شؤون فلسطينية : عدد 207 (ص 96)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 207 (ص 96)
المحتوى
ب سياسة السادات حيال الصراع العربي ‏ الاسرائيلي
واعتير الباحث ان العوامل الايديولوجية ذاتها التي حملت السادات على طرد الخبراء السوفيات دفعته,
أيضاًء الى اتخاذ قرار زيارة اسرائيل. وفي ما يتعلق بالضغوط الداخلية: رأى الباحث ان احداث ‎١8‏ و5١‏ كانون
الثاني ( يناير)؛ التي وقعت بسبب سوء الاوضاع الاقتصادية: أوضحت للسادات عدم وجود الاستقرار
الداخليء وان قرار الزيارة» وما تبعه من اتفاقيات للصلح مع اسرائيل: كان بين أهدافه اعادة الاستقرار باشاعة
روح الاملء وتحسين مستوى الشعب الاقتصادي. كما ان الفجوة العسكرية بين مصر واسرائيلء التي كبرت
بسيب سياسة السادات في الابتعاد من الاتحاد السوفياتي: كانت آحد الدوافع الى القرار. امّا بالنسبة الى
العوامل (الضغوط) الخارجية» فأشار المؤلف الى الدور الذي لعبته رومانيا ورئيسها السابق؛ تشاوشيسكو في
اقامة صلات غير مباشرة بين القاهرة وتل - أبيبء والحتٌ الدائم الذي كان يقوم به الرئيس الروماني للتفاوض
المباشر مع اسرائيلء والى الضغوط الاميركية, والدور المغربي في تأمين الاتصالات المباشرة السرية بين دايان
والتهامي. لكن الباحث اعتبر ان العوامل النفسية والايديولوجية هي التي لعبت الدور الحاسم في اتخاذ السادات
قراره بزيارة اسرائيل» ولم تكن الضغوط الداخلية والخارجية الا عوامل مساعدة.
وعند تقويم القرار, رآى الباحث انه على الرغم من التأييد الواسع للقرار من القطاعات الشعبية: التى أوهمها
السادات والاجهزة المعاونة بن القرار سيكون مفتاح الرخاء للمواطن المصريء فانه أحدث انشقاقاً كبيراً على
مستوى التنظيمات والهياكل السياسية. فالقرار جوبه بمعارضة من حزب التجمّع الوحدوي الناصريء وأغلبية
القوى الاسلامية؛ ونقابة المحامين والاعضاء السابقين في مجلس قيادة الثورة» وعدد من اعضاء مجلس الشعب
المستقلين فضلاٌ عن معارضة عدد من مستشاري الرئيسء وبينهم وزير الخارجية ووزير الدولة للشؤون
الخارجية اللذان استقالا من منصبيهما. وعلى الصعيد القوميء لم يؤيد القرار الّا السودان وسلطنة عُمان. وعند
توقيع اتفاقيتي كامب ديفيد ومعاهدة الصلحء شكّلت الدول العربية جبهة معارضة كبيرة لمصرء واتخذت «قمّة
بغداد» قرارات بعزل مصرء ومقاطعتها. ووقفت في صف المعارضة: أيضاًء الدول الاشتراكية: وعدد من الدول
الافريقية» ودول عدم الانحيان مما أثر كثيراً في دور مصرء ومكانتهاء ونفوذهاء في المجالين, الاقليمي والدولي.
وفيما بدا القرار مناسباً في توقيته؛ بالمقارنة مع قرار طرد الخبراء السوفيات» باعتيار انه جاء في أول سنة
لادارة اميركية جديدة: ويعد مجموعة من احداث محلية دللت على الافتقاد الى الاستقرار الداخلىء فأنه» عند
النظر الى التوقيت من زاوية 'الوضع الذي كان عليه الصراع العربي - الاسرائيلي آنذاك» يظهر التوقيت غير
مناسبء ذلك ان الانظار كانت تتطلع الى استئناف مؤتمر جنيفء بعد ان أمكن التغلّب على العقبات التي كانت
اسرائيل تثيرها للتهرّب من جنيفء ووصل الامر الى بحث في اسلوب تمثيل الفلسطينيين في المؤتمر. كما ان القرار
جاء في وقت كانت الدول العربية تسعى الى تقوية موقفها التفاوضي, وتوحيده؛ فالثاني عشر من تشرين الثاني
( نوفمبر) 1117» كان موعد مؤتمر وزراء الخارجيات العرب في تونسء وكان موتمر جنيف وقضية التسوية من
القضايا المطروحة على جدول الاعمال. وقد جاء القرار ليعصف بكل هذه الجهوب» «مؤّكداً تناقض الديلوماسية
المصرية,. حيث كانت تسعى:, في الظاهرء لمؤتمر جنيف. وعلى المستوى السرّي كانت تجري مفاوضات مع الطرف
الاسرائيلي في المغرب» (ص 45؟).
كانت احدى الفرضيات التي طرحها السادات ان قراره سيحطم الحواجز النفسية بين الطرفين» العربي '
والاسرائيلي. وكان يعتبر ان الشق النفسي يمثل ‎١‏ بالمئة من طبيعة الصراع ‎٠‏ فيما يمذّل الشق الموضوعي ‎7١‏
‏بالمئة» وكان يرى ان حل ال ‎١‏ بالمئة تلك يسهّل التعامل مع الصراع وحلّه. لكن الباحث رأى أنه لم يثبت؛ بعد
اتمام زيارة السادات للقدسء ان طبيعة الصراع تغلب عليها الناحية النفسية؛ ف «لم تتحطم الحواجز النفسية,
بل ازدادت موضوعية الصراع تعمّقأه (ص 5). واستشهد الباحث بأقوال لاثنين من كبار مساعدي السادات»
هماد. مصطفى خليل ود. بطرس غاليء اللذان لاحظا ان الاسرائيليين لم يظهرواء في اثناء اللقاءات والحوارات
معهم, أي مرونة. كما ان الزيارة» ونتائجها اللاحقة, لم تخففا من التوجّهات العدوانية لاسرائيل: بدليل الاصرار
على تسمية الضفة الفلسطينية ب «يهود! والسامرة»., وضرب المفاعل النووي العراقي» وغزى لبنان»
العدد /١؟,‏ حزيران ( يونيى ) ‎١11540‏ لشؤون فلسطيزية زان
تاريخ
يونيو ١٩٩٠
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 18557 (3 views)