شؤون فلسطينية : عدد 206 (ص 4)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 206 (ص 4)
المحتوى
الردع الاستراتيجي العربي
في مواجهة اسرائيل
صبري جريس
الخطاب الذي القاه الرئيس العراقي؛ صدام حسينء في أوائل نيسان (ابريل) الماضي, واعلن فيه
انه سيجعل الناى «تأكل نصف اسرائيل» اذا حاولت الاعتداء على المنشآت العسكرية الصناعية
العراقية أثار, ولا يزال يثي اصداء واسعة؛ وردود فعل مختلفة في منطقة الشرق الاوسطء وخارجها.
فقد فُّهم من هذا الخطاب, وما تلاه من تصريحات لمسؤولين عراقيين آخرين» وكذلك من ردود الفعل
والتعليقات العالمية, سواء رسمية كانت أم اعلامية؛ ان العراق بات يملك رادعاً استراتيجياً مستقلا,
لم يكن؛ حتى الآن, تحت تصيرّف أية دولة من دول الشرق الاوسط؛ عدا اسرائيل التي تمتلك الاسلحة
الذرية.
صديع ان الرئيس العراقي قد كرر ان بغداد لا تمتلك» في الوقت الحاضيء اية اسلحة ذرية,
ولكن, في ضوء امتلاكها السلاح الكيميائي المزدوج؛ اى الثنائي» باتت تتمتع بالقدرة على ممارسة
استراتيجية الردع والردع والمضاد معتمدة على اسلحة لاتقل عن السلاح النووي بطاقتها التدميرية
الفتاكة. فالمطلعون: من عسكريين وخبراء استراتيجيين؛ يصدّفون الاسلحة الكيميائية الثنائية في فئة
ما يسمى بأسلحة الدمار الشامل» التي يقصد بهاء تحديدأً» الذخائر النووية والبيولوجية والكيميائية ,
وليس سراً؛ على كل حال؛ ان العراق يمتلك اسلحة كيمياثية منذ بضع سنوات؛ وان قواته استخدمتها
في حرب الخليج. لكن الشائع» عموماًء حتى الآن؛ كان ان هذه الذخائر تقتصر على اسلحة «بدائية»(!)
مثل غان الخردل وانواع «بسيطة» أخرى من غازات الاعصاب. أمّا الآن» فان الوضع يختلف؛ اذ ان
الحديث لا يدور حول هذا النوع من الاسلحة فقط؛ بل حول وجوب الذخائر الكيميائية الثنائية
(مزدوجة التركيب)» وهي احدث ما ثم التوصل اليه في هذا المجال. وهذه الاسلحة هي نوع متقدم من
غازات الاعصاب, ذات طاقة فتاكة كبيرة, لا نسمح بتخزينها في وضع جاهز للاستخدام. لذلك تُجِرًا
الى مادتين منفصلتين, وتكون كل منهما على حدة غير مؤذية اطلاقاً. ولا تدمج هاتان المادتان الا بعد
اطلاقهماء او قذفهماء وعندئذٍ يتحول هذا المزبيج الكيميائي في الهواء, غازاً فتاكأ؛ ينتشر بسرعة, ويكون
تأثيره على الكائنات الحية؛ من انسان وحيوان ونبات, مشابهاًء الى حد بعيد» لتأثير اي تفجير نووي.
ويقال ان هذه الاسلحة موجودة حتى الآن» اضافة الى العراق» لدى الولايات المتحدة الاميركية
والاتحاد السوفياتي فقط؛ ويقال؛ أيضاً؛ ان العراق قد صنع هذا السلاح منذ سنة 1941» ولم
يستعمله في الحرب ضد ايران. ‎١‏
أمّا العامل الآخر الهامٌ في هذا المجال» فهو ما يفترض من امتلاك العراق قدرة لا بأس بها
العدد 701 آيان ( مايو ) 1160 يون فلسطزية ‎١‏
تاريخ
مايو ١٩٩٠
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 7280 (4 views)