شؤون فلسطينية : عدد 206 (ص 85)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 206 (ص 85)
المحتوى
رياض بيدس سس
الذل
1 تحتل موضوعة الذل (أى الاهانة) الركن الاساسي في مسرح ليفين. فمنذ بداياته ومسرح ليفين
يؤكد ان لا معنى للحياة؛ وان الذلٌ هى الامر الاساس السائد بين البشر في الحياة. فمعظم مسرحه
يدور حول هذه الفكرة. وممًا يقوله الناقد العبري دان ميرون عن ذلك: «كل مسرحيات حانوخ ليفين
ليست الا تنويعات في موضوع واحد: بشر يشعرون بوجودهم, أو بوجود غيرهم؛ واذا شئتم وجود الاله
-حين يكونون مذلين او مذلين أنفسهم وغيرهم. بتعبير آخر: انا أذل / أو مذّل» معناه أنا موجود»().
هذا الرأي أكده ناقد عبري آخرء حين كتب؛ «كالخيط القرمزي يمر في نتاج حانوخ ليفين
الموضوع البالغ القدم للسيد والعبد؛ السيد والخادم... ان تجديد حانوخ ليفين هى في اقامة علاقة
سيد وخادم على أساس عاطفي في الذل» من ناحية؛ وذل ذاتيء من ناحية أخرى»("). فمن بدايات
حانوخ ليفين يرافق الذل شخصياته, اضافة الى تكلّمها بلغة طفولية في أحيان» وتركزها في حاجاتها
الأساسية. فلا لذة بلا ألم» ولا سيّد بلا مسود, وثمّة خيط يجمع بين كل هذه التفاصيل: الذل. الذل
والاذلال الجنسي» والاجتماعي, والسياسي.
البعد السياسي لعالم ليفين
ان احدى الخصائص لمسرح ليفين هي تطرقه الى القضية السياسية في أوجها. بذلك سجّل ليفين
لصالحه الريادة والاصالة. وبحق, كتب الناقد العبري شمعون ليفي عن مسرح ليفين: «لم يكتب احد
بتيقط اجتماعي» وسياسيء وايديولوجي» كليفين في فترة الثمالة القومية التي عمّت البلاد بعد حرب
الايام الستة» حرب الاحدى عشرة دقيقة» حسب تعبيره. منذئنء قلّده الكثيرون الذين انضمُّوا الى
اجماع المعارضة».
ان الخوف من التبهُم الاجتماعي الذي يقود الى الحرب والموت هى احد الاسباب التي دفعت
ليفين الى قول كل ما قاله في مسرحه السياسي» وحتى في مسرحه الاجتماعي . ولقد استطاع الناقد يارون
براك ان ينفذ الى أهمية ليفين الريادية حين كتب: «نتيجة مسيرة متواصلة من تطوّر المسرح السياسي
في البلاد, استطاع المسرح الاسرائيلي التوصّل الى القدرة على التعبير هذه. حيث كانت بدايتها
ب :' انت وأنا والحرب المقبلة ' من تأليف حانوخ ليفين التي عرضت في صيف العام /19517؛ حال
بعد حرب حزيران ( يونيى )4(2).
سيكتب الكثير عن ليفين ومسرحه وفلسفته ؛ لكن جرأته ظللت مثار جدل طويل؛ كيف سيصمد هذا
المسرحي في وجه هجمات «الاجماع القومي» الصبهيوني؟ لقد استطاع ليفين» من بداية العام 19517
مع ليفوفيتش وآخرين قلائل جداء ان يرى ابعادء ومخاطر, الغطربسة السياسية؛ وقدّم عالماً مسرحياً
مشحونا بالغضب والعنف. وكتب الناقد ميخال هندلزلتس سابرأ قدرة ليفين على تعرية الوضع: «في
' انث وأنا والحرب المقبلة ' و ' ملكة الحمام ' و' كطشوب ' 42 الوطني' . لم يربسم كاريكاتيرات: ولم
يبالغ بالظواهر فقط؛ وائما خرب المشاعر قصدأء وصوّب الى مركز الاجماع القومي حينئذ؛ مع ان
قسما من الاشياء يقرأ اليوم كأمر مفروغ منه؛ وحتى عادي. ذاكرتنا قصيرة» لربما يصعب تقدير مدى
الجرأة لكتابة شعار قريب من حرب العام ‎١1707‏ (آب ‏ اغسطس ‎:)١518‏ «' انث وأنا والحرب
المقبلة' : ' من يرى الاموات, لا كلمات لديه ليقولهاء انه يذهب جانباً ويتابع العيش كمن خسر' ,
انجازه» حينئذ» لم يكمن في انه تجرًا على الكلام من خارج الجوقة العامة. لقد تجرًا ‏ وكرجل مسرح
كان في ذلك جرأة مضاعفة ومتضاعفة - بالتوججه بضمير المخاطب المتعدّد الى الجمهور الجالس
4 لثؤون اللسطنية العدد ‎0١‏ 7, ايان ( مايى) ‎1944٠‏
تاريخ
مايو ١٩٩٠
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22443 (3 views)