شؤون فلسطينية : عدد 206 (ص 24)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 206 (ص 24)
المحتوى
جه- الانتفاضة ومفهوم المقاومة المدنية
في فلسطين. وعلى كل حال, لقد جاءت الانتفاضة لكي تضع الجدل النظري موضع الاختبار العملي.
وفي ما يلي عرض لأهم الحجع التي ساقها فريق المعارضين» وذلك بقليل من التصرف وكثير من التركيز
والايجان. مع محاولة لاختبارها في ضوء الواقع العمليء والحقائق التي أوجدتها الانتفاضة خلال
عاميها الاول والثاني("").
‎١‏ المقاومة المدنية مرادفة للسلبية
‏ثمّة الكثير من الشكوك يحيط بأية دعوة الى استخدام المقاومة المدنية, بهدف انهاء الاحتلال
الاسرائيلي. ومن يتبنّى الدعوة الى ذلك غالباً ما يكون شخصاً سلبياً مستكيناً؛ وما معارضة استخدام
العنف (الكفاح المسلّح) سوى تعبير عن العجز وعدم الرغبة في المقاومة الحقيقية. كما ان الدعوة الى
تشجيع المقاومة باللاعنف عموماً قد تكون احد مظاهر خطة تآمرية من جانب القوى الاستعمارية,
تهدف الى اجهاض الامكانات الثورية للعالم العربي والحؤول دون أي تعديل لموازين القوى القائم
مع اسرائيل.
‏وفي ضوء مسلكية السواد الاعظم من أبناء الارض المحتلة خلال الانتفاضة؛ يمكن القول,
باطمثنان, ان المقاومة المدنية لا تعني السلبية بل ان العكس هى الصحيح. فخروج الجماهير الى
الشوارع: وقرارات التصدي والمواجهة؛ والاستجابة لنداءات القيادة الموحدة» وعمليات الحشد
والتعبثة المصاحبة لذلك, هي مظاهر ايجابية» شكلا وموضوعاً. لقد كان السؤال المح على كل فرد من
أبناء الارض المحتلة؛ في ظروف الانتفاضة:؛ هوما الذي عليه ان يفعله غير السلبية اى الجلوس في مقعد
المتفرج, خاصة وان المطلوب من كل فرد هوء في معظم الاحيان؛ في حدود الممكن, كثر أو قلٌ؟ أمّا القول
بفكرة التآمر» فيتناقض مع قرار الانتفاضة الذي كان قراراً فلسطينياً, وجاء معاكساً تمامأ للمناخ
العام' الحاكم لمسار الصراع العربي - الاسرائيلي خلال السنوات العشر السابقة على كانون الاول
( ديسمبر ) 1941. لقد كان المناخ يراوح بين ميول التسوية والتهدثة دون استجابة اسرائيلية لمطالب
الشعب الفلسطيني؛ وكانت المخاوف عظيمة من ان يتمكن الاحتلال من تكريس الامر الواقع في الارض
المحتلة دون رد فعل عربيء أو دولي؛ رادع. وامّا ان يكون نهج المقاومة المدنية متعارضاً مع المساعي
الرامية الى تعديل موازين القوى مع اسرائيل» فهى أمر مستبعد تماماً. فاذا كانت النوايا صادقة؛ ما
الذي يحول دون استمرار هذه المساعي في اثناء استمرار الانتفاضة في الارض المحتلة؟
‎٠‏ ولا شك في ان الانتفاضة ليست نداء لايقاف سباق التسلّْح والاستعداد للمواجهة في الخازج»
بل ربما قدمت المثل لاثبات ان ارادة المواجهة هي أول متطلبات المواجهة. من جانب آخر, ثّة مصادر
أثبتت بالفعل ان موازين القوى العسكرية العربية ‏ الاسرائيلية» اذا ما تم تحرّيها في اطار حسابي
مجِرّ؛ فانها قد تميل الى صالع العرب؛ وهذا على الاقل في حدود موازين القوى التقليدية!!')؛ وان ما
يحول دون فاعلية هذه الموازين هو عدم توحٌد الجهود العربية» من ناحية؛ وسيولة. ارادة المواجهة
العربية» من ناحية أخرى. ولا شك في ان تجاوز هاتين النقيصتين ليس مستحيأ, لكن تعيين توقيت
هذا التجاوز يدخل في باب المجهول. كانت الانتفاضة؛ اذأ؛ احدى أهمٌ الظواهر الايجابية في مواجهة
الاحتلال للارض الفلسطينية؛ وبخاصة منذ نهاية حرب تشرين الاول ( اكتوبر) 111/1.
‏" - اثماط المقاومة المدنية تمنع الدفاع الشرعي عن النفس
اساس هذه الحجة ان أساليب المقاومة المدنية؛ التي تحاور جميعها حول اللاعنف, تمنع
‏العدد 505: أيان ( مايى) 115 شْبون فلسطيزية رف
تاريخ
مايو ١٩٩٠
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 10664 (4 views)