شؤون فلسطينية : عدد 209 (ص 58)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 209 (ص 58)
- المحتوى
-
به الثمائل والتعاون بين الصهيوئية والنازية
صهيوني معاملات سيئة للغاية, واضطهادا لا يقل عن اضطهاد مسيحبي اورويا للاشكنان. فالشاعر
العبري الصهيوني بياليك؛ المولود في روسياء أجاب عندما سُئل عن سبب مقته للعرب بقوله: «لأنهم
يذكرونني باليهود الشرقيين»97).
انه لممّا لا شك فيه ان اليهوب في البلاد العربية, والاسلامية؛ قد عوملوا معاملة طيبة قبل ظهور
الحركة الصهيونية. لقد ناقشت الباحثة ماريون ولفسون؛ في كتابها «انبياء بابل», وضع اليهود في
العالم العربي بوجه خاصء وكيف ان اليهود استطاعواء عملياً. ان يزدهروا ويرفلوا بالرخاء ويشغلىا
مكانة. وأوردت شواهد عديدة على ما قام به العملاء الصهيونيون» سواء أكان على شكل اتصالات
شخصية أو عمليات ارهابية؛ لنشر الهلع بين اليهوب؛ تطبيقاً لمخطط ما يسمّى «الصهيونية القاسية»
وجملهم على النزوح الى اسرائيل9؟).
في المنظور الصهيوني, الغاية تبرر الوسيلة. ومن هذا المنطلق عمدت الصهيونية الى شتّى
الوسائل لحمل اليهود على الهجرة:الى فلسطين لتحقيق هدفها. وليس صحيحاً ما تزعمه ان سعيها الى
تهجير اليهود الى فلسبطين انما كان لانقاذهم من الاضطهاد ؛ ذلك ان الاضطهاد الاوروبي خفت حدّته
بعد الثورة الفرنسية؛ وزال اثره بعد زوال النازية. ومع ذلك؛ سعياً وراء هدفها لحمل اليهود الآمنين
على الهجرة: قامت أجهزة مخابراتها بالقاء قنابل عن كنيس شيم توف في بغداد» العام »١15١ حيث
اعتقلت الشرطة العراقية احد افراد شبكة المخابرات(*"). ولا يقل أهمية عمًا قامث به هذه الاجهزة في
يغداد ما أقدمث هليه العام :١154 ٠ حيث فجرت سفينة باتريا التي كانت تقل ألفي مهاجر غير شرعي
الى حيفاء لرفض سلطة الانتداب الاذن لهم بالنزول؛ ولالصاق تهمة التفجير بسلطة الانتداب
البريطاني70"), ,
اما في اليمن؛ حيث كان اليهود غير مرتبطين بالصهيونية بشقيهاء الهرتسلي والروحي» غرباء عن
عالم اوروبا السياسي, والثقاي لا يربطهم باليهود الا الرباط الديني» ققد استغلت الصهيونية
العاطفة الدينية عندهم» فاوفدت الصهيوني الاشتراكي وارشيفسكي متئكّراً الى اليمن تحت اسم
الحاخام بافييني» مبشرأ بالصهيونية؛ ومعلناً عن مجيء المسيع المنتظر("").
يتضح من هذا السياق لجوء الحركة الصهيونية الى مختلف الاساليب؛ والى خلق مختلف
النظريات لتحقيق هدفها المتمثل في مصالح فئة معيّنة من البورجوازية اليهودية؛ اقتضت مصالحها
سلوك مختلف السبل للوصول الى الهدف المنشودب. أمّا الادعاءات بالاضطهاد الابدي لليهود في كل
العالم عبر كل مراحل التاريخ: فتزييف للحقيقة وللتاريخ. وما حدث في اوروبا من اضطهاد في مرحلة.
معيّئة من. التاريخ, انما كان. نتيجة لعوامل اقتصادية اجتماعية في الغالب» وليس نتيجة دوافع
لاسامية؛ كما تزعم الصهيونية. ومن المفارقات ان يقوم الصهيونيون بالتعاون مع مضطهديهم لتحقيق
حلمهم» وان يمارسوا اضطهاد من أحسن اليهم.
العوامل الحقيقية لولادة الحركة الصهيونية
ما من شك في ان ثمّة مشكلة يهودية نشات في اوروبا في سياق التطور التاريخي. لكن هذه
المشكلة لم تنش لأن البشي كل البشرء بطبيعتهم ومنذ ولادتهم؛ معادون للسامية, مع العلم ان اليهود
في العالم» اليوم؛ لا يمكن اعتبارهم؛ عرقياً؛ متحدّرين من اصل سامي. انهم, في الواقع, اخلاط متمايزة
من عروق مختلفة تدين باليهودية. ومعظم الدراسات الموضوعية التي أصدرت تدحض
العدد 7١5 آب ( اغسطس ) 1150 ون فلسطزية /اه - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 209
- تاريخ
- أغسطس ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10384 (4 views)