شؤون فلسطينية : عدد 209 (ص 59)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 209 (ص 59)
المحتوى
يوسف حدّاد سس
اعتبار اللاسلامية المتأصلة في نفوس الاغيار هي الحافز على ولادة الصهيونية ؛ كما تدحض المقولات
الصهنونية كافة القائمة على الخصوصية والتفوّق ونقاوة السلالة؛ وعلى «العودة» و«الحنين» و«أرض
الميعاد». «والواقع ان الصهيونية لم تفكر, يوماً من الايام, في ان تعالج قضية المشيّدين اليهود على
أساس أنها قضية انسانية... لأن هدفها الرئيس هو انعاش اليهودية الوطنية ودفعها الى انشاء هذا
الوطن على اشلاء الانسائية». وقد ردّدت هذا الصدى رئيسة المنظمة اليهودية في اميركاء السيدة
ابشتاين؛ اذ كتبت في أحد خطاباتها: «ان الحركة الصهيونية هي برنامع ثوريء غايته تحسين أوضاع
اليهود )3 العالم» وخلق دولة لهم(
لقد ظهر ان التباكي الصهيوني على الشعب اليهودي المضطهد انما كان وسيلة الى تحقيق
البرنامج الصهيوني؛ اذ لم يعد ثمة مبرر, بعد نهاية الحرب العالمية الثانية, للهجرة. فموريس. ارنس»
الذي اتصل بامتنفذين اليهود في اوروبا لاقناعهم بقبول ملجأ للمشردين اليهود اسوة بغيرهم في
اميركاء جوبه برفض قاطع. وقد كتب آنذاك واصفا نتيجة اتصالاته بأصدقائه المقرّبين من اليهود ما
نصه: «لقد صّعقت لأقوال اولئك الاصدقاء عندما ذكروا لي؛ بكل صراحة؛ ان مساعيٌ في سبيل انجاح
برنامج جميع مشردي اوروبا هى خيانة لليهودية...! واني: بعملي هذاء ابغي القضاه علي الحركة
الصهيونية»("),
والصهيونية لفظة اطلقها المفكر اليهودي ناتان برنباوم نسبة الى جبل صهيون لتدل على الحركة
الهادفة الى تجميع اليهود في فلسطين لاعتبارات دينية مؤداها ان المسيح المخلّص سيأتي, في آخر
الايام؛ «ليعوب بشعبه الى ارض الميعاد» ويحكم العالم من جبل صهيون». غير ان الصهيونيين حوّلوا
المعتقد الديني الى برنامج سياسي؛ كذلك حؤلوا الشعارات والرموز الدينية الى شعارات ورمون دنيوية
سياسية؛ زاعمين ان الاقليات اليهودية في العالم لا تشكل اقليات دينية ذات انتماءات عرفية وقومية
مخثلفة؛: انما تشكل «أمة» متكاملة توجد في الشثات بعيدة من «وطنها الحقيقي. أرضص الميعاد». وهيء
بذلك, «تعاني من مأساة الغرية والاضطهاد».
وف المعتقد الديني اليهودي ان العودة الى فلسطين لا يمكن ان تتم الا بمجيء المسيح المنتظر,
وليس على يد حركة سياسية مثل المنظمة الصهيونية العالمية. لذاء عارضت الجماعات الدينية هذه
العودة معتبرة ايّاها هرطقة('"), ومن هذه الجماعات جماعة ناتوري كارتا التي حاربت» وتحارب»
اقحام حل سياسي لمقولة «المخلّص المنتظر». وهرتسل نفسه أقرٌ بأن المسألة اليهودية ليست دينية في
الغالب: مشدّدأ على الطابع «القومي» السياسي. كتب: «انا اعتبر ان المسألة اليهودية ليست مسألة
اجتماعية؛ او دينية, مع انها تتخذ هذين الطابعين وغيرهما في بعض الاحيان. انها مسألة قومية.
ولايجاد حل لهاء علينا ان نجعل منها قضية سياسية تجتمع الدول المتحضرة لمناتشتها وايجاد جل
لهاء),
ودأى المؤرخون المثاليون في استمرار خصوصية وضع اليهود عبر التاريخ انه «نتيجة لما برهنوا
عليه من اخلاص لدينهم؛ او لقوميتهم عبر القرون»("). الا ان الاختلاف في آراء هؤلاء المؤرخين قد
ظهر عند التطرق الى تحديد الهدف7"), الذي بسببه حافظ اليهود على دينهم وقارموا الاندماج..وقد
أوضح ابراهام ليون خطأ التفسيرات المثالية بقوله: «ان درس الدور الاقتصادي لليهود هو وحده.
الذي يسهم في توضيح اسباب المعجزة اليهودية»*"). وهذا يقتضي درساً عميقاً للتاريخ اليهوديء لفهم
المسباألة اليهودية:؛ في عصرنا الحاضرا*), وهى الامر الذي كان أول من تنبّه اليه ماركس في
يك شين فلسطلية العدد 5١؟,‏ آب ( اغسطس ) ‎195١‏
تاريخ
أغسطس ١٩٩٠
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 10384 (4 views)