شؤون فلسطينية : عدد 207 (ص 146)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 207 (ص 146)
المحتوى
... وخطابه في «القمة: العربية
الخير والأبد, بعدما جرفت, الى النسيان» قواقل الغزاة
الذين استطاعواء الى حينء في غفلة من الزمن ومن
انقساخ المقاتلين: ان يلطخوا وجه دجلة بالسواد العابر.
فها هي بغدادء عاصمة الثقافة العربية
الشامخة؛ تصل ما انقطع من شعاعهاء وتبني الحاضر
العربي الجديدء وسط الزلازل الدولية؛ والاقليمية, على
ثبات:' الهوية القوميةء والثقافية» المعّرة عن روح الآمة,
وعن طاقاتها المادية والبشرية غير المجدوية؛ انها القلعة
التي ترسم عليها شكل الغد العربيء الذي سيتلاءم
مع مؤهلاتنا الحضارية, والثقافية» والمادية» ومع ما
تتطلبه مكانتنا من ضرورة الانسجام مع امكاناتنا. لقد
. آن لنا ان نسأل بلهقة والحاح عن اسباب التوترء الذي
لم يعد له من مبرّرء بين الامكانية والمكانة» والتواجد
. والوجودء كي لا يبقى مشهدنا العربي على خارطة
العالم على ما هى عليه من تشدّت وتنافر وتناحر, وكي لا
تبقى أجزاء من الجسد العربي الواحد فريسة المطامع
والاستهتار والانكارء وكي لا تبقى الصورة الايجابية
الوحيدة عنا هي اننا كنا مناك؛ > ؛ كنا في الماضي؛ كنا في
زمن كان على خارطة الزمان.
ان التاريخ لا ينتظر احداًء ولا شعباً. على آية
محطة, او ذكرى. ونحن لا نستمدٌ شرعيتنا الانسانية,
ولا مكانتنا الحضارية؛ ولا جدارتنا بالدور الفعّال:
والتعامل الايجابي مع
في كتاب الماضي وحده؛ بل نستمدها من قوة هذا
الحاضر. من وعي الذات»ء وما في الذات والارض من
؛ من هذا الانسان العربي الذي لم
يتوقفء يوماً واحداً. عن الامساك بجمرة الايمان
العميق. بوحدة اللغة والثقافة والتاريخ والمصلحة
والمصسيرء من طنجة الى عدنء» ومن عطش شهدائنا
الابرارء الذين ينادون الله والارض بالكلمات ذاتهاء
وبالرسالة. ويستشهدون من اجل المثل ذاتهاء والحرية
ذاتهاء ومن مخزون هذه الارض العربية الواسعة,
القابضة على خاصرتي المحيطين.
ومن هناء فانناء في مواجهة الخطر المصيري, الذي
يتعرض له امنئًا القومي العربيء معأ وعلى انقرادء في
: حاجة, ملحة الى تحسّس ما في الجسد والارض والروح
' من اسلحة الدفاع المشترك عن النفسء وعن المكانة
' التي نستحقهاء نحن العربء نحن العرب مجتمعين.
على خارطة الزمن العربي الجديد؛ وخارطة العالم
الجديد. «وكنتم خير آمة أخرجت للناس».
ان الوضع الدولي الذي يعاد تنظيمهء وترتيبه,
طاقات وشروات
ايقاع العصر الحديثء بالتامل :
في مناخ من محاولات الاستقطاب الجديد, لا ينبغي ان
يدفعنا الى الاحساس بالعجز والخمول تجاه ما يعدّه
لنا الآخرون من مصير؛ ولكنه يحفز فينا كل التحديات,
وكل متطلبات العمل السريع والموحّدء من أجل صوغ '
الشروط الملائمة للحضور العربي الجماعي في حسابات
القوى» التي يشعر بعضهاء انطلاقاً من غطرسة القوة '
التى يمتلكهاء بأنه قد امتلك؛ ويلا منافسة أو شراكة,
ناصية الهيمنة على المصير الدولي برمّته.
صحيح ان ثمّة خللاً قد حدث في معادلة التوازن
الدولي؛ ولكن السياق العام الذي تجرى فيه التطورات
العالمية» ليأخذ فيه التوازن الراهن صورته المستقبلية,
لا يغلق امام العامل الاقليمي فرصة التعبير عن حركته
الحرة.
«يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواهم, ويأبى الله
الآ ان يتم نوره. ولو كره الكافرون». صدق الله
العظيم.
واذا كان اعداء الأمة العربية يسايقون الساعات
لتوظيف المتغيّرات العالمية لحساب هيمنتهمء ولانعاش
فكرتهم التوسّعية العدوانية, بعدما استطاعوا ان
يستمدٌوا من شروط الصراع» في مرحلة الحريينء الاولى
والثانية» ومرحلة الحرب الباردة: دوراً استثنائياًء شكّل
فيه المنشروع الصهيوني رأس حربة متقدمة في الجسد
العربيء فان هذا الدور مرششح لأن يفقد حيويته
التقليدية, اذا استطاع العمل العربى المشترك ان يعيد
صياغة العلاقات العربية: على المستوى الدولي وعلى
المستوى الاقليمي؛ على اساس حساب :المصالح
المتبادلة» وعلى اساس توظيف الامكانات الجبارة التى
نمتلكهاء والعلاقات الاقتصادية المتنامية» في خدمة
مصالحنا السياسية واحترام حقوقنا القومية,
والتوصل الى حل قضية الشعب العربي الفلسطيني
فتنتهي بذلك حلقة من حلقات التناقض الفاضح بين
أمكانات العرب الذاتية وبين مكانتهم العالمية.
انفا ندرك ان التحديات التي تواجهناء اليوم,
ليست كلها ناشئة شئة فقط من الفوضى التي تسم صورة ‎٠‏
‏العالم الآن: قبل رسوها على حدودها الاخيرة. ولكن
بعض القوى الدولية الاساسية يقوى بنا عليناء ويدرج
امكاناتنا القوية في حساب هيمنته؛: دون ان يراعى
' الحدّ الادنى لمصالحنا.
«آمن قلّة نحن يومئذٍ يا رسول الله؟ قال لاء ولكنكم
كثير كغثاء السيل».
العدد ‎,7١1/‏ حزيران ( يونيى ) 1150 شُوُون فلسطيزية هع١1‏
تاريخ
يونيو ١٩٩٠
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 18242 (3 views)