شؤون فلسطينية : عدد 206 (ص 9)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 206 (ص 9)
- المحتوى
-
صبري جريس سس
ومن هذه التعليقات, أيضاًء » ان العراق لم يقم بما قام به خدمة لباقي العرب عموماً؛ ولفلسطين
خصوصاً. وليكن كذلك؛ وزبما كان هذا صحيحاً؛ اذ يفترضء اساساً؛ ان يكون العرب عموماًء
والفلسطينيون خصوصاً, ' اولى من غيرهم بالاهتمام بقضاياهم. الا ان ذلك كله لا يمنع بالطبع؛ من
وضع الانجازات العراقية في خدمة القضية العربية عامة, والفلسطينية خاصة.
ومن هذه التعليقات: كذلك, ' ان اسرائيل «لن تسمح» لاحد بالتفوق عليهاء او بتشكيل تهديد لها؛
وهي اقوال «مألوفة» تعتبر استمراراً للنغمة الانهزامية الاحباطية التي قاسينا منها كثيراً. والحقيقة
هي أن اسرائيل, ٠ ومن وراثها الامبرياليون الاميركيون «لا يسمحون» بعمل هذاء او ذاك؛ لمن «له
يسمح» لئقفسيه أساساً باغضابهم؛ اي أن لعبة «عدم السماح» تطبق على مصطكي الركب الذين لا
يجرؤون» لاعتبارات مصلحية اوحتى نفسية؛ على الدخول في مواجهة جذرية. الا ان الوضع يختلف
تماما عندما يكون هناك من «يسمح لنفسه»؛ دون ان يتكلف عناء «طلب الاذن», بعمل ما يراه مناسباً»
ويكون قادراً على تنفيذ ذلك » والالتزام به وحمايته. ففي فيتنام» مثلاً. وفي كل تلك الحالات؛ على قلّتهاء
التي قرر العرب او الفلسطينيون معها التصدي للعدوان الاسرائيلي «يسمح» بأمور كثيرة.
غير ان الاخطر من كل هذه «الفتاوى» وهذا هو بيت القصيد هو ردود الفعل التي صدرت عن
بعضس الدول الغربية, وفي مقدمها الولايات المتحدة الإميركية, 000 «شحبها» » التصريحات العراقية
و«استنكارها», وما تلا ذلك من حملات خالمة غاشمة راحث شن على العراق خاصة. والعرب عامة؛
بهدف تشويه سمعتهم والنيل منهم . والرياء الامبريالي الكامن وراء هذه الحملة واضح للغاية. فالدول
الغربية, وف مقدمها الولايات المتحدة الاميركية, ؛ تسمح لنفسها بأن تطور, ؛ بصورة منهجية ومستمرة,»
انواع اسلحة الدمان كافة, جرئياً كان ام شامااٌ, وذرية كانت ام بيولوجية أو غازية؛ بل انها حتى
تتغاضى عن النشاط الاسرائيثي في هذا المجال» » ان لم تكن تؤيده وتدعمه سراً ٠ وعندما يلجأ العرب الى
الوسائل ذاتها للدفاع عن انفسهم في وجه الابتزاز الاسرائيلي الدائم» والمستمر, تقوم القيامة. ولا
ينبغي, على كل حال؛ ان يخدعنا هذا التباكي كثيراً ٠» فالمسالة بسيطة وواضحة للغاية. ان «بلطجيي»
العالم» اي الاميركيين وحلفائهم, ٠ و«بلطجيي» » المنطقة؛. ءاي اسرائيل, باتوا يشعرون بالضيق؛ ان ظهر
هناك من راح يتحداهم؛ وبالتالي يحد من حريتهم في فرض سياساتهم على المنطقة. وتطرق الرئيس
العراقي الي هذه الناحية بوضوح» » بقوله, في احدي خطبه, ان «اللاعبين الكبار» هم الذين «يلعبون
الآن مباشرة ضد العراق؛ كونه قادراً على حماية نفسه؛ وعلى الدفاع عن الأمة العربية؛ اذا تعرضت
للعدوان».
لقد خفّت الحملة على العراق, على كل حال؛ تدريجياً. خصوصاً بعد تصريحات زعمائه بأنهم لا
يخططون» ولا ينوون الاعتداء على احد؛ بل ان ما يهدفون اليه هو منع الإعتداء على بلدهم, عنم
الرد عليه بحرم , إذا وقع ٠ بل جد هناك» حتى ف اجهزة الاعلام غير الصديقة, من أبدى 3
لوقف العراق؛ باعتبار انه يتعرض, فعلا, لتهديد من اسرائيل» التي لم تنكر يوم ان لديها اسلحة
نووية» كما لم ينكر ذلك احد نيابة عنها ؛ وبالتالي» فهو على حق عندما يتخذ اجراءات للدفاع عن نفسه.
7 أن ذلك كله ليس مدعاة للطمأنذينة: باعتبار ان المعركة فد انتهت, بينما لا تزال» ٠ في الحقيقة:» في
بدايتها.
اننا ندرك؛ بالطبع, ان اسرائيل ليست ايران؛ بمعنى ان الكيان الصهيوني ذي مستوى
/ شَؤُون فلسطإية العدد ,5١5 أيار ( مايى) 155٠١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 206
- تاريخ
- مايو ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22443 (3 views)