شؤون فلسطينية : عدد 204 (ص 101)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 204 (ص 101)
- المحتوى
-
نجدة الشواف ل
الاخيرة تشكل الساحة الديلوماسية الاكثر قرياً من منطقة الشرق الاوسطء الأمر الذي يجعلها طريقاً
دبلوماسياً شديد الاهمية لاسرائيلء لا يمكن لهذه الاستغناء عنه, لرصد التحركات العربية؛ من جهة:
وللحؤول دون الانفراد بالساحة الافريقية» من جهة أخرى
من الدلائل على ان اسرائيل عادت الى افريقيا باستراتيجية جديدة, هو ما بات المسؤولون
الاسرائيليون يردّدونه في تصريحات رسمية:» منذ بداية الثمانينات: بأن احد الاهداف الرئيسة للوجود
الاسرائيلي في افريقيا هو التصديء والحؤول دون تسرب النفوذ السوفياتي الى القارة» وحماية المصالم
الغربية. فيها. ومع انه ليس من الواضح معرفة الاسبابء والدوافعء الكامنة وراء الاعلان عن دور
اسرائيل بصورة رسمية» اذ ان ذلك هو ما تقوم به فعلاً في كل مكان وزمان بدون البوح به فان
الاستراتيجية الجديدة ترمي الى تحقيق غرضين: هما: اول تدعيم موقف أسرائيل داخل الولايات
المتحدة الاميركية. وخصوصاً الكونغرس والادارة» والايحاء للجميع بأنها الحارس, والمدافع؛ عن
مصالح اميركا ليس في منطقة الشرق الاوسط فحسبء وانما في افريقياء وكل مكان آخر في العالم؛
وثانياً: جعل علاقاتها مع الولايات المتحدة الاميركية محصّنة ضد خطر اعادة ضياغتهاء اذا ما
استجدت احداث وظروف مفاجئثة. ذلك ان قادة اسرائيل باتوا يدركونء في اواخر السيعينات, مدى
حاجة اسرائيل الى مساعدات واشنطن ودعمها أكثر من أي وقت آخر في السابق. ولهذاء فان اتخاذ
موقف متصلّب: ومناهض للسوفيات علانية: ويصورة رسمية: يمكن ان يقنع الاميركيين بتطايق
المصالح الاستراتيجية: والسياسية: والاقتصادية. مع اسرائيل» ويوّمنون, بالتالي, بالمقولة الاسرائيلية
التي أخذت الصحافة الاميركية تكثر من ترديدهاء ومفادها ان وجود اسرائيل في افريقيا ضمان
للمصالح الاميركية.
بعد حرب تشرين الاول ( اكتوبر ) 1317, التي دمّرت» خلالهاء القوات العربية كميات هائلة من
الاسلحة الاسرائيلية» بحيث اضطرت الحكومة الاميركية الى اقامة جسر جوي للتعويض عن الخسائر
الاسرائيلية الفادحة, وضعت اسرائيل خطة واسعة؛ وطموحة؛ لصناعتها الحربية, من اجل تحقيق
اكتفاء ذاتي لما تحتاجه قواتها المسلّحة, من أسلحة ومعدّات عسكرية مختلفة ادي ا
في الثمانينات» حقق الانتاج الحربي الاسرائيلي معدّلات عالية تزيد على حاجة جيشهاء واصبحت
اسرائيل بحاجة الى أسواق خارجية لتصدير الفائض من الانتاج الذي يقدرب ٠١ بالمكة من الانتاج
الاجمالي . خلال النصف الاول من الثمانينات, قال وزير الدفاع الاسرائيليء آنذاك؛ موشي ارنس: «ان
بناء صناعة حربية متطوّرة في بلد صغير كاسرائيل يكلف نفقات؛ ويستهلك اموالاً باهظة, وليس من
الممكن استمرار مثل هذه الصناعة بدون توقر اسواق خارجية لتصدير الفائض عن الحاجة». وقال
محافظ «بنك اسرائيل»: «ان صادراتنا من الاسلحة تمنع اقتصادنا من الانهيان.
ونا كانت صفقات الاسلحة تعقدء عادة: بين دولتين تربط فيما بينهما علاقات دبلوماسية؛ بخلاف
الصفقات التجارية التي يمكن ان تتمٌ بين الشركاتء وحتى الافرادء فان لهفة اسرائيل الى اعادة
علاقاتها الدبلوماسية مع الدول الافريقية تصبح مفهومة.
بالاضافة الى كل هذه العوامل التي أشرنا اليهاء والتي جعلت اسرائيل تعتبر خروجها من افريقيا
في العام ١917 كارثة دبلوماسية؛ وسياسية: واقتصادية», واستراتيجية» ويالتالي دفعتها الى العمل
بكل الوسائل الدبلوماسية» وغير الدبلوماسية: للعودة الى القارة» فان افريقيا هي المنشاء والمصدر,
اللذين تجد فيهما اسرائيلء بوفرة» وبشروط سهلة؛ كل ما تحتاج اليه صناعاتها المدنية,
١99٠ ) آذار ( مارس 5١ 5 لشْوُون فلسطيزية العدد ١٠١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 204
- تاريخ
- مارس ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 2356 (11 views)