شؤون فلسطينية : عدد 206 (ص 10)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 206 (ص 10)
- المحتوى
-
سسب الردع الاستراتيجي العربي في مواجهة اسرائيل
تكنولوجي اعلى» من جهة؛ ويحصل على مساعدات جمّة؛ في هذا الصدد, من الامبرياليين الاميركيين»
من جهة أخرى, واذا لم يحصل عليهاء فانه «يلطشها». ولا حاجة؛ على كل حالء الى التخمين كثيراً في
هذه الناحية . فمئذ فثرة غير قصيرة تدور مشاورات مستمرة بين اميركا واسرائيل حول منح الأخيرة
المعدات والاجهزة والتكنولوجيا الضرورية لتحييد «الخطر» العراقي . واذا لم يكن هذالك ما يبرر التقليل
من جدية 4 مثل هذه الاجراءات: اق ما شابهها » فانها لا ينبخي » ؛ أيضاًء من ناحية ثانية» ان «تخيف»
كثيراً؛ بمعنى انها قد تكون قادرة على تأمين حماية مطلقة للكيان الصهيوني» » وبالتالي السماح له
بالاستمرار في عربدته. فالمراقبون كاثّة, أيأ كانت اتجاهاتهم اى انتماءائهم؛ يكادون يجمعون على أنه
ليس هنالك ما يضمن أمثاً مطلقاً في مثل هذه الحالات. اي انه مهما اتخذت اسرائيل من اجراءات في
هذا المجال؛ تبقى هنالك امكانية ما لأن «يفلت» صاروخ عراقي ويخترق الحصار, او ان يستطيع طيار
مقدام الوصول بطائرته الى الهدف؛ اي ان الرددع الاستراتيجي الذي قام سيبقى قائماً؛ أيأ كانت
الاجراءات الوقائية المضادة التي قد يتم اتخاذها. ويفترضء كذلك؛ ان العراق» مع اتخاذه قراره
بخوض معركة الردع والرد.ع الاستراتيجي» ٠لن يبقى ساكناًء مكتفياً باحرازما أحرزه؛ بل ان يلجا الى
تطوير المزيد من مقوّمات هذا الردع؛ وصقلهاء وجعلها أكثر فاعلية.
ولعل هذه المعطيات الجديدة هي سبب هذه «العقلانية» اللطيفة التي هبطت مؤخرأ على زعماء
اسرائيل فجأة. اذ يلاحظ ان هؤلاء. عندما يتطرقون الى المواقف العراقية» يبادرون بالقول ان العراق
سيتسرض لضربات كبيرة, اذا «اعتدى» على اسرائيل: ويكتفون بذلك . والفرق بين هذه اللهجة
«الظريفة» وبين العربدة السابقة: على غرا ران اسرائيل «لن تسمح» بكذا وكذا » واضح للغاية ٠ وليس
الوضبع الجديد؛ بحد ذاته؛ هى الباعث الى هذا التغيير» بل ما يرافقه, أيضاًء من «مصداقية», اذا
صح التغبير. فلسبب اي لآخر» يا الاسرائيليون بالمصداقية العراقية ؛ وهم على قناعة بأن القياد ات
العسكرية والسياسية في العراق لن تتردد كثيراً في استعمال الاسلحة الكيميائية وغيرها ضد اسرائيل»
ان دعت الحاجة الى ذلك. وهذه مصد اقية لا تحظى بها جهات عربية أخرى على كل حال؛ وتشكل»
بحد ذائهاء جزءاً من عملية الردع.
وتجدر الاشارة؛ في هذا الصدد, الى ان لهذه «المصداقية», أيضاً ».حساسية بالغة تغذيها دائماً.
فالمعروف ان نسبة كبيرة من السكان في اسرائيل لا تزال تعيش تعيش في منطقة قليلة المساحة نسبيا ٠ في تل
- ابيب الكبرى وضواحيها. وأية ضربة لهذه المنلقة تلحق بالكيان الصهيوني اضرارأ بالغة لا يمكن
تعويضها؛ بل أن بضع ضربات الى هناك قد تكون بداية نهاية المملكة الثالثة. مسحيح ان الحديث عن
«غان» ود«يهود» سوية يثير ذكريات اليمة وصوراً بشعة؛ بل يكاد يعتبر عملا «غير حضاري»» باعتبار
انه يعيد الى الاذهان مآسي الحرب العالمية الثانية. ولكن ما باليد حيلة. لقد عربد الصهيونيون كثيراً,
وهدّدوا وابتزوا واعتدواء وخلقوا وراءهم سجلاً حافلاً من الجرائم. فاسرائيل, كما هو معلوم» هي. اول
من ادخل الاسلحة الذرية الى المنطقة؛ ولم توقع كذلك على اتفاقيات منع تلك الاسلحة؛ اى الحد من
انتشارهاء وذلك لكي تكون قادرة على تحدي العرب بأجمعهم؛ في سياسة لا يمكن وصفها بالذكاء على
المدى الطويل؛ اذ بالامكان تحدي امة, كالأمة العربية: تملك طاقات ضخمة؛ بشرياً ومادياً خلال فترة
من الزمن, قد تطول او تقصى ولكن ليس من المعقول ان يستمر مثل هذا التحدي» على ما ينطوي عليه
من اذلال» قائماً الى الأبد. ففي النهاية؛ لا بد ان يظهر من قد يستجيب له ويكيل الصاع صاعين.
ونقول هذا لاعتقادنا بأن عوامل الربدع الاستراتيجي لاسرائيل لن تتوقف عند الذخاش الكيميائية
العدد 505 أيار ( مايى) 115 لشؤون فلسطؤية 5 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 206
- تاريخ
- مايو ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 3415 (8 views)