شؤون فلسطينية : عدد 206 (ص 44)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 206 (ص 44)
- المحتوى
-
سب فلسطين لضية مصرية...
من الذخائر والمدافع كانت زوّدته بها الحكومة النمساوية؛ وأبحر من مرفأ ساوث هامبتون البريطاني
تحت العلم النمساوي؛ في تشرين الثاني ( نوقمبر ) .١84١ وقد انضمٌ الى الحملة؛ في اثناء توقفها في
الاسكندرية؛ عدد من اليهود المصريين ممّن يتكلمون العربية. وقصدت الحملة؛ بعد ذلك» صوب
«الطور»؛ وكان عدد الذين رافقوه حوالى 5٠ شخصاً. وما ان وصل فريدمان وجيشه.«أرض الميعاد»
(أرض مدين)؛ حتى بدأت المشاكل والأزمات؛ فظهرت معارضة شديدة في بعض. الأوساط اليهودية
التي وصفت مشروعه بالمغامرة غير المأمونة الجوانب؛ ثم تمرّد بعض أفراد قوته على النظام المتبع
ورفضوا الانقياد لاذوامر, فطردهم وشلٌ يحضيهم طريقه, فمات في الصحراء. وحين وجد ان معظم
جنوده يرغب في العودة, اقدم على فسع العقدء وحلّهم من التزاماتهم, ٠ وأضفى طابعاً رسمياً على
تسريحهم : » فارتدى بدلة عسكرية؛ ووضع على رأسه تاجأ ذهبياًء م زين صدره بالأوسمة والنياشين»
ومثّل دور ملك اليهود في مدين. ثم تدخلت الحكومة العثمانية لتضع حدأ نهائياً للمغامرة الاستعمارية,
فتدبه العثمانيون لنشاط فريدمان وأدركوا مراميه في اقامة الدولة اليهودية التي قد تجلب, في اثرها,
التدخل الاجنبي» وتؤدي الى عرقلة طريق مكة والمدينة. ولم يغب عن ذهن الأتراك أن احدى الدول
الكبرى تقف وراء فريدمان ومشروعه. فتدخّل الأتراك عسكرياً؛ ولم تنجح مساعي كرومر؛ فانتهت
مغامرة فريدمان الاستعمارية؛ لكنه لم يرض بهزيمته وقرسر مقاضاة الحكومة المصرية بمبلغ 0 الفا
من الجنيهات.
وقد ذكرت جريدة «الحقيقة», الناطقة بلسان يهود الاسكندرية؛ في عددها الصادر في
نان فريدمان لم يكن سوى عميل الماني يحاول ايجاد مستعمرة على سواحل البحر
الاحمر. ولكن جريدة «المؤبيد» القاهرية رفضت هذا التبرير» وكشفت النقاب عن ان فريدمان كان يرمي
الى تأسيس مملكة يهودية؛ وانه جلب معه ثياب الملك» ورسوم» وألقاب؛ الدولة, وانه كان يحخلى بتأييد
واسع لدى الأوساط اليهودية(2.
أمّا أخطر ما أنتجته مغامرة فريدمان؛ فهو ان الحكومة العثمانية لم تكتف بطرد فريدمان
وجصساعته, وانِّما انتهز السلطان عبدالحميد فرصة وفاة الخديوي توفيق» في اوائل العام التاللي
.)1857/١/4( وبعث بفرمان تولية خلفه عباس الثاني .)1857/١/137( وقد تعمد ادخال بعض
العبارات على حدود الأراضي المصرية التي يديرها الخديوي؛ قصد مذها حرمان مصر ليس فقط من
الراكذ التي كانت ممنوحة لها شرق خليج العقبة (أرض مدين) وانما من قسم من أراضيهاء هو شبه
جزيرة سيناء.
وما أن علم المعتمد البريطاني 'في القاهرة, السير ايفلين يارنغ (اللورد كرومس, فيما بعد) بمحثويات
الفرمان الجديد. حتى طلب من الخديوي ومن الحكومة المصضنرية عدم قراءته. فقد كان هذا الأمر يعني
محاولة الاعتداء على تسوية العام 184١-١44٠ التي ضمنتها الدول الكبرى؛ والاقتراب العثماني»
بصورة خطرة؛ من قناة السويسء مما يهدد شريان الامبراطورية الحيوي . وقد تبع ذلك ضغط
دبلوماسي بريطاني, مما اضطر الباب العالي الى ان يرضخ ويترك سيناء التي حاول ان يسلخها عن
مصر ويضمُّها الى ولاية الحجانء كما حدث مع المراكز التي كانت ممنوحة لمصرء وفقدتها » فجاءت برفية
الصدر الأعظم الى الخديوي عباس التاني, في الثامن من نيسان (ابريل)» وورد فيها: «أمًا من جهة
شبه جزيرة سيناء؛ فهى باقية على حالتهاء وتكون ادارتها بمعرفة الخديوية المصرية التي كانت مدارة
بها في عهد جدّكم اسماعيل باشا ووالدكم توفيق باشا». 00
وقد عمل يارنغ على نشر البرقية؛ واعتبرت قسماأ مكمّلاً لفرمان التولية. وقدم المعتمد البريطاني
العدد 507 اياى ( مايى) 1150 لين فلسطيزية 1 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 206
- تاريخ
- مايو ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10664 (4 views)