شؤون فلسطينية : عدد 208 (ص 106)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 208 (ص 106)
المحتوى
سدم تجربة في معتقل «أنصار»
بهماء الى اصرار التعمري على مغادرة زوجته صيد| مع بداية الاجتياح الاسرائيلي» لكي تمنحه حرية التحرك دون
ان يكون مقيّداً بالقلق عليهاء الى مشاعر اللهفة والحنين التي اضدر الاثنان للسيطرة عليها لدى زيارة الكاتبة
زوجها للمرة الاولى في المعتقل؛ خوفاً من عيون الرقباء والحرّاس, الى استلهام اسطورة بينلوبي (26ه61م»5 )
اليونانية التي بقيت تنتظر عودة زوجها اوديسيوس من تجواله في البحار سئوات طويلة, هذه العاطفة, كانت,
أيضاً, الدافع وراء مغامرة الكاتبة في الذهاب الى «الطرف الآخر» بهدف زيارة زوجها والاطمئنان على أحواله في
المعتقل. ولا بن هناء من أن يسأل القارىء عمًا اذا كانت الزيارات تلك بلغ مجموعها ستأً ‏ ضرورية الى حدّ لا
يمكن التراجع عنه, خاصة وان التعمري, شخصياً؛ لم يكن راضياً عنها. ولا مرحٌباً بهاء كما الخبزتنا الكاتبة بذلك
في غير مناسبة. فالى جاذب كونها نتيجة مبادرة فردية من جانب الكاتبة, على الرغم من اطلاع القيادة القلسطينية
عليها فيما بعد, فهي» أولا وأخيراً» زيارات أجريت تحت سلطة عدو يحتل الارض الفلسطينية بكاملها الى جانب
مرتفعات الجولان وحوالى نصف الاراضي اللبثانية آنذاك. وترافقت هذه الزيارات: أيضناًء مع مذابح صبرا
وشاتيلا وما سبقها من قصف وحشي متواصل للعاصمة اللبنانية: بهدف القضاء على الوجود الفلسطيني هناك»
وما تبعها من شتات فلسطيني جديد وانشقاق داخل صفوف منظمة التحرير الفلسطينية وتونّع القوات
الفلسطينية على عدد من البلدان. لا عجب, بالتاليء اذا رحبت السلطات الاسرائيلية باقتراح الاميرة دينا
عبد الحميد زيارة زوجها المعتقل داخل اسرائيل. فالكائبة تتميّع بمكانة اجتماعية وسياسية مرموقة على
الصعيدين, العربي والدولي؛ نظراً الى انتمائها العائلي ووضعها السابق كملكة للاردن» وبالتالي كان من السهل
عليها مقابلة رؤساء الدول وملوكها والزعماء الروحيين. قاذا استطاعت السلطات الاسرائيلية ان تخلق لدى
الاميرة الهاشمية انطباعاً ايجابياً, فان ذلك من شأنه ‏ حسب القناعة الاسرائيلية ‏ ان يخفف من حدّة الاستنكان
العالمي للاجتياح الاسرائيلي ومذابح صبرا وشاتيلا ومعاناة آلاف الأسرى والمعتقلين. كمأ ان وقوع عدد من جذود
اسرائيل في الأسر الفلسطيني وحرص السلطات الاسرائيلية علي ضمان سلامتهم وعودتهم الى اسرائيل كان,
أيضاً. ضمن الحسابات والاعتبارات الاسرائيلية في هذا المجال. ومن هناء كان اهتمام اسرائيل بتامين ظروف
«ملوكية» لزيارات الكاتبة لزوجها وترتيب لقاءات لهما مع عدد من الأدباء والشعراء الاسرائيليين. بحضور اهرون
بارنياع» والقيام بجولات «سياحية» داخل عدد من الكيبوتسات وبعض أحياء تل أبيب. صحيع ان الكاتبة
كانت تتصرّف, في تلك الاثناء, بدافع من عاطفتها الشديدة وقلقها على مصير زوجهاء ولكن العواطف الصادقة
العميقة كثيراً ما تصبع ضحية الاستغلال والمصالح النفعية؛ كما ان معاناتها الشخصية كانث, في الواقع» حالة
غامة شاركتها فيهاء وما زالث تشاركها؛ عشرات الآلاف من الامهات والزوجات والاخوات والبنات الفلسطينيات.
هذا الى جانب ان الدور الذي قامت به الكاتبة ضمن المفاوضات بشان تبادل الاسرى بين م.ت.ف. واسرائيل لم
يكن العامل الحاسم في انجاح تلك العملية. وجاء تعبيرها عن مراسم استقبال معتقلي «أنصاره في الجزائر, بعد
الافراج عنهم, والتي غابت عنها ننيجة سهو غير متعمّد بأنها (نةنهذ »8081 )؛ في اشارة واضحة الى احساسها
بشيء من «الفراغ» (ص 1"),
مقدمة الكتابّ وضعها مؤلف الروايات الجاسوسية دافيد كورنويل؛ المعروف باسم «جون لوكاريه» والذي
استلهم احداث روايته «قارعة الطبل الصغيرة» في اثناء زيارة قام بها العام ‎11/١‏ لمراكز الاشبال في الجنوي
اللبناني» بمرافقة التعمري وزوجته. وعلى الرغم من الملاحظات المذكورة اعلاه؛ ومن بعض الاخطاء المعلوماتية
والتاريخية (معركة الكرامة حصلت في ‎1114/1/7١‏ وليس في العام /1571: وبشير الجميل لم يكن قد انتخب
رئيساً للجمهورية اللبنانية في اثناء الحصار الاسرائيلي لبيروت في صيف العام 15487 والحركة القومية العربية
ضد العثماذيين بدأث منذ أواخر القرن التاسع عشر وليس في العشرينات من القرن الحالي)؛ على الرغم من كل
ذلك؛ يبقى هذا الكتاب شهادة فخر واعتزاز بأبطال معتقل «أنصار»؛ وجميع الابطال المعتقلين والأسرى والشهداء
في السجون الاسرائيلية.
مها يسطامي
العدد ‎5١4‏ تموز ( يوليو ) 119 شْبُون فلسطيزية 16
تاريخ
يوليو ١٩٩٠
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 2915 (6 views)