شؤون فلسطينية : عدد 206 (ص 112)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 206 (ص 112)
- المحتوى
-
سحب تطورات المحيط الاستراتيجي
تقارير غربية تشير الى ان الصاروخ الباليستيكي العراقي الجديد ذي المدى المتوهسط ( ٠٠٠١ كيلومتر ) من
طران «العابد», ريما يتمئّع بدقة أعلى في لاسا هما كان مفترضاً في السابق (التقرير, لندن, ١ -
.)١440/8/16 ٠ وأثارت مختلف هذه التطوّرات في الاذهان احتمال ان تلجأ اسرائيل الى توجيه ضربة الى
المنشآت العسكرية او المصانع العراقية؛ على غرار ما فعلته ضد المفاعل النووي قرب بغداد في العام 21941١
لتحطيم القدرة الاستراتيجية العراقية. لذلك السبب» صرّح الرئيس العراقي صدام حسين, في الاول من نيسان
(ابريل)؛ بأن العراق لديه القدرة على جعل «النار تلتهم نصف اسرائيل» بواسطة اسلحة كيميائية «ثنائية» ثم
تطويرها خلال السنة الاخيرة من حرب الخليج (الحباة, 7/ ,)١1140/4 وأضافء ان العراق ليس بحاجة الى
القوة الذرية العسكرية» لأنه يمتلك ترسانة كيميائية سيرد بها على أي هجوم نووي. وبعد مرور يوم على اصدار
هذا التصريح, أطلقت اسرائيل قمرها الاصطناعي الثاني «افق ؟». تكمن اهمية اطلاق القمر «افق 5», في
هذا المجالء بأنه يكرس نشوء ميزان نووي كيمياني صاروخي بين اسراثيل والعرب؛ ١ أى بين أسرائيل والعراق
تحديدا .وقد سبق للاتحاد السوفياتي ان عبّر عن رأيه بأن اطلاق القمر «افق ١»؛ في أيلول ( سبتمبر ) //15/
هو الذي اخلّ بالميزان الاقليمي اصلاً ودفع العرب الى تطوير قدرات ممائلة (الحياة, 1544/115/919). وياتي
ذلك وسط تخوّف القادة الاسرائيليين من تأكل تفوّقهم التقليدي على العرب» بفضل نمو القوات التقليدية؛ وغير
التقليدية؛ لدى دول مثل العراق وسوريا (انترناشونال هيبرالد تربيون» 4/ 5/١51١؛ وجيئز ديفينس ويكلي»
).
عبّر المسؤولون الاسرائيليون عن توازن الردع الناشيء في ردودهم على التحذير الذي أطلقه الرئيس العراقي
في مطلع نيسان (ابريل)؛ حيث أكد رئيس الاركان شومرون قدرة بلاده على رددع أي هجوم كيميائي عراقي»
محذراأ من توجيه ضربة «كاسحة ومؤلة» الى العراق انتقاماً (الحياة, ٠/ 1150/4/48). وأوضح كذلك أن
اسرائيل تعتمد على قدراتها الهجومية المتطوّرة جدأ» ورادعها الاستراتيجي؛ ودفاعها المدني. وفي هذه الاثناء,
صرّح خبراء اسرائيليون, صراحة؛ بضروّرة تحديد «الخطوط الحمر»؛ بحيث يتمٌ توضيح الممارجمات العراقية التي
سوف ترد عليها اسرائيل عسكرياً. ودعا بعض هؤلاء الى توجيه ضربة وقائية الى العراق» في حال استمراره في
تطوير الاسلحة الكيميائية والنووية؛ والى تبنّي سياسة الردع النووي العلني المضاد (المصدر نفسه,
لم
وفيما ترتسم معالم سياسة الردع الاستراتيجي الجديدة: وبغض النظر عن العقيدة المحدّدة التي
ستتمخّض عنهاء فان العناصر المادية للميزان الاستراتيجي تستمر بالتراكم والتطوّر. فقد كشفت «وكالة الدفاع
للاستخبارات» الاميركية عن قناعتها بأن اسرائيل تمتلك 6٠ صاروخا من طران «اريها »»١ ومثة صاروخ من
النموذج «اريحا ؟»؛ علاوة على ٠٠١ رأس نووي وعدد غير محدّد من الرؤوس الكيميائية (جيئز ديفينس ويكلي»
660 ولي المقابل, أجمعت الاوساط الغربية على وجود حوالي ألف صاروخ باليستيكي لدى العراق»
من اوزان ومسافات متفاوتة (الحياة. '/ 5/ .)151١ أمّا التطوّر الاخير اللافت في هذا المجال» فهو احتمال ان
يكون العراق قد سعى الى الحصول على مدفع جبّار قادر على اطلاق القذائف الثقيلة لمسافات تزيد على عدة مثات
من الكيلومتراث. فقد صادرت السلطات البريطانية: في مطلع نيسان (ابريل): أنابيب فولاذية عدة زعمت أنه يمكن
تحويلها الى مدفع يبلغ طوله حوالى ١ ؛ مثراً . واذا صح ذلك, فان العراق ربّما قصد اكتساب القدرة على ضعرب
اسرائيل برؤوس متفجّرة قد يصل عيارها الى آلف ميليمش أو لعلّه أريد للمدفع ان يعمل كمنصة اطلاق '
الصواريخ الباليستيكية لتحسين دقتها ومداها (المصدر نفسه. 1510/54/17). وممًا يزيد مضداقية هذه
الاحتمالات هئ مقتل الخبير الكندي جيرالد بول» في ظروف غامضة؛ في بروكسلء في أواخر آذار (مارس)؛ وهى
صاحب تصميم المدفع الجبّار. وكانت الشركة التي يترأسها بول تتعامل مع العراق في مجال تطوير المدفعية, مما
يشير الى احتمال ان يكون اغتياله تم بأيد اسرائيلية (انترناشونال هبرالد تربيون, 5/ 4/ 155).
د. يزيد صاية
العدد 07 ايار ( مابي) 1160 لشْوُون فلسطر/ية 1١11 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 206
- تاريخ
- مايو ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 59387 (1 views)