شؤون فلسطينية : عدد 206 (ص 5)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 206 (ص 5)
المحتوى
هصبري جريس .22ح
على ايصال هذه الذخائر؛ اذ لا فائدة من امتلاك سلاح دمار شامل, سواء أكان نووياً او كيميائياً؛ ما
لم تتوفر القدرة الموازية على ايصال هذا السلاح الى هدفه المفترض. وفي هذا المجالء تبرز اهمية
برنامج البناء الصاروخي العراقي الذي يتواصل تنفيذه منذ سنوات. وكان هذا البرنامج بدأ بصورة
متواضعة خلال حرب الخليج؛ بواسطة صواريخ «سكاد» السوفياتية» التي يصل مداها الى ‎٠٠١‏ كيلى
متر؛ ثم تطور خلال المراحل الأخيرة من تلك الحرب بفضل صواريخ «الحسين» التي يبلغ مداها (-55
كيلومتراً؛ ومن بعدها صواريخ «العباس»؛ التي يبلغ مداها ‎60١‏ كيلومتراً. ويفترض ان يكون هذا
البرنامج على وشك الاستكمال بواسطة صواريخ «العابد» الجديدة, التي يقدر مداها بحوالى ‎١86٠‏
‏كيلومتراً. ويبدى. استنادا الى تقديرات مختلفة من مصادر عدة؛ ان العراق يمثلك بضع مثات من هذه
الصواريخ؛ على اختلاف انواعهاء قادرة على تغطية كل ارجاء المشرق (بما فيه اسرائيل) من الحوض
الشرقي للبحر الابيض المتوسطء وصولاً الى الحدود الايرانية الشمالية والشرقية. حتى الطرف
الجنوبي للخليج.
واضافة الى الصواريخ؛ هنالك. بالطبع؛ امكانية استعمال الطيران لايصال تلك القذائف الى ؛
اهدافها المفترضة. 1
2#
فنا
ان المعلومات والتحليلات التي اشرنا اليهاء والتي يكاد معظم المصادر الاجنبية» والعربية, يجمع
على صحتهاء تشكّل؛ بدون شكء نقطة تحوّل هامّة للغاية في الخارطة السياسية ‏ الاستراتيجية لمنطقة
الشرق الاوسط والصراع العربي ‏ الاسرائيليء الى درجة يمكن معها :القول اننا قد بدانا الدخول في
مرحلة جديدة من تاريخ المنطقة.
ولعله, اول, من المقيد الاشارة» في هذا الصدد, الى ان هذا الوضع الجديدء اى الاعلان عنه
بالشكل الذي تمٌ فيه ذلك؛ لم يكن مفاجئاً, بالنسبة الى البعض على الاقل. فمنذ انتهاء الحرب الايرانية
- العراقية» وخروج العراق منتصراً منهاء راحت تطلق في اسرائيل تحليلات خجولة؛ ساهم فيها معلقون
وباحثون ومحللون من ذوي الخلفيات والاتجاهات المختلفة, مفادها ان الطريقة التي اداربها العراق
حربه ضد ايران» ثم انتصاره فيهاء جعل منه قوة باتت تشكل خطرأ على اسرائيل. وتعززت مخاوف
هؤلاء عندما لاحظوا ان العراق, حتى بعد انتهاء الحرب مع ايران, ثابر على دعم برنامج تصنيعه
الحربي؛ واستمر في تنفيذه؛ بعزم وعلى نطاق واسعء وكأن الحرب لم تنته. ونتيجة لذلك؛ ذهب بعض
اولئك الى القول انه اذا لم يكن العراق قد اصبح قوة اقليمية تستطيع مواجهة اسرائيل؛ عندما يدور
الحديث عن الاسلحة الاستراتيجية:؛ فانه يسير بخطى حثيثة على الطريق نحو تحقيق ذلك الهدف.
قد تبدى هذه التوقعات؛ لاول وهلة؛ طببة الى درجة لا يمكن معها تصديقهاء خاصة لابناء جيلي
الذكبة والهزيمة العربية. وقد يبدى. أيضاً ان فيها الكثير من التفكير الرغائبي او التفاؤل. والحقيقة
هي انه لا يمكن توجيه لوم كبير الى المتحفظين من هذه التحليلات, اى المشككين في جدواهاء في ضوء
تجارب الماضي المريرة» وخيبات الأمل التي تلتها. فلا يزال العديد منا يذكر, مثلاً, اعلان الرئيس جمال
عبد الناصر, في حينه؛ عن وجود صواريخ لدى مصرء اطلق عليها اسما «الظافر» و«القاهر»؛ يصل مداها
حتى «جنوب بيروت». ولا جاءت ساعة الامتحان؛ سنة 19717 مثلاً. اتضح انه لم يكن هنالك لا
3 شوُون فلسطيؤية العدد 501 اياى ( مايي) ‎195٠١‏
تاريخ
مايو ١٩٩٠
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 7436 (4 views)