادية, اوالامنية» بما يجرى على ضفاف
المتوسط؛ بينما أظهرت كل من المانيا الاتحادية وبلجيكا وهولندا (وأضيفت اليها بريطانياء فيما بعد)
اهتماماً اقل بتطورات هذه القضية؛ انطلاقاً من انها دول تقع في قلب القارة الاودوبية, ولا تزعجها
هذه التطورات:. الا بالقدر الذي تتهدد به مصالحها الاقتصادية عموماً في د بعض أطوار الصعرام من
حول فلسطين.
لقد ظهرت الطبيعة الغضشة للتعاون السياسي الاوروبي في اثناء دورات الحوار العربي -
الادددبي» ٠ وعلى وجه التحديد في البعد السياسي للحوار الذي شغلته؛ تماماً قضية فلسطين. ولاحظ
بعض المراقبين «ان اتخاذ دول الجماعة مواقف مختلفة ازاء القضية الفلسطينية يجعل المفوضين
الايدوبيين يحدّدون مواقفهم, في اللجنة العامة للحوارء وهم يمثلون أدواراً مختلفة لوزارات الخارجية
في دولهم؛ كما ان الحوار نفسه ينظر اليه بدرجات متفاوتة من الجدّية في وزارات الخارجية بهذه الدول؛
فبعضهم يعتبره أمرأً هامّأء » بينما لا يهتم بعضهم به من الأساس». وهذا ما أكده وزير خارجية بلجيكاء
هنري سيمونيه؛ حين قال أن «الجماعة لا تملك؛ في الواقع؛ شخصية سياسية خاصة بها. فهي لي طور
التعبير عن سياسة مشتركة لدول عديدة...050,
واذا كانت هذه الامور برزت في منتصف السبعينات: عند بداية الحوار وفي الوقت الذي لم يمر
سوى بضع سنين على بداية التعاون. السياسيء فان مرون الوقت لم يود الى تغيير ملحوظ في موقف
التعاون السياسي تجاه قضية فلسطين. لقد أعلنت الجماعة عن عدد من المواقف الايجابية تجاه
القضية؛ واعترفت بطبيعتها السياسية؛ وأبرزت عدم كفاية القرار الرقم 47" وحل قضية اللاجئين
لتسويتها. غير ان الكثير من الدول لم يلتزم؛ على مستوى السياسات القومية (غير الجماعية)؛ بما ورد
في بيانات التعاون السياسي (الذي يعلن عن المواقف الجماعية المشتركة)؛ أي بما ورد في البيانات
الختامية لاجتفاعات الحوار. وهذه ظاهرة تتضع, تماماً. عند متابعة اسلوب تصويت دول الجماعة
على القرارات الدولية الخاصة بقضية فلسطين. ففي العام +1917/ وقفت فرنسا وايرلند! وايطاليا
لصالح دعوة م.ت.ف. الى الاشتراك في مداولات الجمعية العامة للامم المتحدة حول القضية؛ بينما
امتنعت بقية دول الجماعة عن التصويت. وفي العام عينه» صوّتت دول الجماعة ضد قرار منح المنظمة
صفة المراقب في الامم المتحدة؛ بينما امتنعت فرنساء وحدهاء عن التصويت . وفي العام ١9177 صوّتت
كل من المانيا الاتحادية والدنمارك وبريطانيا ولوكسمبورغ وهولندا وبلجيكا ضد قرار للجمعية العامة
يؤكد «عدم اقامة سلم في الشرق الايسط دون حل القضية الفلسطينية؛ بما في ذلك حق
0 تشذون فلسطزية العدد "١ شباط ( فبراير) 155٠ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 203
- تاريخ
- فبراير ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10384 (4 views)