شؤون فلسطينية : عدد 203 (ص 85)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 203 (ص 85)
- المحتوى
-
حسن ابو طالب حححح
الطرفين؛ فان الاختلاف لا يرقى الى خلافات دائمة؛ ولا يرتبط بأي ضغوط اميركية على اسرائيل.
وفي ضوء المعطياث السابقة؛ فان التحدث حول بعض اختلافات في الموقف الاميركي عن الموقف
الاسرائيلي تبدى مسائل ظاهرية؛ وعارضة . وسوف يتضح ذلك أكثر عند تبيان عناصر الموقف الاميركي
من عملية التسوية السياسية للصراع العربي- الاسرائيلي» التي يمكن بلورتها في ما يلي:
© هناك سعي أميركي دؤوب الى الحفاظ على بقاء؛ وأمن, اسرائيل من المخاطر التي تحيق بها.
ويبرز هنا المسعى الاميركي للالتفاف حول الانتفاضة الفلسطينية الباسلة, باعتبارها أكبر المغاطر
التي تواجهها اسرائيل حالياً. ولقد رأينا في سعي وزير الخارجية الاميركية السابق؛ جورج شولتس:
محاولة اجهاض الانتفاضة:؛ عبر تقديم مجموعة من الافكار التي لا تتضمّن أي خروج على الثوابت
الاميركية» وهي رفض الحوار مع المنظمة وايجاد قيادة بديلة منها من القيادات المحلية في الضفة
والقطاعء وانكار حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني ١ مرفض أي صيفة لقيام دة فلسطيية.
ولذلك, كان مصير هذه الافكار الفشل التامٌ والرفض المطلق.
© انه على الرغم من اجراء الحوار الاميركي الفلسطيني الذي بدا منذ كانون الاول
( ديسمبر) 198 فانه لم يقدّم جديداً؛ الا في سياق الموقف الاميركي تجاه المنظمة, مقابل بعض
تنازلات من جانبها؛ دون ان يرتبط بتحوّل جوهري في الرؤية الاميركية تجاه الصراع العربي -
الاسرائيلي ذاته. وثمّة شواهد على ذلك. فجولات الحوار الفلسطيني الاميركي ظلت أسيرة بعض
الامور الشكلية؛ ولم تتجه, بعد الى جوهر عملية التسوية؛ لا سيما دور المنظمة في تلك العملية, وكيفية
مشاركتها. وهنالك,» أيضاً. اثفاق اميركي - اسرائيلي على الرفضى المسبق لحق تقرير المصير للشعب
الفلسطينيء وانكار أية دعوة الى قيام دولة فلسطينية على الارض العربية المحتلة بعد انتهاء الاحتلال
الاسرائيلي.
© يبدي أيضاًء من التحركات الاميركية الاخيرة ما يشبه التراجع عن القبول الاميركي - الذي
كان مشروطا في المرحلة الاخية من حكم الرئيس رونالد ريغان لفكرة المؤتمر الدولي, ويبدى ذلك في
أكثر من تطوّرء حيث تؤيد الادارة الامبيكية اقتراحات اسحق شامير حول الانتخابات في الضفة
الفلسطينية وقطاع غزة لاختيار ممثلين فلسسطينيين ينين يقبلون بالتفاوض مع الحكومة الاسرائيلية, ليضع
حل مرحل وأخرتهائي؛ لا يخرج عن كونه حكما دان وامصطاء غطاء شرم للاحثلال ال سرائيلي(").
صحيع ان هناك بعض المطالب الاميركية الخاصة بضرورة ان تشمل الانتخابات مواطني القدس
الشرقية» وان يكون هناك اشراف دولي مناسبء الا ان اسرائيل ترفض ذلك ولا تستجيب له. وتمثّل
المطالب الاميركية؛ هذه, بعض التحسينات الجزئية ليس الا؛ كما انها تكشف عن مواقفها الداعمة
لاقتراح شامير حول الانتخابات؛ حتى على الرغم من كونها لا ترتبط بحل شامل للصراع العربي -
الاسرائيلي؛ كما انها تجهض فكرة المؤتمر الدولي من أساسه؛ وكذلك تعكس تطابقاً اميركياً اسرائيلياً
في الالتفاف حول دور منظمة التحرير الفلسطينية في جهود التسوية المستقبلية؛ فضلٌ عن اعطاء
الفرصة لاسرائيل لتحسين صورتها الدولية» ولاجهاض الانتفاضة:؛ عبر جرّها الى حلول وهمية.
وعلى الرغم مما لدى الرئيس بوش من معرفة والمام شخصي بعناصر الصراع العربي الاسرائيلي»
الا أن الواضح, » حتى الآن» ان ادارته تفل عدم الاسراع بتقديم مبادرة» أى خطة؛ ملزمة متكاملة,
وتحاول؛ تحت حجة اجراء الدراسات الكافية؛ اقناع الاطراف المختلفة بالانتظار الى لحظة مناسبة
مقبلة. ويمكن استنتاج ان الهدف الاميركي من هذا هو محاولة تجميع الخيوط مرة أخرى في يد
4م يُوم فلسطفية العدد ١ ؟؛ شباط ( فبراير ) 154٠ - هو جزء من
-
شؤون فلسطينية : عدد 203
- تاريخ
- فبراير ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22319 (3 views)