شؤون فلسطينية : عدد 206 (ص 49)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 206 (ص 49)
- المحتوى
-
جلال السيد
لهم باشرافها. وهسجل هرتسلء في يومياته؛ ما دار يومها من حوار:
«هرتسل: أودٌ ان أطلب من الحكومة البريطانية امتيازأ للاستعمار.
«روتشيلد: لاتقل ' امتيازأً' . ان الكلمة لها وقع سيىء الآن.
٠ «هرتسل: سمها ما شئت. أريد ان أافسس مستعمرة يهودية فيما هى في حوزة بريطانيا.
«روتشيلد : خذ أوغندا.
«هرتسل: لا. لا أريد إلا هذا... ولا كان هناك آخرون في الغرفة؛ كتبت ورقة فيها:
' شبه جزيرة سيناء, فلسطين المصرية؛ قبرص ' ؛ واضفت قائلاً: أتوافق على هذا؟
«روتشيلد فكّر قليلاً» وهو يتكلف الابتسام, ثمٌ قال: جد أ (7).
وقد اتصل هرتسل بعدد من السياسيين البريطانيين المؤثرين؛ من بينهم وزراء وأعضاء بارزون
في اللجان البرلمانية», معتمدأ في ذلك على روتشيد. وقد استطاع ان يقابل وزير المستعمرات»
تشامبرلن. ومن خلال تشامبرلن؛ التقى وزير الخارجية البريطانية» فكان التفاهم سريعاً بين
السياسيين البريطانيين وهرتسل» بسبب التقاء المصالح» والعمل على خدمة الاستعمار البريطاني. وقد
ساهم في ذلك عرض هرتسل لمشروعه الاستعماري بأساليب مختلفة, لكسب ثقة محدثيه. فعندما
عرض المشروع على روتشيلد كانت الخطة ان تتولى ذلك شركة يهودية لسيناء وفلسطين المصرية
وقبرص» بينما أعدّ مسودة المشروع لتشامبرإن» فجعلها «الشركة الشرقية اليهوبية المحدودة», ممًا
يعيد الى الأذهان تاريخ شركة الهند الشرقية ودورهاء الأمر الذي أثار في نفس تشامبرلن تاريخ
الامبراطورية البريطانية؛ وهو الداعي والمتحمس لهاء ممّا جعله يطلب من هرتسل توضيح الخدمات
التي سيقدمها الصهيوئيون الى الامبرطورية البريطانية. كما اقترح؛ من جانبه؛ اقامة مستوطنات
يهودية في فلسطين وشمال سيناء, شريطة ان تحمي الحدود المصرية وقناة السويس من تركيا
والمانيا(؟").
ووافق وزير المستعمرات على مشروع هرتسل من حيث المبدأ؛ وانضم اليه زميله وزير الخارجية,
لأن هذا المشروع يؤدي الى عزل مصر عن غرب آسياء واضعاف الدولة العثمانية؛ وزرع دولة غريبة
في قلب البلاد العربية» مما يتيح لبريطانيا ركيزة قوية في الجانب الآسيوي من الوطن العربي تستند
اليها في مواجبة النفون الالماني المتزايد؛ هذا الى جائب اطمئنان بريطانيا لحماية قناة السويس(2").
كما ان تشامبرإن كان في طليعة السياسيين البريطانيين الذين رأوا في تشجيع الحركة الصهيونية حا
للمشكلة اليهودية ووسيلة لاخضاع اليهود للمصالح البريطانية» ذلك ان مناجم الذهب في جنوب
افريقيا كانت في قبضة اليهوب» وكانت الحكومة البريطانية تعتمد عليهم في اعادة بناء المنطقة بعد حرب
البوير؛ كما ان تدفق اليهؤد على بريطانيا من روسياء منذ أوائل القرن العشرين, كان تهديدا لمصالح
بريطائياء بعد ان ازداد عددهم على المثة ألف لاجىء؛ وان أفضل حل هو تجميعهم وتوظيف أموالهم
في منطقة كشبه جزيرة سيناء؛ يضاف الى ذلك أن مشروع هرتسل يحل مشكلة البطالة في بريطانيا('؟.
والغريب ان الحكومة البريطانية, التي تبدّت المشروع» كانت تعلم جيداً ان سيناء لم تكن من الناحية
القانونية؛ من الممتلكات البريطانية؛ وانها كانت تحت سيادة السلطان العثماني الاسمية.
ولم يكن هذا غائباً عن بال همرتسل. فقد اشار اليه في يومياته: «عضّ ان أميّ بين الملكية
م1 شين فلسطيزية العدد 205 ابار ( مايى) 145 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 206
- تاريخ
- مايو ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10664 (4 views)