شؤون فلسطينية : عدد 206 (ص 27)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 206 (ص 27)
- المحتوى
-
محمد خالد الازهري سح
وفي الحقيقة» لا يملك المرء سوى ان ينسجم فكرياً مع أسس هذه الحجة. فقد قام الاستعمار
الغربي عموماً: » على عقدة التفوّق والعنصرية المقيثة. وكان النموذج الصهيوني للاستعمار احد اهم
النماذج الاستعمارية ايماناً بالتفوّق العنصري على العزب, عموماً. والفلسطيث ين خصوصالة؟) . وقد
كان الايمان بأهمية نهج الكفاح المسلح وحرب التحرير الشعبية في تخليص الشعب الفلسطيني ممًا
علق به من ظواهر نفسية» ؛ واجتماعية؛ عبر مسيرة قضيته, وما ترتب عليها من بؤؤس وشقاء وتمرّق»
احد أهم العوامل التي قادت تنظيمات المقاومة الى تبني هذا النهج؛ وتضمينه في مواثيقها الاساسية,
كم اضافته الى الميثاق الوطني الفلسطيني ذاته, 5" في أراخر الستيناث!"'). وكان البعض محقاً؛ حين
رأى ان حركة المقاومة الفلسطينية قد أهملت, نسبياً عمليات تكييف الشخصية الفلسطينية
اجتماهياً واقتصادياً في طريقها الى تعبئة المجتمع الفلسطيني عسكرياً. وتركيزها على العنف المسلح
في سنواتها الاولى(2). وهكذاء مثّل العنف الفلسطيني علاجاً لكثير من مظاهر العقم النفسي»
والابداعي: في الشخصية الفلسطينية:؛ وأدّي الى تعزيز الكرامة الوطنية الفلسطينية؛ وريما قالء في
مرحلة من المراحل: كما حدث بعد هزيمة حزيران ( يونيو) ١ ١971/ مباشرق الى اعادة, وتعزين, الثقة
بين أبناء الامة العربية بأسزهم. ومع صحة ذلك كله ما الذي يمنع القول .ان انماط المقاومة المدنية
تسهم, بدورهاء في تعزيز الكرامة الوطنية الفلسطينية» وتمثل تعبيراً عن الثقة بالنفس؟ لقد سبقت
الاشارة الى ان الشجاعة: والاستعداد للتضحية: والحركة الجماعية؛ والتضامن الداخلي» والصين,
والثبات في مواجهة قهر سلطات الاحتلال تعد من مقوّمات الشروع في مقاومة مدنية موفقة. ورأى
البعض ان انتفاضة الشعب الفلسطيني المعاصرة هيء في احد وجوههاء «تعبير عن الثقة بالذات
والايمان بالقدرة على مقاومة العدي, وادراك لحقيقة هذا العدى بجوانب قوّته وضعفه واليقين بالنصر في
النهاية)(9),
وفي الاتجاه عينه,قال أحد المختصين بالصحة النفسية في الارض المحتلة: «انه بالرغم من تعرّض
الفلسطينيين لعنف منهجي خلال الانتفاضة: فانهم في وضع صحي أفضل مما كانوا عليه في العشرين
عام الماضية. فمعنوياتهم عالية؛ وأمالهم كبيرة» والتفاؤل هو السمة الغالبة على سلوكهم وتوقعاتهم,
ولديهم الرغبة في الاستمرار بالانتفاضة؛ كظاهرة صحية في المستويات الاجتماعية والسياسية
والنفسية. حتى انه يمكن القول؛ ان احد الم يعد بحاجة الى مهدثات» واللجوء الى الخرافة والشعوذة,
أوحتى الى وسائل الاعلام الاسرائيلية, للهروب من الواقع السييء..
0 ب الكفاح المدني وحده لا يكفي
مؤدى هذه الحجة ان الكفاح المدني اللاعنيف يمكن ان ينجع في ارباك السلطات الاسراثيلية,
لكن بشرط ان يترافق والكفاح المسلّح العنيف. وهذا التلازم بين النمطين من شأنه ان يجبر
الاسرائيليين على الجلوس الى مائدة التفاوض» ثم انهاء الاحتلال ذاته. وهذه حجة وجيهة:؛ ومنطقها
قوي. وق الحقيقة:؛ فان الدعوة الى ردف انما المقاومة المدنية في الإنتفاضة بأتماط من النشاط
الفدائي المسلّح هي دعوة ملة عند البعضء منذ بدأت الانتفاضة. وهناك من توقع ان تتجه
الانتفاضة الى العنف في مرحلة غير بعيدة(!*). ورأى آخرون ان الانتفاضة لا تمثّل طوراً من أطوار
النضال المسلّح, لكنها لا تخلو من أشكال العنف7"؛). لكن الموقف المعلن للقيادة الفلسطيذية لم يحبّذ
تصعيد أنماط الكفاح المسلح في اثناء الانتفاضة:؛ على أساس عدم اعطاء الفرصبة لسلطات الإحتلال
لشن حملات ابادة ارهابية مفتوجة ضد الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال7), وقد لقي هذا
فا يون فلسطزية الحدد ,7١5 أيار ( مايى) 195 - هو جزء من
-
شؤون فلسطينية : عدد 206
- تاريخ
- مايو ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 7435 (4 views)