شؤون فلسطينية : عدد 206 (ص 7)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 206 (ص 7)
- المحتوى
-
صبري جريش د
العراق» وقاتل؛ وانتصر. ولم يتم ذلك؛ بالطبع» صدفة ؛ بل جاء نتيجة جدٌّء ومثابرة؛ وعقلانية, وتصميم:
لم نعهد مثلها لدى انظمة عربية أخرى. فللوقوف خسد هذه الهجمة الايرانية الشرسة؛ جِنّْد العراق كل
طاقاته؛ واقام شبكة من العلاقات العلنية, وغير العلنية, مع دول عربية (مصر والاردن» مثلاً)؛ وأخرى
اجنبية» مكّنته؛ بطريقة اى بأخرى؛ من تأمين ما يحتاج اليه من سلاح وعتاد, ثم راح يطور اسنلحة
بنفسه؛ ومنهاء على سبيل المثال» الصواريخ التي فرضت عليه. ونقول «فرضنت» لأن العراق كما هى
معلوم, لم يكن الباديء باستعمال الصواريخ خلال الحرب ضد ايران. بل ان بغداد وبعض المدن
العراقية الأخرى بقيت.تتعرض لهجمات بالصواريخ: من ايران؛ على الاحياء السكنية فيها خلال فترة.
غير قصيرة؛ الى'ان قرّن العراق (او تمكّن) من الرد 'غلى الصواريخ بمثلها؛ ثم راج يطوز صواريقه
الخاصة به؛ قالبأ الميزان, في هذا المجال؛ في غير صالح ايران. ولم يوقف النظام الايراني اطلاق
الصواريخ على بغداد الا بعد ان رائحت العاصمة الايرانية» طهران؛ تتلقي «وجبات» من الصواريخ
العراقية تعادل تلك التي سقطت على بغداد, اى تزيد عليها.
ولم يكن هذا المجال هو الوحيد الذي اظهر العراق فيه كفاءة ونجاعة خلال الحرب؛ بل أن هنالك
نواحي أخرى لا تقل اهمية عنه, وكذلك . وهذا هى الأكثر اهمية لم نعهد مثلها سابقاً لدى الجيوش
العربية. فخلال الحرب الايرانية العراقية تمكن العراق؛ في غير مرة, من صد هجمات ايرانية يمكن
وصفها بأنها «مرعبة»؛ ان كان يشارك فيها عشرات؛ بل مثات؛ الآلاف من الجنود الايرانيين الذين
يهاجمون: في الوقت عينه, على امتداد عشرات الكيلومترات؛ على طول الحدود. وفي الحالات التي كان:
الجيش الايراني يحرز اختراقاً. هنا اوهناك؛ ويحتل اراضي عراقية؛ كان الجيش العراقي؛ بعد فترة,
طلويلة او قصيرة يعيد الكرّة ويطرد الايرانيين من على الاراضي التي احتلوها. والفرق بن هذا المستوى,
من الاداء ومستوى جيوش عربية أخرى واضع للغاية؛ أذ كدنا «نعتاد» على ان جيوشاً عربية؛ غندما
تدخل في مواجهة؛ تهزم وتحطم خلال أيام؛ واحياناً خلال ساعات. وبعد ذلك يعاد؛ بالطبع؛ بناء تلك
الجيوش؛ ولكن من الناحية المادية فقط؛ بينما يبقى الخوف مسيطراً على قادتها الذين يبذلون كل ما
في وسعهم لتجنّب مواجهة أخرى مع العدى ويقرّون له, بالتالي؛ باختصار شديد, بالتفوق والسيطرة.
وتكاد هذه المقارنة تنطبق على اداء الطيران العراقي أيضاًء الذي كان؛ خضوصاً عندما يشتد القتال,
يقوم بعشرات الطلعات, ليلا نهاراء فوق الجبهة وفي عمق الاراضي الايرانية . ونذكر مرة, عندما تعرضت
بغداد لقصف وحشي بالصواريخ الايرانية استمر, متقطعاًء خلال ليلة بكاملها؛ كيف قدّم العراق؛ في
أليوم التالي» جواباً «مقنعأ»» تمثل في غارات منيفة شنها الطيران العراقي حسب البلاغ الايراني -
على ١١ مدينة ايرانية؛ في انحاء ايران الواسعة كافة؛ وفي الوقت عينه؛ موجهاً ضربات قوية للمواقع
الاستراتيجية, والانتاجية» يساهم تدميرهاء على وجه العموم؛ في «تهدثة» خواطر الخصوم والاعداء؛
ودون التعرض» مثلاًٌ, الى التجمّعات السكانية؛ كما يليق بمن يقاتل بشهامة. وفي هذا المجال؛ ايضاً,
يبرز الاختلاف في الأداء, بالمقارنة مع اسلحة الطيران العربية الأخرى؛ ان, هناء أيضاً كدنا «نعتاد»
على ان الطيران العربي بام ويدعم لكي تدمر طائراته؛ عندما تحين الساعة؛ وهي جائمة على الارض
(العام 17 مثلا)» او لكي تسقطء وتسقط فقطء عندما تطير لتواجه. طائرات العدى («المواجهات»
التي حصلت بين سلاحي الطيران؛ السوري والاسرائيلي» خلال السبعينات والثمانينات؛ مثلآً) .
ولا بد من -الاشارة» في هذا الصدد, الى أن الموقف السياسي العراقي, خلال تلك الحرب؛ لم يكن
يختلف كثيرا في عقلانيته, وبالتالي نجاعته؛ عن الموقف العسكري. فقد امتازت سياسة العراق» خلال
فترة الحرب بأسرهاء بالاعتسدال والعقلانية. فالعراق لم يتوقف؛ خلال الحرب؛ عن الدعوة الى
31 اشُون فلسطزية العدد ,7١6 أيان ( مايى) 145 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 206
- تاريخ
- مايو ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22442 (3 views)