شؤون فلسطينية : عدد 204 (ص 107)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 204 (ص 107)
المحتوى
نجدة الشواف ل
الشركات الاميركية العديدة التي دخلت ميدان الصناعة والبحوث الذرية في الخمسينات: من ناحية
أخرى. في العام 1575: اعترف يهودي اميركيء كان مديراً لشركة تعمل في تجارة المواد النووية
والمعدات» لرجال التحقيق الفيدرالي بأن حوالى ‎١١١‏ رطلاًٌ من اليورانيوم المخمّّبٍ فقدت من مخازن
الشركة منذ مدة» وهي كميّة كافية لانتاج ست قنابل ذرية على الاقل.
ان امتلاك اسرائيل للاسلحة الذرية اليوم لم يعد سراً من الاسرارء حيث قيلء» وكتبء عن هذه
الحقيقة الشيء الكثير في مختلف وسائل الاعلام الغربية. وليس من المستبعد, ابداً» ان تكون الحكومة
الاسرائيلية» نفسهاء قد سرّبت بعض المعلومات عن قدراتها النووية: على الرغم من انكار المسؤولين
حتى الآن.
بعد حرب العام 21917 اقترح موشي دايان على حكومته ان تعلن» رسمياً .عن سياستها النووية,
بدلا من التكتّم على حقيقة امتلاكها للسلاح النوويء وذلك أملا في ان يكون الاعلان 'اليسمي رادعاً
للعرب عن شن هجوم جديد عليها في المستقبل. وبرّر دايان اقتراحه بأن اسرائيل تنفق ‎٠١‏ بالمئة من
اجمالي دخلها القومي على احتياجاتها الدفاعية: مما أدَى الى التدهور الاقتصادي الخطير الذي تعاني
منه البلاد. وأضاف ان القنبلة المخزونة في «القبى» لم تردع العرب من هجومهم المباغت في حرب العام
"7 الذي كاد ان يلحق باسرائيل هزيمة عسكرية. ولهذاء فقد رأى ان اعلان اسرائيل عن سياسة
«الخيار النووي» سيوفر على اسرائيل اموالاً طائلة تنفق» حالياً. على الاسلحة التقليدية, كما يمكن ان
يكون رادعاً حقيقياً ومؤثراً. بالنسبة الى العرب.
في العام ‎:117١‏ توصّل علماء الذرة في اسرائيل الى استنباط طريقة جديدة لتخصيب اليورانيوم
الخام بواسطة اشعة ليزر. واصبح في امكانهم الاكتفاء بالحصول على اليورانيوم الخام لتحويله, في
مفاعل ديمونه؛ الى يورانيوم مخصّبء لاستعماله في انتاج الاسلحة الذرية. ومن هنا بدأت مرحلة
جديدة من مراحل العلاقات بين اسرائيل وجنوب افريقياء حيث قام فيما بينهما تعاون وثيق» وشامل,
في ميدان الذرة» وعقدت فيما بينهما صفقة مقايضة: تكنولوجيا اسرائيلية مقابل يورانيوم من جنوب
افريقيا.
كذلك قرّر النظام العنصري في جنوب افريقياء المطوّق بقوى معادية والخائف على مصيره, مثله
مثل اسرائيل» سلوك سياسة الخيار النووي؛ بغية ردع اعدائه, وأملاً في ضمان بقائه. واذا كانت
اسرائيل استطاعت الامساك بناصية التكنولوجيا النووية» بما حشد في اسرائيل من عقول وخبرات
صهيونية من مختلف بقاع الارض, الا انه بقي معتمداً على ما يحصل عليه من الخارج من مادة
اليورانيوم. في المقابل» تمتلك جنوب افريقيا كميات ضخمة من اليورانيوم» الذي تنتج منه سنوياً حوالى
ستة آلاف طن, أي انها تحتل المرتبة الثالثة, بعد الولايات المتحدة الاميركية واسترالياء في وفرة
اليورانيوم في مناجمها. ولكن جنوب افريقيا تعتمد كلياً على المساعدات الخارجية في ما يتعلق
بالتكنولوجيا. وهكذاء بات الحليفان يكمل احدهما الآخر: تكنولوجيا اسرائيل مقابل يورانيوم جنوب
افريقيا.
9
كان برنامج تطوير الذرة الذي وضعته حكومة جنوب افريقيا يعتمد على مقايضة مادة اليورانيوم
المتوفر لديها مقابل ما تحتاجه من التكنولوجيا الغربية (بريطانياء وفرنسا.ء والمانيا الاتحادية) . لكن هذه
الدول اضطرت الى قطع هذه العلاقة السرية في اوائل الستينات, بسبب الضغوط التي مارسها الرأي
العام العالمي وادانته لسياسة جنوب افريقيا العنصرية. في العام ‎,.١977‏ عقدت اتفاقية سرية
١495٠ ) ‏لهُوُون فلسطيزية العدد : ١5؛ آذار ( مارس‎ 1١5
تاريخ
مارس ١٩٩٠
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 2710 (10 views)