شؤون فلسطينية : عدد 209 (ص 11)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 209 (ص 11)
- المحتوى
-
من خلال بنائها الاجتماعي السياسي؛ على تحييد أسلحة التفوّق الاسرائيلي الاستراتيجية؛ دون ان
تتمكن من أخذ المبادرة العسكرية؛ بمعناها الهجومي, والذي لا يزال يُعتبر عمل انتحارياً بالنسبة
اليها؛ كونه يقوم على تقديم الذرائع والمبررات الى العدى الاسرائيلي لارتكاب المزيد من المجازر وحملات
القمع الدموية, والتي تشكّل؛ في جوهرهاء خطراأ على استمرار الانتفاضة ذاتها. وفي ضوء هذه المعادلة,
فالانتفاضة قد تعني» في التفسير المستقبلي الاسرائيلي؛ استحالة السيطرة على الفلسطينيين
واستيعابهم, كلية؛ في المشروع الاسرائيلي» الا ان ذلك لا يعني؛ في المقابل» وصول الفكر الاسرائيلي الى
الاقتناع باستحالة سيطرته على الارض الفلسطينية في الضفة والقطاع» واستبعاد أي حل سياسي,
أى عسكري.
وفي سياق تغيير هذه المعادلة؛ لا بد من خلق ظروف جديدة؛ من شأنها دفع الاسرائيليين الى
الانسحاب من المناطق المحتلة» من طريق تهديد سيطرتهم العسكرية؛ وذلك بمزاوجة العمل السياسي
- الدبلوماسي الفلسطيني مع استمرار الكفاح المسلّح.
لا بد لناء هناء من العودة, قليلً, الى وراء, للتذكير بأن ظروف اللجوء الفلسطينى كانت أعطت
امكانية قيام العمل المسلّع؛ اذ شكّلت المخيمات الفلسطينية؛ في البلدان العربية المحيطة باسرائيل,
قواعد تدريب ونقاط ارتكاز لهذا العمل الوطني, في الوقت الذي اعطت تجرية الاحتلال للضفة
الفلسطينية وقطاع غزة, اشكالا كفاحية أخرى؛ اتخذت طابع المقاومة المدنية الشعبية؛ أوما اصطلح
على تسميته «الانتفاضة».
وعلى الرغم من ان اسلوب المقاومة المدنية يختلف عن أسلوب الكفاح المسلّم, الا ان الأول ارتكن
على ما راكمه الثاني من معطيات؛ عبر الممارسة الطويلة منذ العام ,.١575 بل ان تفجّر الانتفاضة جاء
مواكباًء ومتلائمأً؛ بل وتتويجاً لنضالات م.ث.ف. كافة,
لذاء فان المقاومة المدنية والكفاح المسلّح هما أسلوبان متكاملان/ ولا تعني ممارستهماء في آن»
التقليل من أهمية الانتفاضة؛ والافتراض دونية مستواها الكفاحي» ذلك انه من الصعب اعتبار
الانتفاضة الشكل الوحيد للصراع الفلسطيني الاسرائيلي؛ على الرغم من كونها تمثّل المكانة الأبرز
في دائرة الصراع, في الوقت الراهن. :
ان التقليل من شأن الأشكال الكفاحية الأخرى, أى اسقاط بعضها لحساب الآخر, من شانه
الاخلال بصورة الصراع والعناصر اللازمة لاستمراره. وتتأتى صحة ذلك من ان حالة عدم الحسم
هي الحالة التي تعيشها الانتفاضة. فالفلسطينيون؛ في المناطق المحتلة, مستمرون؛ حتى الآن, في
الوثيرة اياها في مواجهة الاحتلال» دون تصعيدها الى حدّ السيطرة التامّة على مناطق؛ أى تحقيق
الحصيان المدني؛ والاسرائيليون» من جهتهم: غير قادرين على قمع الانتفاضة,؛ للعودة بالمناطق المحتلة
الى الوضع الذي كانت عليه قبل الانتفاضة.
وفي الواقع» ان هذه الحالة؛ في الاساسء هي التي أفرزت؛ في السنة الاولى من عمر الانتفاضة,
وقائع سياسية مستجدة, ترتب عليهاء موضوعياً, اعلان قيام الدولة الفلسطينية, والاعلان عن بدء
هجوم السلام الفلسطيني.
لقد جاء اعلان الاستقلال وقيام الدولة الفلسطينية, في دورة المجلس الوطني الفلسطيني
الكاسعة عشي في الجزائر, في ,.1588/1١١/١١ استجابة حيّة لتطورات؛ وانجازات؛ الانتفاضة
1 لثؤون فلسطاية الحدد ١5 5؛ أب ( اغسطس ) 155٠٠ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 209
- تاريخ
- أغسطس ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 1553 (13 views)