شؤون فلسطينية : عدد 206 (ص 94)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 206 (ص 94)
المحتوى
سسب ظاهرة حانوخ ليفين
«الوطني»
عرض هذا العمل الساتيري؛ أولا ؛ في تشرين الاول ( اكتوير ) ؟/19١.‏ وكغيره من مسرحيات ليفين
أثار ضجة كبيرة؛ وبعدهاء أنزل» ومنع العرض.
ان بطل مسرحية «الوطني» هو النمط الاول للبرجوازي الصغير الاسراثيلي «القوموي». ساطليفين
هذه الشخصية بلا رحمة؛ أى شفقة. وهي ‏ الشخصية ‏ ظهرت عارية بكل تفاهاتها وسخافاتها
وانتهازيتها وحلمها الدائم للوصول الى بلاد العم سام, وانتزاع مكان هناك والاغتناء» حتى لو كان
ثمن ذلك تسديد بصقة في وجه الام. «الوطني» هى الذي يهرّب جواهر الى الخارج وعلى استعد اد لأن
يلعق جزمة الاميركي ؛ لكنه. في المقابل» يحاول ان يرغم الفلسطيني على ما يفعله الاميركي به. المعادل
لقمع الاسرائيلي هى قمع الفلسطيني . بهذه الطريقة يفرّغ غ «الوطني» نوازعه القوموية المريضة.
والقوموية؛ هناء هي التي تعيش على شفا الفاشية؛ والتي من السهل ان تسقط في شباكها. ومع ذلك»
يعيش «الوطني» حلمه الابدي والد ائم للوصول الى اميركاء بعد ان يقوم بكل واجباته كانتهازي مريض
ومصعقد.
ان الارضية الخصبة في البلاد والصالحة لانتاج؛ وافرازء القومويين هي أرضية مناسبة لمثل
«الوطني» القوموي. بمعنى آخر, ما دفع القوموي الى الظهور هي الارضية المهيّاة لولادته. بهذا
الصددء كتب الناقد يادون بيكر عن مسعرحية «الوطني» ما بلي: : داثه لمن الخطأ البصري ان يري
ب ' الوطني ' نتاج التبهّم والفاشية؛ والقمع والاحتلال. انه ذاته في عدم الراحة الدائمة والمستديمة
وبالخوف الذي يؤرجحه؛ يستعمل كضحية لتلك السيرورات. لكنه من المؤكد انه النموذج الذي يمثل
الفرد داخل المجموع السائر وراء تيار فاثي, والذي قد يشكل قاعدة جماعية لفاشية في اسرائيل.
ليفين لم يقسٌ كثيراً على بطله البرجوازي الصغير, كما فعل في مسرحياته الاخرى. ولكن الارضية
الاجتماعية ‏ السياسية تحظى باهتمام سريع»(2.
ان الحالة السياسية ( (الصهيونية) التي ولد مفاهيم شاذة في البلاد ادّت بليفين الى ان يتبنّى
مواقف جادة جداً تجاه الوضع العام: «يهزا حانوخ ليفين من جئون العظمة الاسرائيلية» » الذي هو
وجه العملة الثاني لتملق الاسياد في واشنطن». عند ليفينء جيش الدفاع الاسرائيلي «يقيم النظام في
تشيي؛ يحرق المعامل الذرية في كازاخستان, ويهبط في البانياء لثلا يضطر اولاد نتانيا الى النوم في
الملاجيء. ومهمة وزير الخارجية الاسرائيلية هي المداهنة والرياء للنظام الاميركي»(".
السؤال الذي يتردد قي اثناء مشاهدة المسرحية؛ هى: ما هي هذه الدولة (اسرائيل)؟ هل هي خادمة
خنوعة للعم سام؟ وتركز موضوع الصراع الاسرائيلي ‏ العربي باحتلال المناطق المحتلة وقمع
الفلسطينيين واذلالهم. العربي في «الوطني» ذليل الى درجة انه يظهر بمظهر الكاريكاتور المهان.
فالسلطة والقوة لا ترحمانه, بل تعملان على اذلاله كل يوم . بهذا الصددء كتب الناقد بيكر ما يلي:
«غضبت الرقابة جدأ من هذا العرضص. وصاغت الشاعرة د اليا رابيكوفيتش دوافع هذا الغضب على
نحى دقيق بقولها: ' هم الاسرائيليون ‏ مستعدون لأن يعيشوا على الرغم من قتل ولد عربي في
الضفة؛ لكنهم لا يستطيعون رؤية ذلك على المسريع ' )(0),
القيمة الاساسية؛ الحرب وافرازاتها؛ تكررت في أعمال ليفين المذكورة. لكن الرؤية: هناء تكتمل
وتزداد شمولية؛ اذ ان الامرلم يعد مقصورا على احتلال فلسطين» ؛ بل تبعه اجتياح لبنان. لذاء نرى
ان العمل المسرحي يي «الوطني» يحتد وياخذ طابعاً عنيفاً جدا, الى درجة ان وبسائُل الاعلام
العدد ‎7١5‏ أيار ( مايى ) 115 لشُؤون فلسدايزية 57
تاريخ
مايو ١٩٩٠
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22443 (3 views)