شؤون فلسطينية : عدد 209 (ص 24)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 209 (ص 24)
- المحتوى
-
لب ,اشر لة» الجغرافيا الهربية لفلسطين
الاساسي الذي جلب اكش التغييرات والتطوّرات في وضع المديئة»(1"). فعندما تناول بن آرييه سكان
مدينة القدس في القرن التاسع عشر, فقد نظر اليهم كطوائف وديانات, وكل ديانة منقسمة على نفسها
الى عائلات؛ أو مذاهب, بدل اعتبارهم عرباً. وفي تطرقه الى القرى العربية المحيطة بالقدسء وبالذات
قرى سلوان وأبى ديس والعيزرية والطور ولفته والمالحة وبيث صفافة وعين كارم؛ اقتبس المؤلف
شهادات من كتب ومذكرات الرحالة والمستشرقين بصورة منهجية وانتقائية» حيث أظهرت هذه
الاقتباسات انطباعاً سيئأ ومتخلّفاً. لا بل همجياً. عن تصرفات ولرق معيشة سكان هذه القرى. وهذه
المواصفات؛ طبعاً. تلائم نظريته؛ التي يُظهر بها العنصر اليهودي في القدس بالطابع الحضاري الذي
جلب؛ على حدّ قوله. غالبية التغييرات والتطؤرات. كتب المؤلف عن سكان سلوان» مثلا: «ان غالبية
مصادر القرن التاسع عشر تشير الى إن أهالي سلوان أناس قاسون وذوى مستوى متخلّف, يعتاشون
على النهب؛ يشاكسون الحجاج الاوروبيين؛ النساء وقحات جدأ؛ ولا يدرن وجوههن ولا صدورهن؛
لسانهن قير مضصون» يشتمن النصارى ويعلمن أولادهن ذلك؛ وشن يلدن الكثير من الاولاد. سلاح
أهالي القرية من مقاليم الحجارة؛ ولا يخيفهم سوى طلقات المسدسات التي تمنعهم من قذف
الحجارة» ((ص ١ كذلك أضاف الكاتب ان التطورات الهامة التي حدثت في منطقة القرية جاءعت في
نهاية القرن التاسع عش عندما أقامت السلطات مستشفى للجذام (مرض الجرب)؛ وكذلك أقيمت
ضاحية يهوب اليمن (ص .)١١ بمثل هذه المواصفات اقتبس المؤلف ووصف باقي القرى العربية آنفة
الذكر, وعندما جابه المؤلف الحقائق وشهادات ايجابية عن القرية؛ وحجم القرية, مثل قرية لفته, والتي
شُبّهت على يد غيرين/ العام 1877: بأن لها شكل مسرح, وان عدد سكانها يصل الى ٠ نفس قال
بن آرييه ان هذا الرقم مبالغ جد أ فيه, وذلك لأن هناك مصادر لاحقة ذكرت ان القرية صغيرة» وتعيسة,
وفقيرة (ص:717). ان هذا التوجّه في بحوث بن آرييه حول الجغرافيا التاريخية لعرب فلسطين يمكن
فحصه عند باقي الكتابات الجغرافية التاريخية الاسرائيلية؛ لا سيما وان المؤلف هو مؤسس
الجغرافيا التاريخية الاسرائيلية» وانه أرشد؛ بصورة مباشرة» أى غير مباشرة؛ كل من درس جغرافيا
فلسطين التاريخية من بين الاسرائيليين.
أمنّا المجال الثالث؛ وهى دراسات منفردة حول ظواهر وموضوعات عربية؛ فان نهج الجغرائي
الاسرائيلي في ابراز, أو طمسء الجغرافيا العربية اختلف بالنسبة الى الفترتين الزمنيتين؛ ما قبل» وما
بعد, العام .ل فعندما بحث الاسرائيلي في هذه المواضيع لفترة ما قبل قيام اسرائيل» فانه اتبع
النهج ذاته وسأل الاسئلة عينها التي يسألها فيما لودرس المنطقة من وجهة نظر الجغرافيا الاقليمية,
أودرس المؤاضيع اليهودية. أي ان المجتمع العربي الفلسطيني» حسب تصوره؛ كان مجتمعاً تقليدياً؛
وقد بد! يتغيّر مع التطور الاقتصادي والتحديث الذي جلبته الصهيونية الى البلاد» ومع استقرار
الوضع الامني الذي جلبه حكم الانتداب البريطاني الى فلسطين.
وعندما عالج موضوعات جغرافية عربية بعد اقامة اسرائيل» فان الاسئلة اختلفت, حيث ان
الاهداف الصهيونية ومتطلبات الدولة اليهودية اختلفت. فعلى صعيد النشر الخارجي؛ أبرز الجغرافي
الاسرائيلي» في كتاباته؛ دوح تطبيق الديمقراطية والمساواة لكافة المواطنين» وعكس فيها حسن نيّة
السلطة ومجهودباتها في التخطيطات الاقليمية؛ والمحلية!"'). واذا حدث هنالك تذمّر أ تشكيك في نيّة
السلطة(؛')؛ فان واجبه ايجاد المبررات الاكاديمية لذلك. وإذا عجز عن ذلك فانه يتّبع أاسلوب المقارنة
مع الدول العربية المجاورة له, ليعطي الفرق النسبي بين المعاملات الايجابية والسلبية . فمثلاء عندما
صادرت السلطة أرضاً عربية:؛ قام الباحث الاسرائيلي وشكك في مصداقية ملكية العربي لهذه
العدد 705؛ آب ( أغسطس ) 1140 لون فلسطلؤية رف - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 209
- تاريخ
- أغسطس ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 6706 (5 views)