شؤون فلسطينية : عدد 207 (ص 60)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 207 (ص 60)
- المحتوى
-
حت اشكالية رسم الحدود في الفكر الصهيوني
وجدت لها انصاراً ومريدين لدى العامّة؛ اذ ما زالت هذه الطبقة تتمسك بالحدود التي تمتد من نهر
الفرات» في أعالي الجزيرة في سوريا حسب التقسيم الجغرافي الحديث: حتى نهر مصرء وهو نهر النيل.
متجاوزة؛ في ذلك الخدود التي تعتبر مقدسة؛ وهي تفترق - حسب هذا الرأي عن الارض الموعودة.
وقد جعل هؤلاء الارض الموعوبدة ة تشتمل على ارض كنعان كافة» التي حدّدت خلال معاهدة رمسيس
الثاني مع الحثّْيين في القرن الثالث عشر قبل الميلاد ؛ وفي تفسير آخر بحيث تمتد لتصل من النهر الى
. النهر. ويذلك تتكون الحدوب» في الوصف الدينيء من الغرب البحر الابيض المتوسطء ومن الشرق»
باتفاق التيارات الدينية» بادية الشامء ومن الشمال يلتقي حدّان: الاول ويشتمل على الجولان وجبل
الشيخ ومرتفعات لبنان حتى صيداء ويذلك تدخل المرتفعات السورية واللبنانية داخل الخارطة
الدينية؛ والثاني يصل بتلك الحدود حتى نهر الفرات؛ وأمًا في الجنوبء فانها تصل الى نهر النيل في
حدّها الاقصى؛ وامّا في حذها الادنى» فانها تقف عند وادي العريش في سيناء المصرية.
وبعد ان اجتهدت الصهيونية في استنباط النصوص التشريعية التي تصنع لها سياجاً من
الحماية الدينية» والتي مؤداها ان الله قد منح الطوائف اليهودية؛ باعتبارها تشكل, في مجموعهاء .
«الشعب المختار»؛ تلك المساحة الجغرافية التي تسمّى ارض كنعان: بعد ان قطع الله مع هذه ؛
الطوائف العهد والميثاق. وتوججهت الصهيونية بهذه العقيدة المستحدثة الى اليهوب في اماكن انتشارهم
كافة في عملية استقطاب وتنظيم واسعة الانتشار. ويجانب ذلك؛ وفي خط مواز تماماًء عملت الصهيونية
على استيلاد مقولة جديدة تشير الى ان فلسطين كانتء في الزمن التاريخي: ملكاً لليهوب اقاموا عليها '
دولتهم التي امتدت لفترة طويلة من الزمنء وهم على تواصل دائم مع هذا التاريخ الذي لم ينقطع عبر '
الزمان.
وهذه المقولة المستحدثة تتطلّب مثاء بالضرورة. استرجاع التطور السياسى لليهود في فلسطين
بشكل مقتضب للغاية, لأن البحث في الجزئيات التفصيلية سوف ينأى بنا عن مضمون هذه الدراسة,
وييعدنا من الهدف المريسوج لهاء وذلك لبيان مصداقية هذه المقولة من خلال السرد التاريخي للوقائع
المعتمدة. وتعتبر التوراة المصدر المتميز في هذا الجانبء وعلى الرغم من ان كثيراً من الوقائع الواردة
. فيها قد نقضتها الاكتشافات الاثرية التي تقدّمت خطوات واسعة في السنوات الاخيرة» في ظل التقدم
العلمي التكنولوجي المعاصر. ومع ذلك فاننا نعود الى استنطاق النصوص التي تقدّمها الينا الشريعة
الموسوية . باعتبارها المستند الرئيس الذي تأخذ به الطوائف اليهودية عند بيانها لهذا الموضوع
وعرضها له. في محاولة الاقناع التي حملت لواءهاء بغية استمالة الآخرين» خصوصاً تلك المقامات
المتنفذة: والتي تمسك بزمام السلطة, وتقوى على اتخاذ القرار النافذ في حينه. ْ
فبناء على رواية التوراة. نجد ان ابراهيم (عليه السلام) لم يمتلك اية اراض في فلسطين, سوى '
قطعة صغيرة من الارض التي اشتراها من الحثيين» لاستخد امها مدفناً لزوجته: عقب وفاتها(©). وما
1 اسحقء فأشارت الرواية الى انه لم يستقر في مكان خلال الفترات التي اعقبت وفاة ابيه؛ كما ان
الفلسطينيين قد اجبروه على الترحال المتوالي(*) ؛ كما تحكي قصة يعقوب الحافلة بالترحال داخل ارض
كنعان؛ وكذا رحلته الى صيدون؛ ثم اقامته في مصر سبعة عشر عاماً('). وبالنسية الى اسباط اسرائيل»
. فقد نزلوا الى مصر في عهد يوسف (عليه السلام)» واستقرٌوا بهاغترة قصيرة(؟). وعن موسى؛ نجد انه
. ولد في مصر؛ ثم هاجر الى مديان ؛ ومن ثم قاد عملية الخروج من مصرء حيث تاه في الصحراء اربعين
عاماًء الى ان مات في ارض مؤّاب في شرق الاردن» ولم يدخل الى الارض الموعوبة7"). وبعد موت موسى,
خلفه خادمه يهوشع بن نونء الذي قاد المهاجرين الى ارض كنعان: والتي دخلها في شكل تسلّل
العدد 01؟, حزيران ( يونيى) 1950 لشيُون فلسطيزية 5ه - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 207
- تاريخ
- يونيو ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 19368 (4 views)