شؤون فلسطينية : عدد 206 (ص 32)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 206 (ص 32)
- المحتوى
-
ست الانتفاضة ومفهوم المقاومة المدنية
عبر وقت طويل» ؛ يتم خلاله وزن قوة المجتمع المدني بشكل صحيح» ؛ ومحرفة حدوب هذه القوة ٠ وعلى أي
حالء فان عملية مأسّسّة.المجتمع الفلسطيني داخل الارض المحتلة ؛ وحشده؛ وتعبثئته» قد أتت أكلها
في اثناء الانتفاضة . وقد أمكن لبعض المصادر احصاء أكثر من مئتي مؤسسة صحافية وجمعية خيرية
ورابطة ونقابة وتعاونية تغطي كل انحاء الارض المحتلة(؟). فاذا ذا أضيفت اليها المداريس والجامعات
والبلديات؛ بلاحظ كيف ان حركة المجتمع الفلسطيني في اثناء الانتفاضة تسير بشكل يسعى الى عزل
سلطة الاحتلال وافراغها من محتواها. وليست هذه السلطة في حالة غفلة من مغزى هذه الظاهرة. فقد
كانت المؤسبسات من أثمن أهداف سلطة الاحتلال. وخلال العام الاول للانتفاضة: أغلقت مكاتب
النقابات والتعاونيات والجمعيات الخيرية؛ فضل عن الجامعات والمدارس. وكان النقابيون أول من
أوبدع المعتقلات الادارية» وثمّ ترحيل بعضهم. وفي هذا الاطار تم ترحيل د. مبارك عوض الذي لقب
ب «غاندي فلسطين», بدعوى التحريض. لقد أنشأ عوض أول مركز لدراسات اللاعنف في الشرق
الاوسط والمنطقة العربية. ولحرص سلطات الاحتلال علي كتم دعوته التي ما عادت مكتومة بفعل
الانتفاضة - أم تابه بجنسيته الاميركية؛ وانشغلت بأصله. الفلسطيني وحركته وسط المجتمع
الفلسطيني, مما يفصح عن تحسّبها لخطورة النضال المدني. والواقع, ان تدبّر أمر المقاومة المدنية»
والسعي الى انجاحها فلسطينياً عبر مسلكيات الانتفاضة؛ يتضح تمامأ في مضمون الورقة المسماة
«ورقة عمل مطروحة أمام القرى الوطنية), والتي ثم م اعدادها ف مطلع ربيع العام 1١184 بواسطة
. لجنة طواريء ضمّت أعلى مستويات المبسؤولية في منظمة التطرير الفلسطينية وبالتنسيق مع القيادة '
المودة للانتفاضة. وجاء فيها «ضرورة الارتقاء بالانتفاضة من مرحلة الاضرابات والتظاهرات
والمواجهات مع سلطات الاحتلال الى مرحلة جديدة من الانفصام شبه الكلي عن نظام الاحتلال». وقد
حرصت الورقة على توصيف علاقة سلطات الاحتلال بالمجتمع الفلسطيني وبالارض المحتلة توصيفاً
دقيقاً ٠ ويبرز هذا التوصيف الحرص على التدرّج في الحركة والتحسب لردود الفعل من جائب سلطات
الاحتلال؛ وعدم توريط المجتمع الفلسطيني في انماط للمقاومة, قد لا يتمكن هذا المجتمع من خوضها
دون أضرار شديدة. ومن ذلك؛ مثلاء ان الورقة لم تر الارتقاء الفجائي نحو العصيان المدني الشامل
العاجلء بما في ذلك عدم دفع فواتيم المياه والكهرباء والهائف, تحسّباً ما قد ينجم عن قطع هذه
الخدمات عن المجتمع الفلسطيني7'*). معنى ذلك؛ ان الانتفاضة تثفاعل في اطار مفهوم المقاومة
المدنية, وقد سبقت الاشارة الى ان غاندي كان حريصاً على التدرج في الحركة؛ ولم يعلن العصيان
دفعة واحدة في الهند. والمجتمع الفلسطيني في الارض المحتلة كشف عن صلاحيته العامة وقدراته
الفدّة علي طريق النضال المدني. ممع كل ذلكء وعلى الرغم منه. هناك نقطتان تلحان على ذهن المراقب,
يمكن توجيه الانظار اليهما في الختام:
النقطة الاولى تتعلّق بالمقارنة بين التجربة الهندية بخاصة:؛ وبعض التجارب الاخرى للمقاومة
المدنية, بعامة؛ وبين التجربة الفلسطينية. هذه المقارنة ينبغي ان تكون بالقياس مع الفارق. فالهند
كانت تخضع للاستعمار في شكله التقليدي» أي غير الاستيطاني؛ ف التحليل الآخيرا وكانت مجتمعا
كبير الحجم, بشرياً وجغرافياً. فقدرة ذلك المجتمع على تحمّل الخسائر, في أهمٌ جؤائبهاء كانت غير
محدودة؛ كما ان الخسائر التي كان يلحقها بمقاطعة مستعمريها البريطائيين ربما كان يصعب
تعويضها من قبلهم, خاصة بعد الحرب العالمية الثانية التي بدأت بعدها شمس بريطانيا في الأفول.
فلم تكن بريطانيا كياناً يتلقّى مساعدات لامحدودة كالكيان الصهيوني في علاقته بالولايات المتحدة
الاميركية. التجربة الهندية كانت لهاء اذأ. ظروفها الخاصة. اما التجارب الاخرى؛ كتجربة
العدد 501 آيان ( مايو) 114 شْبُون فلسطيزية لذن - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 206
- تاريخ
- مايو ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10664 (4 views)