شؤون فلسطينية : عدد 206 (ص 21)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 206 (ص 21)
- المحتوى
-
محمد خالد الازهري يمح
عدم صلاحية المقاومة المدنية في تجرية التحرر الوطني الفلسطينية. ولكن قبل عرض هذه الاسائيد»
واختبارها؛ في ضوء الانتفاضة, ينبغي الاشارة الى ان خوض انماط المقاومة المدنية» الدنيا منها
والعلياء بالمفهوم الذي سبق تحديده؛ لم يكن فتحا جديداً بدأته الانتفاضة في تجرية النضال
الفلسطيني. فخلال هذه التجربة الممتدة, لجأ الشعب الفلسطيني الى هذه الانماط منذ البداية.
وتتأكد هذه الحقيقة عند مراجعة وثائق الحركة السياسية الفلسطينية التي تعود الى مطلع القرن.
ففي العام 1504, استخِدم النواب الفلسطينيون «مجلس المبعوثان» (البرلمان) العثماني مثيراً
اعلامياً. وأوضحواء من خلاله. مخاطر الحركة الصهيونية؛ وطالبوا بسن التشريعات المانعة للهجرة |
اليهودية الى فلسطين!''). وبين العامين 15١4 و1514» اتسعت دائرة الصحافة في فلسطين, وتبدّت '
مقاومة التسرّب الصهيوني المتزايد الى جانب النشاط الفلسطيني في «مجلس المبعوثان»7١"). وثمّة '
عشرات من الوثائق التي تثبت انتهاج الشعب الفلسطيني لأنماط المقاومة المدنية كافة, كالاحتجاج
لدى هيثات التحقيق الدولية» والمطالب المرفوعة الى التنظيمات الدولية» والوفود المبعوثة الى القوى
المعنيّة في اوروبا والولايات المتحدة الاميركية, فصلا عن أعمال التظاهر, والاعتصام؛ والمقاطعة, ورفع
الشعارات. لقد حفلت سنوات العشرينات بهذه الانماط/؟"). وبين العامين 197 و15785, خاض
الشعب الفلسطيني أطول حالة عصيان مدني عرفتها المنطقة العربية؛ وذلك بالترافق مع أشكال
مختلفة من العنف والمقاومة المسلّحة ضد التحالف الاستعماري البريطاني الصهيوني. وفي
الخمسينات» وعلى الرغم من افتقاد. المجتمع الفلسطيني لحالة التوازن الاجتماعيء والاقتصادي»
والسياسي؛ بفعل احداث النكبة؛ وعلى الرغم من 'افتقاد هذا المجتمع لصيغ التنظيم المناسبة؛ لوحظ
ان قطاع غزةء بشكل خاصء؛ شهد انماطأ من المقاومة المدنية؛ كالتظاهر ورفع الشعارات والتجمهر
للاحتجاج على الاعتداءات» وكذلك لاعلان الرفض تجاه مشروعات توطين اللاجثين» أو تدويل القطاع؛
التي طرحت؛ بشكل خاص,» بعد العدوان الثلاثي الشهير, الذي تضمّن احتلال اسرائيل للقطاع بين
تشرين الثاني ( نوفمبر ) 1907 وآذار (مارس) 1551. والذي لا شك فيه ان تلك المظاهر النضالية,
التي تمّت في حدود الممكنء قد ساهمت في صيانة الهوية الفلسطينية للقطاع, وحالت دون تكريس
مشروعات توطين اللاجئين الثي تداولها بعض الأوساط العربية؛ والدولية؛ في ذلك الحين97؟").
بدءاً من مطلع العام 1176 بعامة» وبعد حرب حزيران ( يونيى ) 1471: بخاصبة, كانت المقاومة
المسلّحة الوجه الاكثر بزوزا للنضال الفلسطيني؛ وكان طبيعياً ان يتمتع هذا النموذج بالحظوة لدى
المسراقبين والداربسين. والواقع ان انماط المقاومة المدنية لم تتوقف منذ العام ١471 ضد سلطات
الاحتلال الاسرائيلية في مختلف انحاء فلسطين. وحول هذا الجانب؛ قدّم «التقرير الاستراتيجي
العربي لعام 01541 عرضاً لمسار النضال الفلسطيني في الضفة الفلسطيئية وقطاع غزة؛ في الفترة
بين العامين ١91/1/ و/5/1١؛ يستفاد منه تصاعد انماط المقاومة المدنية بشكل ملحوظا'"). ففي جانئب
الانماط الدنياء كان رفض أوامر وقرارات سلطات الاحتلال أكثر الانماط شيوعاًء مع انه يعتبر الاقل
فاعلية, لأن هذا الرفض يقتصرء في الغالب؛ على تسجيل المواقف, بينما تقوم السلطات بتنفيذ أوامرها
وقراراتها بالقوة. وفي معظم الاحيان/ ينصرف هذا النمط الى رفض سكان الارض المحتلة الاوامر التي
ترتبط بواقع حياتهم اليومية؛ وعلى وجه الخضوص قرارات مصادرة الاراضي. وقد كان من أبرن
القرارات التي تعرّضت للرفض قرار ربط شبكة المياه في رام الله والبيره بالشبكة الاسرائيلية وقرارات
اقالة رؤساء البلديات المنتخبين العام 11156 وقرارات حظر النشاط السياسي للطلاب وإلزام أساتذة
الجامعات بالتوقيع على تعهّد يقضي بعدم تأييد منظمة التحرير الفلسطينية؛ وبعض قرارات
”5 لثؤون فلسطزية العدد 05 ؟, ايان ( مايو) 143٠ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 206
- تاريخ
- مايو ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10664 (4 views)