شؤون فلسطينية : عدد 206 (ص 30)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 206 (ص 30)
- المحتوى
-
ب الانتفاضة ومفهوم المقاومة المدنية
في فاسطين . وهي حالة ينتسظر ان يكون لها انعكاسات مستقبلية ذات شأن على مسار القضية
الفلسطينية. انطلاقاً من هذه المستجدات, يمكن النظر الى ما تتبنّاه القوى الفلسطينية الفاعلة داخل
الارض المحتلة, وخارجهاء من حوار مع كل القوى الاسرائيلية التي تبدي تفهّماً للحقوق الفلسطينية,
بأمل ان يسهم هذا السلوك في تعميق حالة الاستقطاب الاسرائيلية. وتجدر الاشارة الى ان بعض من
يعتقدون بجدوى المقاومة المدنية في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي رأوا؛ قبيل اندلاع الانتفاضة؛ ان
«عقيدة الشعب المختار يمكن استغلالها للدخول في حوار اخلاقي مع اليهود» من منطلق ان مثل هذه
العقيدة» بغض النظر عن صكّتها أو عدم صكّتهاء من المفترض ان تؤدي الى تحلي اليهود بأخلاق
سامية رفيعة. هذا بالاضافة الى ان الخوف اليهودي الموروث من خطر الابادة قد يجعلهم أكثر
حساسية لادانتهم باستخدام العنف ضصد العزل...872). ولا شك في ان هذا الاعتقاد قد تعرّض لمحنة
شديدة: بالنظر الى ممارسات سلطات الاحتلال الاسرائيلية تجاه المنتفضين؛ اذ لم تتخل السلطات
هذه عن منهجها التقليدي في العنف ضد الشعب الفلسطيني.
اما بشأن ان المقاومة المدنية تقدّم ذريعة لطرد الفلسطينيين؛ فلا شك انها تضع الشعب
الفلسطيني امام خيار من فاذا كان العنف يقدّم ذريعة لطرد الفلسطينيين» والمقاومة دلي تؤدي الى
الشيء ذاته؛ فكيف يتمٌ» انأ » التعبير عن رفض الاحتلال ومقاومته بخلاف انتظار المصير المجهول الذي
تصنعه الحقائق التي تخلقها سلطات الاحتثلال بمرور الوقت؟ سؤال يحتاج الى اجابة.
4/ بنية المجتمع الفلسطيني
جوهر هذه الحجة ان بنية المجتمع الفلسطيني لا تلائم انماط المقاومة المدنية واسعة النطاق. وفي
هذا الشأن؛ رأى البعض ان الفلسطيئيين منقسمون اجتماعياً الى درجة لا يمكن معها تنظليم هذه
المقاومة التي تتطلب التعاون بين شرائح المجتمع والحركة الجماعية؛ وان هذا المجتمع يشهد
انقسامات عميقة بين الاغذياء والفقراء» وبين الريف والحضر؛ وبين العمال والفلاحين: وبين الرجال
والنساء؛ كما ان القوة الاجتماعية, والاقتصادية, والسياسية؛ تحتكرها جماعة محدودة من الاسر
والقبائل» وهذا لا يفرز سوى قيادة تقليدية. هذه الاوضاع جميعها تمثل مجموعة من العوائق وتدعى
الى تقاعس الجماهير واحجامها عن المشاركة في الكفاح السياسي,
وأغلب لفان ان الانتفاضة:؛ بما أفصحت عنه من ثقافة وسلوك ومشاركة اجتماعية: ويما أفرزته
من قيادة شابة جديدة وازاحته من قيادات تقليدية» وبما أطاحت به من مفاهيم موروثة عن دور المرأة
ودونيتها وتقدم دور الرجلء وبما عبّرت عنه من ثقة بالذات وقدرة على التحمل؛ ان الانتفاضة؛ بكل
هذاء جعلت حيثيات الحجة المذكورة غير ذات معنى. لقد ثبت ان بنية المجتمع الفلسطيني تصلح
تماماً لولوج انماط المقاومة المدنية؛ وان الثقافة الفلسطينية تحمل مضامين ايجابية تماماً؛ كالتعاين
والايثار والعطاء اللامحدود . وأثبتت ذيتت؟ أيضاًء ان تموذج الإحتلال الاسرائيلي هى نموذج خائب» حين
أمكن لابناء الارض المحتلة هدم معظم ما بناهء خلال أكش من عشنرين عاماًء من قيم غير اصيلة
ومفاهيم غريبة واردة؛ وذلك في شهور معدودة. وممًا يلاجظ؛ في هذا الجانب: ان سلطات الاحتلال لم
تنجح في جر آية شريحة اجتماعية بكاملها الى صالحهاء أى لتكون لسان حالها بين ظهراني المجتمع
الفلسطيني الاصيل؛ ذلك ان الاحتلال قد طاول بضرره كل طبقات هذا المجتمع على وجه العموم. وفي
مناخ الانتفاضة:؛ تأكدت خيبة سلطات الاحتلال» عندما فشلث في محاولاتها خلق انقسامات
فلسطينية فلسطينية على أساس ديني (بين المسلمين والمسيحيين)؛ أى سياسي (بين حركة
العدد 5١1 أيان ( ماي ) 115 لشُيون فلسطرزية 515 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 206
- تاريخ
- مايو ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 5134 (6 views)