شؤون فلسطينية : عدد 203 (ص 78)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 203 (ص 78)
- المحتوى
-
ست تغيرات البيئة الدولية ومستقبل الصراع العربي الاسرائيلي
الجارية وايجاد رؤية واضحة الى سلبياتها وايجابياتها معاً. والبحث في آلية جماعية لتعظيم الجوانئب
الايجابية؛ من جانب؛ ولتعطيل السلبيات وتقليل آثارهاء من الجانب الآخر.
والأمران؛ معاًء ينطلقان من الحرص على ان يصبح العالم العربي طرفاً فاعلاً ومبادراً» إِنْ أمكن,
في تلك العملية الجارية لاعادة صياغة العالم المعاصر بسياساته ومفاهيمه. وهى أمر ليس بكثير على
الدول العربية؛ لما فيها من طاقات, ونا لديها من عقولء ولما يتوفّر لها من موقع استراتيجي هام,
وقيادات واعية؛ وشبكة مترامية من المصالح مع كل القوى الدولية النافذة في العالم المعاصر,
ان ضرورة ة الرؤية الواضحة والاستيعاب الكامل لما يجرى على الصعيد الدولي يتجسّد, بصورة
أكشس الحاحاًء في ما يتعلق بالصراع العربي الاسرائيلي؛ والذي يعد قضية العرب المركزية؛ وأحد
المداخل الى اعادة صغ الدور العربي» على الصعيدين؛ الاقليمي الشرق أوسطي والعالمي . ولا نبالغ
في القول. اذا خلصنا الى ان المناخ الدولي الراهن» بما فيه من سيولة وعدم وضوح وتنازلات متبادلة
وسياسات لم د تستقر بعد, يمل عنصر خطورة على مستقبل الصراع وعلى مستقبل العرب في آن. ومن
هنا تأت تي أولوية تفهّم ما يجرى» تفيّما دقيقاً يقأ وصائباً. وصولا الى وضع سياسة فعالة تجعل من آفاق
تسوية الصرا ع العربي الاسرائيلي آفاقاً ايجابية,
المعروف ان الصراع العربي الاسرائيلي هو احد الصراعات المركبة؛ بمعنى انه صراع يشمل في
طياته صراعات اخرى؛ بعضها ثانوي؛ وبعضها هامشي الى درجة كبيرة» وبعضها جوهري؛ كما
تتداخل فيه اعتبارات ومعطيات عديدة» محلية واقليمية وعربية ودولية ؛ وتمثّل جميعها نسيجاً 3 متداخا
ومعقّدا ٠ ويبدو ذلك التعقّد في مظاهر عدة؛ من بينهاء » على سبيل المثال لا الخحصيس ان لكل طرف من
الاطراف» سواء المحلية أي الاقليمية أي الدولية, نصيباً هاماً في معطيات الصراع . وعلى الرغم من وجود
تفاوت بين ما لدى طرف وآخر, فان عملية الحسم المطلق غير واردة» بتاتاًء لمساب طرف بذاته ودون
اعتبار لمصالح الآخرين.
المظهر الثاني, في هذا السياق, هو ان العلاقة فيما بين الاقليمي والدولي هي علاقة تفترض,
دائماً ٠ الغلبة للدولي 'لما له من عناصس قوة وثفوذ الا انهء في سياق الصراع العربي - الاسرائيلي» تبدو
تلك العلاقة معقّدة وغير مفهومة في بعض الأحيان؛ وفي احيان أخرى تبدى الغلبة للعنصر المحلي» وليس
العكس, كما هى شائع.
المظهر الثالث هو التداخل بين الاعتبارات الايديولوجية مع الدعاوى الواقعية المصلحية, تداخلا
يصعب فصله في بعض الاحيان. ويبرز ذلك في ما تقدّمه الرؤية الاسرائيلية اليمينية الى مبررات
الاستمرار في احتلال الارض العربية» حيث تمزج بين دعاوى دينية؛ وأخرى أمنية؛ وهكذا.
هذه المظاهر الثلاثة تعني, الى جانب مقولة التركيب والتعقّد؛ ان عملية الحل ليسث منوطة
بطرف دون آخر. بل لا بن لها من ان تناط بكل الأطراف المباشرة؛ الى جائب الاطراف الدولية
المؤثرةء لا سيما الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة الاميركية. وفي هذا السياق؛ تبرن أهمية
دراسة العلاقات الجديدة بين القوتين 'العظميين» وتأثيراتها المحتملة في مسار الصراع العربي -
الاسرائيي في المستقبل المذظور, وهذا هى الهدف من هذه الدراسة؛ التي تشمل النقاط التالية:
أولا: التحؤل في الوضع الدولي الراهن, البواعث والسمات الرئيسة؛ ثانياً: موقع الصراع العربي
الاسرائيلي في حركة التسويات الاقليمية الجارية؛ ثالثاً: مستقبل الصراع العربي - الاسرائيلي
في غضون الزمن المنظور.
العدد *-؟؛ شباط ( فبراير ) 199٠ لَتْوُونُ فلسطزبة اا - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 203
- تاريخ
- فبراير ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22320 (3 views)