شؤون فلسطينية : عدد 204 (ص 116)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 204 (ص 116)
- المحتوى
-
لب الصراع على الارض والسكان في فلسطين :
تلخّصت اهداف الاستيطانء في العقدين الاولين من تاريخ اسرائيل» القصير نسبياً في المنظور السياسي»
باستيعاب آلاف المهاجرين الذين سعت الحركة الصهيونية الى جلبهم بمختلف الوسائلء وغالبيتهم من يهود
الدول العربية. وتبع ذلك مهمة دعم هذا الاستيطان» وتعزيزه اقتصادياًء واجتماعياً وعسكرياً. أمّا المناطق التي
تركز عليها الاهتمام الاستيطاني» فهي صحراء النقبء في الجنوب» وجبال. الجليلء في الشمال؛ والممر المؤدي من
يافا الى القدس؛ أي تلك المناطق التي تميّزت بكثافة سكانية عربية قبل حرب العام /115» والتي شهدت أوسع
عمليات الطرد والترحيل على يد قوات الهاغاناه. خلال مراحل تلك الحرب. وترافقت سياسة الاستيطان» التي
نفدّتها الحكومات العمّالية في تلك المرحلة؛ بمحاولة الدمج المستمر ما بين معطيات الجغرافيا والديمغرافياء من
جهة؛ وحاجات الامن الداخليء والخارجىء من جهة أخرى. وأدّى ذلك الى نماذج استيطانية» كالناحال الحدودية
- ذات الطايع العسكري ومدن الاعمار في المناطق البعيدة من الكثافة اليهودية المتمركزة في وسط البلاد»
بالاضافة الى الاهتمام بالبنية التحتية, والخدمات العامة, وشبكة طرق واسعة الانتشار لتغطي مختلف المناطق,
وتريطها ببعضها البعض.
ولكن هذا كله تغيّر بتأثير النتائج المذهلة التي نجمت عن حرب العام .١11717 بالطبع؛ لم يتناول الكتاب آثار
هذه الحرب في الجانب العربي؛ ولكن آثارها في الجانب الاسرائيلي كانت بعيدة المدى. فمن حيث المساحة:
تضاعف حجم اسرائيل اكثر من ثلاث مرات؛ اذ احتلت اسرائيل - ومساحتها آنذاك حوالى ثمانية آلاف ميل
مربع ما يزيد على 57 آلف ميل مربع من الاراضي العربية؛ وتقلّصت هذه المساحة بعد الانسحاب من سيناء
الى حوالى ثلاثة آلاف ميل مربع. ومن ناحية السكان: اصبحت حدوب اسرائيل الجديدة تضم عدداً من السكان
العرب يقارب المليونين» بعد ان كان عددهم, ضمن حدوب الرابع من حزيران (.يونيى ) 15717ء يقل عن النصف
مليون. وللمرة الاولى» اصبحت فلسطينء بعاصمتها القدس كاملة, تحت الاحتلال الاسرائيلي.
هذه التغيّرات الجغرافية السياسية انعكستء بالضرورةء على السياسة الاستيطانية» وأهدافها القريبة,
والبعيدة» المدى. فتراجعت مناطق الجليل والنقبء مثلاًء من حيث الاهمية؛ كما تراجعت مستوطنات الناحال
ومدن الاعمارء وأعطيت الاولوية لوادي الاردن والمرتفعات الجبلية في الضفة الفلسطينية» وفي هضبة الجولان.
وحظيت القدس بأاهمية خاصة: بعد ان اعلنت اسرائيل ضمُّها نهائياً وذلك بسعيها الى تحقيق مشروع «القدس
الكبرى», وهى ما تناولهء بالتفصيلء الفصل الثاني من الكتاب.
يستهل المؤلف الفصل المتعلّق بالقدس بالاشارة الى القضايا المختلفة, والمتشابكة: المحيطة بأية سياسة
استيطانية في القدسء وذلك في المجالات السياسية والامنية والسكانية والتاريخية والمعمارية: فالاهمية التاريخية
الدينية التي تتمتّع بها القدس لدى مختلف الشعوي والديانات السماوية الثلاث: جعلت انظار العالم: كلّه, تتجه
نحو الاجراءات الادارية» والقرارات السياسية التي تتخذها اسرائيل تجاه القدس. ومن هنا كان قرار ضمّها
المدينة المقدّسة موضع خلاف قانوني واشكال سياسي على الصعيد الدوليء بحيث امتنع العديد من الدول عن
الاعتراف يه.
وفي محاولة من الجانب الاسرائيلي ترسيخ الطابع اليهودي لعاصمة فلسطينء انصبّت جهود الاستيطان
والموارد المالية» والبشرية؛ على مدينة القدس وضواحيها. وتظهر الارقام؛ بوضوح» مدى حراجة الوضع الديمغرافي
في القدسء نظراً الى تسارع الزيادة الطبيعية للسكان العرب» مقارنة بزيادة السكان اليهود. ففي حين كانت نسبة
اليهود: في اعقاب حرب العام :١1571 تعادل ,71 بالمئة من مجموع السكانء مقابل 51,1 بالمئّة من. العرب,
اصبحت النسبة؛ في العام :١15/5 تعادل "١, بالمتة من اليهودء مقابل 58,5 بالمئة من العرب (ص 2)١5
يضاف الى هذا أن تركيبة اعمار السكان اليهوب تميل الى الشيخوخة: في حين ان اكثرية. السكان العرب تميل نحو
السن المبكرة. 0 ٠ 00
وفيما تابع المؤلف بالارقام والتفاصيل الفنية: تطور سياسة الاستيطان في القدس, ظهرت؛ بوضوح؛ معالم
الصراع العربي - اليهسودي في.السيظرة على .اكبر مساحة ممكنة من الارض داخل القدسء وخارجها. وفي
العذد 5 ,7١ آذار ( مارس ) ١55١ لشؤون فلفطيزية 6 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 204
- تاريخ
- مارس ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 1979 (12 views)