شؤون فلسطينية : عدد 209 (ص 60)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 209 (ص 60)
- المحتوى
-
2ح التمائل والثعاون بين الصهيونية والنازية
وضع المسألة اليهودية في اطارها التاريخي الصحيم؛ عندما دعا الى البحث «في سر الدين في اليهودي
الواقعي»(7), أي في الدور الاجثماعي الاقتصادي لليهودي في المجتمع. فالصراع بين اليهودية
والمجتمع المسيحي هو صراع اجتماعي - اقتصادي في الاساس؛ فاليهودية ليست منفصلة عن
المجتمع, انما في صميمه: «لقد عاشت ليس ضضد التاريخ؛ وانما في التاريخ»("). لقد رفض ماركس
التفسيرات اللاهوتية. ومن هنا استخلص انه «يجب الآ نبحث في سر اليهودي في دينه؛ بل فلنبحث في
سر الدين في اليهودي الواقعي»(7). بهذا يكون البحث في جوهر اليهودي قائما في موقعه الطبقي
الخاص في المجتمع المعني, وليس في دينه. فلا مشكلة يهودية بالمطلق في كل مكان وزمان. انها مختلفة
تبعاً للدولة التي يعيش اليهودي في ظلها(""). وعلى هذا الاساس, فطرح المشكلة يكون مختلقاً.
ان تمسّك اليهود بدينهم لايعود الى اخلاصهم الديني؛ بل؛ على العكس» أن محافظتهم كمجموعة
متميّزة هي التي تفسّر تعلقهم بالايمان. لقد شكّل اليهوب» عبر التاريخ؛ مجموعة اجتماعية لها دور
اقتصادي, الامر الذي أوجد كراهية مسيحية اوروبية لليهود في فترات تاريخية معيّنة: «لايوجد شيء
اسمه المسألة اليهودية شبه الازلية الموجودة مئذ بداية التاريخ» والملازمة؛ باستمرار, لحياة اليهود في
كل مكان وزمان وحيثما حلّوا. المسألة اليهوبدية ظاهرة اقتصادية اجتماعية حديثة في الاساس ولّدها
تطور النظام الرأسمالي الحديث»('؟).
وخلافاً لما يدعي به المنظرون الصهيونيون والسياسيون بأن التاريخ اليهودي عبارة عن سلسلة
من الاضطهادات تعرض لها اليهود في كل الاوقات؛ متجاوزين تحديد الظرف التاريخي والبلد المعني
الذي حصلت فيه الاضطهادات؛ فان الوقائع التاريخية تدحض ثلك الادعاءات. وبصدد ذلك؛ قال
ابراهام ليون ان أوضاع اليهود استمرت في التحسّن منذ افول الامبراطورية الرونانية بعد انتصار
المسيحية حتى القرن الثاني عشر. وبانهيار الاوضاع الاقتصادية ازدادت اهمية الدور التجاري
لليهوبء حتي انهم شكلواء في القرن العاشر, الرباط الاقتصادي الوحيد بين اوروبا وآسياء(!؟). غير
ان نمو المدن في اوروبا الغربية؛ ونشوء طبقة تجارية؛ وصناعية؛ ادا الى منافسة حادة لدور اليهود
التجاري. بينما بقي وضعهم مزدهرأ في بلدان شرق اوروباء الاقل تطؤراً من بلدان غرب اوروبا.
فالثورة البرجوازية في اوروبا الغربية, والوسطى, وهي تنسف البنى الاقطاعية في القرنين الثامن عشر
والتاسع عشر, كانت تدم في الوقت عينه. الدور اليهودي الميّز منذ القرون الوسطىء فتمٌ بذلك
طربهم من المواقع التجارية؛ وتحؤلوا الى الربا. ومع تحؤل الاقتصاد الزراعي الى اقتصاد بضاعي,
تم نسف مراكز المرابين أيضاً('؟). وعلى الرغم من شعارات المساواة والحقوق المدنية لليهود في بلدان
اوروبا الغربية؛ اضبح أمام اليهود الغربيين المطرودين من وثليفتهم الاجتماعية اما الاندماج
بالبرجوازية المحلية الصاعدة؛ وقد حضل ذلك في بعض الاوقات, وامّا الهجرة الى بلد آخر, بحثاً عن
الدور الذي خسروه. فالفئات اليهودية من البرجوازية الصغيرة؛ والمتهسطة؛ فضّلت البحث عن بلد
تمارس فيه وظائفها التقليدية, ودورها الاقتصادي الميّن بعيدأ من الاستثمارات الراسمالية في
الصناعة والزراعة والتجارة؛ فأثرت الهجرة الى اوروبا الشرقية؛ التي بقيت تحت هيمنة الاقطاع حتى
القرن الشامن عشر, حيث «وجد الرأسمال التجاري والربوي امكانات هائلة التوسع في المجتمع
الاقطاعي:!'*). فغدت روسيا القيصرية؛ بهذه الهجرة, تستوعب أكبر تجمّع يهودي في العالم» في
القرن التاسع عشرا؛؛). لكن «بعد تطور الرأسمالية في القرن التاسع عشر (الرأسمالية هذه المرة؛ لا
الرأسمالية الحرفية)» أخذ وضع يهود روسيا وبولونيا المزدهر بالارتجاج»!*؟). وفي روسيا القيصرية,
«حظي الدور الاقتصادي لليهود بكراهية مثآثة, من طبقة الفلاحين والطبقة البرجوازية
العدد 705, آب ( الغ 07 ) 116٠١ لشؤون فل 5 وه - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 209
- تاريخ
- أغسطس ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10387 (4 views)