شؤون فلسطينية : عدد 209 (ص 8)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 209 (ص 8)
- المحتوى
-
ب العرب والائتفاضة
السياسات العربية الى هذا النمط من المقاومة كلما تبيّنت محدودية اسلوب الاستيعاب والتكيّف في
التمكين من وضع اليد على الانتفاضة, والتحكم في مقاليدها. وهكذاء فحينما لا يعود مكنا التأثير في
الانتفاضة من مدخلها القيادي الوطني (م.ت.ف.)!), يصبح واردأ البحث من طريق اخرى.
ليست هذه الطريقة سوى القوت اليومي للارض ال محتلة. فمعظم النظام العربي يمارس على
الانتفاضة ما يشبه الحصار الاقتصادي, والماليء من خلال امتناعه عن دعم الانتفاضة ماليا,
أى حتى الالتزام بدفع ما عليه من التزامات مالية تجاههاء حسب ما تم الاتفاق عليه في قمد
الجزاش والدار البيضاء. ان هذا النمط من الضغط لا يمكن ان يكون مبرراً بأي حال» خسوا
بعد ان اضاف القرار الاردني بفك الارتباط الإداري والقانوني بالضفة اعباء مالية جديدة
(مرتبات الموظفين). ثم هل هناك من حرب على الانتفاضة . وفي ظروفها الناس المزرية - اشد
واقسى من الحرب الاقتصادية؟ وهل لهذه الحرب من.هدفء ودلالةء سوى انها تريد ايقاف
الانتفاضة؛ أى تطويعها الى حيث تنضمٌ هي الاخرىء الى حصيلة الوضع العربي؟ أفلا يحق
لاي «مواطن» عربي» بعد هذا كله؛ ان يسأل عن «لغن» هذا النوع من العروبة الرسمية الذي
يرفض بعناد ان يمارس الضغط الاقتصادي والعالمي على الولايات المتحدة الاميركية: بينما هي
تمارسه على الضفة والقطاع؟
نملك ان نستنتج, في ضوء ما عرضناه سابقاً من عناصرء جملة من الاستنتاجات حول
طريقة فهم عدد من النظم العربية للانتفاضة؛ اي طريقة بنائه للاستراتيجيات السياسية» وحول
كيفية ادارته العملية السياسية التي يعبر عنها شكل تعامله مع الانتفاضة واستثماره لنتائجها.
و ما يزال معظم النظام العربي دون مستوى ادراك الابعاد الحقيقية العليا للقضية
الفلسطينية والصراع العربي - الاسرائييء بصفتها ابعادا تتصل ب » وتقرر فيء مصير الامن
القومي العربي. فمن خلال مفهومه للانتفاضة يتاكد, من جديد» انه لا يزال» فكريا وسياسيا؛ في
حدود تعريف القضية الفلسطينية كقضية أمنية في بعديهاء الخارجي والداخلي: اي تتصل بأمن
الدولة العربية المهددة من الخارج (اسرائيل) ومن الداخل (شعبها). اي انه لم يصير, بعد؛ الى
حيث يعرّفها كقضية تحرر وطني وتحرير قومي» يشكل تقييدها - لا الافراج عنها - اكبر تهديد
للامن القومي العربي. والنظام العربي بهذا التعريف الامني الضيق للانتفاضة والقضية
الفلسطينية؛ ائما يضع الدولة في الوطن العربي في مواجهة المجتمع المدني؛ ويقرّم مفهوم
الامن ومجاله, من امن المجتمع (الارض والناس والسيادة) الى أمن الدولة .والنخب ومجال
المصالح المرتبطة بها.
© لا يزال معظم النظام العربي دون مستوى ادراك العناصر الاستراتيجية الجديدة التي
ادخلتها الانتفاضة في لوحة الصراع في المنطقة. فهي قامت بما كان مفترضاً بالجيوش
والسياسات العربية ان تقوم به من نقل للمعركة الى داخل مناطق سيطرة العدوء الى استنزاف
يومي لقوته القتالية, واقتصاده؛ ووحدة مكوّناته؛ الى استثارة اوسع دعم عالمي الحقوق الوطنية
الفلسطينية, الى احداث خلل في علاقات الغرب باسرائيل: الخ. وبالجملة؛ فانها خلقت ظروفاً
جديدة من شأئها لا تهديد الدول العربية بل بالعكس, دعم موقعها في مواجهة اسرائيل
والولايات المتحدة الاميركية. وكان النظام العربي, الذي اعفته الانتفاضة من الدخول في حرب
جديدة, يستطيع, لى اجاد ادراك هذه المتغيرات الاستراتيجية الهامة؛ استثمار هذه الظرفية
العدد آب ( أغسطس ) 111١ شين فلسطزية 37 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 209
- تاريخ
- أغسطس ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22322 (3 views)