شؤون فلسطينية : عدد 203 (ص 59)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 203 (ص 59)
- المحتوى
-
محمد خالد الأزهري سس
من الرأي العام بتضرّر مصالحها الخاصة بفعل مساندة السلوك الاسرائيلي العدواني؛ وبخاصة في
ضوء اعلان حظر النفط العربي الذي واكب الحرب. كذلك؛ لعب بعض الأوساط الصناعية» والمالية,
والتجارية؛ دوراً هاما في حثٌ الحكومات على تبني سياسة جديدة تجاه احداث المنطقة العربية؛ للحفاظ
على تدفق مصالحها الاقتصادية متعددة الوجه الى المنطقة. لقد حدث هذا التطؤر, بوضوع.؛ في دول
الجماعة الكبرى (فرنساء وبريطانيا. والمانيا الاتحادية: وايطاليا)؛ امّا في الدول الاصغر نسبياأ في
الجماعه؛ كهولند! والدنمارك وبلجيكاء فقد كان التطور بطيئاء بسبب الافكار التقليدية السائدة حول
«ديمقراطية» أاسرائيل «الفريدة» في المنطقة, و«تعاطف» الفلسطينيين مع القوى النازية, في اثناء الحرب
العالمية الثانية» وذلك بغض النظر عن مدى صحة هذه المزاعم. ومع هذاء يلاحظ ان كلا من حكومتي
هولندا والدنمارك قد انقادتا للموقف الاوروبي الجماعي في تجاوز تعاطف الرأي العام فيهما مع
اسرائيل. وعموماً. فقد فرضت الوقائع الجديدة أثرها لدى رجل الشارع الاوروبي» الذي لا يهتم,
عادة: بقضايا السياسة الخارجية؛ الا حينما تنعكس على حياته اليومية؛ وبدأت الساحة الاوروبية
تفسع مكاناً لوجهة النظر الفلسطينية؛ فشرع المنطق الفلسطيني ينفذ الى أوساط جديدة وساحات
جماهيرية اوروبية كانت وقفأ على وجهة النظر الصهيونية الاسرائيلية. وقد بلغ الامر الحدّ الذي
تنحت فيه صورة «الفلسطيني الارهابي» لصالح صورة الفلسطيني «الفدائي المقاوم». لكن هذا
التطور النسبي في اتجاهات الرأي العام لم ينم عن تطابق مع المواقف الحكومية. فقد ظلت هناك فجوة
معيّنة تفصل بينهماء بحيث تقدّمت المواقف الحكومية؛ نسبياًء لصالح قضية فلسطين: الأمر الذي
أظهس من جديد, امكانية عدم التطابق المطلق بين مواقف الجانبين؛ الجماهيري والحكومي. ومن
الناحية الواقعية؛ لا يبدو ان مشاركة م.ت.ف. في الحوار العربي - الاوروبي؛ بعد حرب تشرين الاول
( اكتوبس ), اى تطور علاقات العمل التي اقامها بعض الحكومات الاوروبية (فرنساء وايطالياء
واليونان) مع المنظمة قد أدت الى تحول كبير في جائب مواقف الرأي العام من قضية فلسطين. لكن
النحوّل الحقيقي في هذه المواقف برز اث واقعة الغزى الاسرائيلي للاراضي اللبنانية, العام 11/85
وصمود القوات الفلسطينية ابّان تلك الواقعة. ففي اثناء الغزو وما ترتب عليه من احداث؛ نشأ اول
لقاء بين الموقفين, الجماهيري والحكومي الرسمي, تجاه القضية الفلسطينية. وربما امكن القول ان
المواقف الحكومية هي التي تخلّفت قليلاً عن اتجاهات الرأي العام الاوروبي؛ التي اظهرت تعاطفاً
وتفيّماً غير مسبوقين تجاه قضية فلسطين. وهى تعاطف يمكن اسناده؛ دون تفصيل» الى قسوة
العدوان الاسرائيي» وضعف مبرراته, والرعب الذي جسّدته وسائط الاعلام لدى قوى الرأي العام
الاودوبي» وقيام هذه الوسائط بالتغطية المباشرة للوقائع» دون الركون» كما كان الامر من قبل» الى ما
تبنّه وسائط الاعلام الاسرائيلية, ونجاح الاعلام الفلسطيني في التعامل مع الاعلام الاوروبي في ذلك
الحين, وقوة الصمود الفلسطيني في وجه الآلة الحربية الاسرائيلية على ارض لبنان؛ وبخاصة في اثناء
حصار بيروت . ١
لقد تمثل هذا التعاطف في نبرة النقد الذي وججهته وسائط الاعلام الى السلوك الاسرائيلي في دول
الجماعة كافة. وهى نبرة كانت تتعالى كلما تقدّمت القوات الاسرائيلية داخل الارض اللبنانية؛ حتى
بلغ الامر ان كتب بعض الصحف عن اسرائيل الارهابية. وهكذاء بدا ان وقائع المواجهة الفلسطينية
الاسراثيلية» غير المتكافثة في العام 15/7: تكفلت» الى جانب التحوّل النوعي السابق في حرب تشرين
الاول ( اكتوير )؛ باحياء تحوّل نوعي بالغ الاهمية في موقف الرأي العام الاوروبي الاقليمي» بحيث
قتحث آفاقاً جديدة للقضية؛ وهو ما يؤكد ان الرأي العام الاوروبي يتابع» في عمومه؛ الوقائع
مه سرون فلسطزية العدد 5١ شباط ( قبراير) 193٠ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 203
- تاريخ
- فبراير ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10384 (4 views)