شؤون فلسطينية : عدد 206 (ص 8)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 206 (ص 8)
- المحتوى
-
ب الربع الاستراتيجي العربي في مواجهة اسرائيل
ايقاق ذلك القتال؛ الذي لا فائدة منه, واجراء مفاوضات بين البلدين. وفي هذا الصددء وجّه الرئيس
العراقى التداء تلى الآخر الى الشعوب الايرانية؛ داعياً الى ايقاف اطلاق النار والبدء بالمفاوضات. كما
ان العراق تجاوب, كما هو معلوم» مع المساعي الاقليمية والعالمية كافة» التي بذلتها هذه الجهة» او
تلك؛ لانهاء الحرب. الا ان كل تلك المساعي لم تثس, الا بعد ان تمكّن الجيش العراقي من تحطيم
العموب الفقري للجيش الايراني؛ الذي فقد القدرة على ادارة الحرب. وعندهاء فقط, اضطر الخميني
الي الاعلان عن «تجرّع السم»» على حدّ تهبيره» والموافقة على ايقاف القتال.
ان الحرب الايرانية العراقية هي, الآن؛ وراءنا؛ وليس هنالك ما يبر الاعتقاد بأن حربأ مثلها
ستنشب ثانية في المستقبل المنظون. الآ ان ذلك كله لا ينبغي ان يحملنا على التقليل من اهمية الانتصار
الذي حققه العراق في تلك الحرب, ومن ثم «النعمة» التي من الله بها على المنطقة عقب ذلك. وللوقوف
على مدى ذلك يكفي» وببساطة؛ الافتراض - لا سمع الله - ان ايران هي التي انتصرت في الحرب؛ فلى
حصل ذلك. لتم تفتيث المشرق العربي» اى اجزاء كبيرة منه؛ الى «دول» طائفية مفككة؛ وراح النظا
الايراني المتخلف والمتعصب والمرّضي» القادم الينا من العصور الوسطى؛ يعيث في الارض ظلا
وتأخراً؛ ويعيد المنطقة نحو قرنين الى وراء! فالنظام الايراني: الذي تجرأ على وصف نفسه بأنه «ثورة
اسلامية» لم يتورّع؛ مثلاً. عن التسبب؛ باسم مفهومه الخاطىء والمشوه للاسلام» في قتل العشرات»
بل مئات الآلاف من المسلمين؛ ابناء المسلمين. واستنادأ الى مثل هذه الذهنية» يمكننا ان نتصور اية
مآس أخرى كانت ستدل بالمنطقة؛ لى تمكُن النظام الايراني منها.
ومثل هذه التحديات الوحشية والمتخلفة؛ بل لنقل مثل هذه الكوارث» تصح الاجابة عنها بالطريقة
الصدّامية فقط؛ وبالاسلوب الذي تمْ فيه ذلك. صحيع ان العراق تكبد خسائر كبيرة, ماديا وبشرياً؛
الا انه لم تكن هنالك طريق أخرى. ْ
نا
انا
أثار اعلان العراق عن امتلاكه الاسلحة الكيميائية الاستراتيجية هواطف هوجاء من الانتقادات
والتجريع والتشكيك, شاركت فيها دوائر عدة, اجنبية وعربية؛ رسمية وشعبية. واذا كانت هذه الحملة
خفّت مؤخراًء فان في ما بان خلالها من مواقف, واعتبارات» وتبريرات؛ ما يلفت النظر ويلقي الاضواء
على الحقبة الجديدة التى نشاهدها.
وأول هذه «المجموعات» من التعليقات هي تلك التى يمكن وصفها بأنها «تافهة», تصدر عموماً
عن حاقدين وانهزاميين؛ سواء عرباً كانوا ام اجانب. فمن هذه التعليقات, مثلاً, القول ان العراق يقوم
بما يقوم به لدعم زعامته الاقليمية. وحقيقة, لا نرى في ذلك اي ضير. بل قد يكون هذا بالذات هى
المطلوب . فخلال نصف القرن الأخير فقط, عرفت المنطقة؛ ونقصد المشرق العربي, اصنافاً عدة من
«الزعامة», من ملوك ورؤساء وقادة احزاب وتجمعات وتنظيمات وميليشيات؛ الخ لم يبر من بينهم»
جميعاً؛ ولو شخص واحد قادر على اغطاء جواب ناجع على التحدي الصهيوني, وبالتالي الامبريالي»
الذى القى بظلاله على المنطقة. لقد صدق عبد الناصر بقوله مرة ان هنالك دوراً في المنطقة يبحث عن
بطل؛ وهو دور لم يشغله احد حتى ألآنء على اي حال. واذا كان العراق ورئيسه هما من قدّر لهما ان
يبد[ بلعب هذا الدون فليكن ذلك. 1
المدد 9١5 أيان ( مأيى) 110 لشؤون 4 بزية 5 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 206
- تاريخ
- مايو ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22442 (3 views)