شؤون فلسطينية : عدد 206 (ص 38)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 206 (ص 38)
- المحتوى
-
بناء «مملكة القدس القديمة»؛ ثم وجه نداء آخر في الرابع من نيسان (ابريل) 1715 في اثناء
محاصرته لمدينة عكا؛ وكان مما ورد فيه: «ان العناية الالهية التي أرسلتني على رأس هذا الجيش الى
هنا قد جعلت العدل رائديء وكلفتني بالظفر, وجعلت من القدس مقرّي العام؛ وهي التي ستجعله,
بعد قليلء في دمشق التي يفيد جوارها لبلد داود». وخاطب بونابرت اليهود بقوله: «ما ورثة فلسطين
الشرعيين»؛ ودعاهم الى مؤازرته؛ طالبأً منهم العمل على «اعادة احتلال وطنهم»7"). وقد تحطمت أحلام
بونابرت» ومن خلفه اليهود؛ في تحقيق حلمهم الاستعماري أمام أسوار عكا. وعلى الرغم من هزيمته
وفشل حلمه الصهيوني؛ فقد وصفه حاييم وايزمان؛ أول رئيس للدولة الصهيونية» بأنه «أول
الصهيونين. الحصريين من الأغيار»؛ وكان الأنسب - كما قال د. عبد الوهاب المسيري «انه أول
الصهيونين على الاطلاق, لانه لم يكن هناك من أثر لأي فكر صهيوني بين اليهود في ذلك التاريخ...
ويمكنناء في الواقع؛ اعتبار نداء نابليون الاسترجاعي أول وعد بلفوري2(؟).
وكما راقبت بريطانيا الحملة الفرنسية؛ منذ تحركها سرأ بعيدأ من الأسطول البريطاني» والذي
لحق بها ودمّر الأسطول الفرنسي في أبي قير ظلت بريطانيا حتى رحل الفرنسيون عن مصر العام
٠ وأصرت الدولة العثمانية على خروج بريطانياء والذي ثم العام ؟١6/١, حيث اصطحبت معها
أحد عملاثها من المماليك (محمد الألقي). ولأن بريطانيا لم تتوقف عن اهتمامها بمصى فكانت حملة
فريزر العام 101؛ وألتي دحرت امام مقاومة الشعب المصري في رشيد. لكن اهتمامها لم يتوقف حتى
كان احثلالها لمصر العام .١16/7 وبظهور محمد علي» منذ العام 165: وتحركاته العسكرية في
الجزيرة العربية )١1811( ومشروعه الاستقلالي في اطار الدولة العثمانية, واصلاحاته؛ وبعثاته الى
أوروباء وعلاقته بفرنساء أصيح دور بريطانيا يتركز على تحطيم محمد علي ومشروعه؛ لانه أصبح
المنافس الحقيقي في وراثة تركة «الرجل المريض» الدولة العثمانية. ونّا كان محمد علي حريصاً على
تحركاته في اطار الدولة العثمانية وتعليمات السلطان؛ فقد اشترك في حرب الموره لاخماد ثورة اليونان.
ولا كانت السياسة والمصالح لا تعرف الصداقة؛ فقد اشتركت فرنسا مع بريطانيا في تحطيم اسطول
محمد علي. وقد قال محمد علي, معلقاً على هذا الحادث: «ان منظر الفرنسيين وهم يطلقون النار على
سفنهم, تلك السفن التي بنوها لمصرء لهى منظر يثير الألم؛ بل هى منظر يفتت الأكباد ويبكي العين
الجماد»(*). وما ان تحرك محمد علي بجيوشه؛ بقيادة ابنه ابراهيم: نحو الشام )١161١( حتى جِنّ
جنون بريطانياء وبدات المؤامرات واضحة ضد محمد علي» خاصة ان جنوده كانوا يدقون أبواب
الآستانه, وأصبح محمد ملي مؤهلاً لآن يرث الدولة العثمانية؛ ولديه من المؤهلات التي لا تستطيع
بريطائيا التمسّع بها (الدين). وهنا نلاحظ ان الدولتين الاستعماريتين» فرنسا وبريطانياء لا تعنيهما
فتوحات محمد علي في الجزيرة العربية؛ اي السودان؛ بل اكشر من هذا كان الاتفاق معه حول الذهاب
الى الجزائر؛ لكن الموقف اختلف تماماً في الشام حيث فلسطين؛ وحيث الموقف الصهيوني الذي تبنّاه
عدد من السياسيين البريطانيين؛ ومن قبلهم الفرنسيون.
وإن نستطرد في تتبع صراع الدول الاستعمارية حول تركة الدولة العثمانية» الا بما يخدم تتبعنا
لموقف هؤلاء من الصهيونية؛ وموقفهم من مصر. فقد أدركت بريطانيا ان وجود طائفة تعتمد عليها في
بلاد الشام أمر في غاية الأهمية بالنسبة الى مصالحها في تلك البلاد. خاصة ان فرنسا كانت تتمتع,
منذ العام 157١؛ بحق حماية الكاثوليك؛ وروسياء منذ العام 11/1/4؛ بحق حماية الأرثوذكس في الدولة
العثمانية . ولذاء فقد رات في اليهود أقلية يمكن ان تعتمد عليها في فلسطين تماماً كم فعلت, فيما بعد»
العام 1810, حينما وجدت في الدروز قوة موالية لهاء ولم يكن من العسسير ان تدرك انه في
العدد 1١7؛ آيان ( مايى) 1160 لثؤون فلسطزية 7 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 206
- تاريخ
- مايو ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10664 (4 views)