شؤون فلسطينية : عدد 206 (ص 41)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 206 (ص 41)
- المحتوى
-
جلال السيه حصسح
لدى الخديوي اسماعيل في حفل افتتاح قناة السويس العام 815١2)؛ كما كانت نجمة الاحتفال
رئيسة «جمعية استعمار فلسطين», الامبراطورة أوجيني .
ولم يمض عامان على نشر كتاب لاهاران حتى نشر موشي هس كتابه «روما والقدس» بالألمانية,
تحت تأثير انتصار حركة التحرر والوحدة في ايطاليا. وقد تلقّى هس في صغره. ثقافة تلمودية في مسقط
رأسه بونء في المانياء وانصهر في المجتمع الالماني» ثم الأوروبي. ومع مطلع الأربعينات؛ عمل جاهداً
في تنظيم الحركات العمالية في المانيا ونشر التعاليم الاشتراكية؛ ولهذا السبب اطلق عليه اسم
«الحاخام الأحمر»؛ وتعاون: في هذا المجال: من حين الى آخض, مع كارل ماكس وفريدريك انجلن ثم
اختلف معهما, وانتقل من بلد الى آخر في أوروبا. ولم ينس هس» على الرغم من نشاطه في الحركات
العمالية وتعاطفه مع حركات التحرر التي عاصرهاء كما يبدو من كتاباته, أسس الثقافة التلمودية التي
تلقاها في صغره. وقد عادت تلك الأسس لتحتل مركزاً مرموقأ في تفكيره مع بداية شعوره بالكراهية
تجاه المجتمع الالماني الذي نشأ فيه ونما اعجابه بمواقف فرنسا وسياستها. وقد رأى ان الطريق
العملي للوصول الى حل للمسألة اليهودية يكمن في اقامة دولة يهودية. وحسب رأيه؛. سوف يحظى هذا
المشروع بدعم فرنساء لأن من مصلحتها تنفيذه؛ كما ان الدول الأوروبية الأخرى لن تعارض ذلك
المشروع «الذي سوف يخلصها من سكانذها اليهود. والدولة المقترحة لن تضم, في مطلق الاحوال؛ كل
هود العالم وذلك على الرغم من ان حدود هذه الدولة سوف تمتد من السويس الى القدس» ومن
ضفاف الأردن الى شاطىء البحر المتوهسطء وستلتقي فيها كل الطبقات اليهودية» الارثوذكس
والتقدمية. الاغنياء والفقراء». وأعلن هس : «ان الساعة قد دقت لاعادة الاستيطان اليهودي على
ضفتي الأردن» حيث سيكون اليهود حاملي لواء المدنية الى شعوب آسيا البدائية»: ثم نصح اليهود
بأن «يعملوا على تثقيف القطعان العربية المتوحشة والشحوب الافريقية)(:),
هذا كرّر هس ما سبق ان نشره لاهاران حول أطماع اليهود وأحلامهم ببعض الأراضي المصرية,
والتي تبدا بميناء السويس؛ كما ان الموقف العنصري من العرب اتضح في كتابيهماء والتزلف والنفاق
لفرنساء بسبب علاقة نابليون الثالث بخديويي مصرء سعيد واسماعيل. وانتقل التزلف والنفاق الى
بريطانيا؛ ثم الى الولايات المتحدة الأميركية, بعد ذلك.
وكما تكونت «جمعية استعمار فلسطين» في باريس» فقد تكوّن, قف الوقث عيئهة, العام مل 3
بريطانيا «صندوق اكتشاف فلسطين» . وقد عكف الأرروبيون» بشكل عام, والبريطانيون, بشكل
خاص» على الاهتمام بفلسطين؛ ووجد هذا الاهتمام تعبيراً عنه في الرحلات والبعثات, الى جانئب
«جمعيات فلسطين»؛ بالاضافة الى نوع من الغزى التبشيري؛ من طريق الارساليات؛ لا يمكن وصفه
الا بمظهر من مظاهر الصليبية المستترة. أمّا عن نشاط الصندوق وأعماله الاستكشافية؛ نجد ان
الذين قاموا بالتنقيبات والاكتشافات كانوا من العسكريين؛ وبالتحديد من سلاح الهندسة الملكي. وقد
تنقل معظمهم بين قبرص وسوريا وفلسطين ومحير والسود ان؛ وعملوا في حقول للنشاط تتعدى مسألة
اعتماد المبادىء العلمية في اكتشاف معالم الارض المقدسة. فالكابتن كوندر, مثلاً جاء الى فلسطين,
العام 81/7١؛ وشرع يبحث عن مسرم المعارك التي دارت بين الفلسطينيين والاسرائيليين. وحين قامث
الثورة العرابية في مصر, وقع عليه اختيار دائرة المخابزات لمرافقة الحملة البريطانية التي ارسلت
لضرب الحركة الوطنية؛ كذلك انضمٌ الملازم كتشنر الى فريق الاستكشاف, في العام 141/4 وكان في
مصير العام 2١841 وقد سبق له ان قام بعمليات المسح في شرق فلسطين (شرق الأردن). تولي كوندر
المنطقة الغربية» وساهم وكتشنر في قياس, ومسع.ء منطقة وادي عربة بين الطرف الجنوبي للبحر
4 لثؤون فلسطية العذد 507 أيار ( مابى) 193 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 206
- تاريخ
- مايو ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10664 (4 views)