شؤون فلسطينية : عدد 206 (ص 39)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 206 (ص 39)
المحتوى
جلال السيد سس
امكانها الاستفادة بالتظاهر بالدفاع عن اليهوب للتسعرب داخل الدولة العثمانية. وقد قامت بريطانياء
في تموز ( يوليو) 1878؛ بافتتاح أول قنصلية لها في القدس. وأعلنت بريطائيا انها انشأت قنصليتها
بهدف رعاية مصالحها في فلسطين, والتي كان من ضمنها «تقديم الحماية لليهوب هناك عامة». ولم
يقف الأمر عند هذا الحد؛ اذ بدأت فكرة توطين اليهود في فلسطين. ويعتبر اللورد بالمرستون من أشد
المتحمسين لهذه الفكرة» منذ توليه وزارة الخارجية البريطانية وحتى بعد تسلمه رئاسة الوزارة فيما
بعد؛ حيث عبّر, مراراً, عن اعتقاده بأن «بعث الأمة اليهودية سيعطي القوة للسياسة البريطانية». وقد
أصدر بالمرستون؛ العام 1615 تعليماته الى القنصل البريطائي في القدس, وليام يونغ؛ بمنح اليهود
في فلسطين الحماية البريطانية؛ لضمان سلامتهم وصون ممتلكاتهم وأموالهم. وبتوجيه من بالمرستون
قامت صحيفة «غلوب» اللندنية» الناطقة بلسان الخارجية البريطانية, بنشر سلسلة من المقالات؛ في
العام 1815؛ تدعى فيها الى تكوين دولة يهودية مستقلة من فلسطين. كما قامت جريدة «التايمن,
اللندنية في العاشر من آب (اغسطس) ‎٠‏ 114١؛‏ بنشر مقالة بعنوان «اعادة توطين اليهوب»: جاء فيها:
«ان قيام دولة يهودية سيفصل بين تركيا ومصر, وسيدعم النفوذ البريطاتي في الليفانت, سياسياً
وعسكرياً واقتصادياً,(2, كما أعلن اللورد بالمررستون؛ في ربسالة بعث بها الى السفير البريطاني في
استانبول» في ‎184٠/8/١١‏ انه «اذا عاد أفراد الشعب اليهودي الى فلسطين تحت حماية ومباركة
السلطان» فسيكون, في هذاء حائل بين محمد علي ومن يخلفه وبين تحقيق خطتهم الشريرة في
المستقبل»("). وبالطبع, فان «الخطة الشريرة» هي الالتقاء العربي والعمل على تحقيق الوحدة العربية,
التي أدرك مقوساتها بونابرت؛ وكذلك السياسيون البريطانيون. ونجحث بريطانياء ومعها النمسا
وبروسيا وروسياء في ما عرف ب «اتفاق لندن» (1//1/ ‎٠‏ 184)» بتسوية المسألة الشرقية ضد محمد
علي وي غياب فرنساء والتي لم تستطع ان تساعد محمد علي كما توقع. وأصدرت عدة فرمانات من
السلطة الحثمانية» حتى قبل محمد علي بالفرمان الأخير. في ‎٠‏ ووالذي مُنح فيه محمد
علي الوراثة, وفقأ لقانون الارشد فالارشد, اي الوراثة لأكبر الذكور سنأ في أسرة محمد علي؛ وجعل
حق تعيين ضباط الجيش المصري من حق باشا مصر حتى رتبة الأميرلاي؛ وحددت الجزية التي يؤديها
الوالي الى الباب العالي. وكانت مؤامرة الدول الاستعمارية على مصير, مستغلة ضعف السلطان
العثماني» فحققت خططها التي ما زالت مستمرة» وهي ضرب الجيش المصري عندما يقوى؛ وعزل
مصر داخل حدودها. وكانت جريمة محمد علي؛ في رأي الدول الاستعمارية؛ انه أنشا جيشاً قوياًء
وتخطى حدوب الديار المصرية.
وتكرر الموقف» بالنسبة الى مصم, في أثناء الثورة العرابية؛ وفي عهد جمال عبدالناصر (عدوان
5 وعدوان 117117١)؛‏ حيث تجرأ الجيش ودافع عن أمن مصر.
وبموقف بريطانيا وحماس بالمريستون, بدات المشروعات الصهيونية في استيطان فلسطين وبعض
الأراضي المصرية؛ ولن نتابع أطماع الصهيونية في الاقطان العربية الأخرى, فهذا موضوع آخر.
ولم تكن بريطانيا وحدها هي الساعية الى توطين اليهود في فلسطين؛ بل تنافست كل من ايطاليا
والمانيا في مثل هذه المشروعات الاستعمارية؛ ولم تكن فرنسا بعيدة من هذه المشروعات؛ بل تحمّست
لهاء وعملت من اجل تحقيقها؛ وكانت اللروف مساعدة لها في عصر نابليون الثالث وتولي سعيد باشا
حكم مص والذي حاول اعادة العلاقة مع فرنساء مستفيداً من تجربة محمد عليء فكانت بداية
العلاقات الاتفاقية بين سعيد وفرديناند ديلسبسء العام 4 115١.؛‏ على امتياز قناة السويس. ولم يعد
اليهود يقفون عند طرح آرائهم والوقوف خلف الدول لاعلان مشروعاتهاء بل نجد نشاطهم في
7/4 لشوُون فلسطيزية العدد 505؟, آياى ( مايو ) 1915
تاريخ
مايو ١٩٩٠
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 7436 (4 views)