شؤون فلسطينية : عدد 209 (ص 39)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 209 (ص 39)
- المحتوى
-
معركة القرار الدولي الرقم 81/9
د. عبد الحسين شعبان
يوم أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار الرقم 1/5 في العاشر من تشرين الثاني
( نوفمبر ) 1110, فقد الرئيس الاسرائيلي» حاييم هيرتسوغ: صوابه. وبطريقة غير بروتوكولية: وخالية
من اللياقة؛ أقدم على تصرّف لم يلق الارتياح من أحد؛ حين مرق القرار في المحفل الدولي, حيث كان,
حينذاك؛ يمثّل اسرائيل في الامم المتحدة. 1
١ ويوم أصبح هيرتسوغ زئيسأ لاسرائيل فيما بعد, عاهد نفسه على ألا تنقضي مدة رئاسته (155.0)
الا ويكون القرار المذكور قد قضى نحبه! 1
ولم تكن تلك مجرّد لحظات غضب, أو انفعالات عابرة؛ لهيرتسغ؛ وغيره من حكام اسرائيل,
الذين صمُّموا على القيام بتحرك واسع ضد القرار. من أجل الغائه؛ مدعومين من الولايات المتحدة
الاميركية؛ وخصوصاً لي عهد الرئيس رونالد ريغان, الذي لم يترك مناسبة ال وهاجم فيها القرار
شخصياء محدد! العام ١114١ موعداً أقصى لاعدامه.
ولم تتورع الصهيونية؛ في حملتها الهادفة الى الغاء القرار. عن الصاق تهمة «النازية» بالامين
العام السابق للامم المتحدة مستشار النمسا الحالي؛ كورث فالدهايم, انتقاماً منه على مواقفه في الامم
المتحدة ومن اصد ار القرا ار الرقم 771؛ اضافة الى العديد من القرارات الهامّة التي أصدرت من
الجمعية العامة؛ في عهده, والتي ناصرت حق الشعب العربي الفلسطيني في العودة وتقرير المصير
واقامة الدولة المسثقلة, ودانت الصهيونية باعتبارها «شكلاً من اشكال العنصرية والتمييز العنصري»,
وشجبت استمرار احتلال أسرائيل للاراضي العربية المحتلة, ودعت الى انسحاب قواتها منها.
واذا كان ما يدفع الصهيونية واسرائيل والدوائر الامبريالية الى الاستفزاز والسخط مفهوماً, فماذ|
فعلنا نحن العرب؛ على الرغم من غبطتنا وارتياحنا لاصدار القرار؟ لقد حصلنا على القرار في ظروف
عربية» ودولية» مؤاتية؛ ثم ماذا؟ لم نتقدم خطوة باتجاه الحفاظ عليه؛ وتعزيزه؛ وتعميمه؛ وكان الامر
لا يعنينا. ولعلٌ لسان الحال يقول: لقد تحقق المبتغى وكفى الله المؤمنين شر القتال! في حين بدات
اسرائيل» بعد ان أفاقت من هول الصدمة مباشرة, بالعمل» وتنظيم جهودهاء وتخطيط تحركها؛ لتعلويق
القرارء وحصره في أضيق نطاق» والسعي الى تسويفه عبر تعزيز علاقاتها مع دول أميركا اللاتينية,
واستعادة علاقاتها الدبلوماسية مع عدد من الدول الافريقية؛ بينها ليبريا وزائير وساحل العاج
والكاميرون؛ والتغلغل في القارة السوداء» في حين كانت علاقاتها الدبلوماسية مقطوعة مع نحو ١ دولة
(بعد عدوان العام 1511 وأوائل السبعينات)؛ ثم واصلت مشوارها لتخطي القرار وتجاون تبعاته,
. فاستطاعت اعادة علاقاتها الدبلوماسية مع بعض الدول الصديقة للعرب, مثل اسبانيا؛ ومؤخراً .
ليلا ' شؤُون فلسطؤية العدد 505: آب ( اغسطس ) 195٠١ - هو جزء من
-
شؤون فلسطينية : عدد 209
- تاريخ
- أغسطس ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 6706 (5 views)