شؤون فلسطينية : عدد 209 (ص 61)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 209 (ص 61)
- المحتوى
-
يوسف حدّاد
الصاعدة والحكم القيصري في آن. فبالنسبة الى الفلاح؛ لعب اليهودي دور الوسيط للاقطاعي أى
لسلطة القمع؛ ودور المرابي والتاجر والبقال وبائع الخمور. يعني ان اليهودي هو رمن الاستفلال
والقمع والاحتيال المباشر. وهذا الدور, بالنسبة الى البرجوازية الصاعدة؛ يعرقل خطوات رأسملة
المجتمع. وهو بالنسبة: الى الحكم القيصريء دور الاداة المكروهة,
ان هذا كله يفسّر لماذا اندلعت المذابحج ضصد اليهود لمجرد اشتراك فتاة يهودية في عملية اغثيال
القيصر. في العام 84١ ١؛ وكيف ان هذه المذابح اسهم فيها الفلاحون, بالدرجة الاولى, تحت سمع
وبصر السلطة؛ ورضئ البرجوازية(7؟), 1
اذ هذه المذابح» على مجرى عملية الاستنارة اليهودية (الهسكالاه) الى انعزال اليهود؛ ورفض
الاندماج؛ والدعوة الى الهجرة من خلال تحويل «الهسكالاه» الى جمعية «احباء صهيون,7). '
وبالفعل» أخذت افواج اليهود الشرقيين تتدفق على بلدان اورويا الغربية؛ نافخة حياة جديدة في
الجسم اليهودي المهترىء. فلقد كانت الاحداث التي عصفت باليهود في شرق اوروبا مؤثرة في عدم
اضمحلال اليهودية في غريها؛ ذلك ما أكده كلاتزكن حين كتب: «تشكّل جماهيرنا الشعبية الكبيرة في
الشرق». التي لا تزال تعيش في جو التقاليد اليهودية؛ عائقاً امام اضمحلال اليهودية الغربية... ان
اليهودية الغربية ليست سوى انعكاس لليهودية الشرقية»(1),
غير ان اوروبا الغربية؛ التي ساد فيها النظام الرأسمالي الامبريالي التوسّعيء لم تتمكّن من
استيعاب افواج اليهود الشرقيين المهاجرين اليها. فمع «صعود الرأسمالية المستمر واشتداد
التنافس الاقتصادي في ظلهاء ظهرت بوادى العداء للسامية؛ التي تحوّلت؛ فيما بعد؛ الى حركة سياسية
شاملة ذات ايديولوجية عرقية شبه متكاملة» واحزاب سياسية تدين لها. وانتشرت افكار وممارسات
العداء للسامية في طبقة النبلاء السائرة على طريق الانحلال والافكار, وفي طبقة البرجوازية الصغيرة,
التي كانت أكثر الطبقات الاجتماعية تأثراأً وانفعالاً. بالنسبة الى مصالحها؛ جرّاء التنافس
الاقتصادي الضاري مع البرجوازية اليهودية الصغيرة والوسطى...(45), أمّا البرجوازية اليهودية
الكبيرة, فقد كانت مندمجة في محيطها؛ ومتحالفة مع الرأسمالية الكبيرة غير اليهودية. ولقد خافت على
مصالحها من انتشار العداء للسامية؛ فرات؛ حفاظأ على هذه المصالح, التخلّص من اليهودي الفقيره
مصدر العداء للسامية:؛ باخراجه من المجتمع الاوروبي. لذلك عطقت على الحركة الصهيونية
ودحمتها. ولولا العداء للسامية لما اهتم اليهودي الثري ببؤس اليهودي الفقيرا' ©.
هكذا الثقت مصالح البرجوازية اليهودية الكبيرة مع التيارات اللاسامية الاوروبية الرأسمالية في
العمل المشترك للتخلص من اليهود الوافدين الى اوروبا الغربية؛ خشية على مصالحها الاقتصادية,
ولمحاربة «الاتجاهات التقدمية البروليتاريين اليهود, من جهة» ولتحقيق اغراض الامبريالية في المنطقة,
من جهة أخرى. والا؛ فكيف نستطيع تفسير ذلك التلاقي الحميم بين اللاسامية الحديثة (أي معاداة
اليهود)» منذ نهاية القرن الماضيء وبين دولة اسرائيل والامبريالية في الوقت الحاضر». وقد لاحظ
المؤرخ البريطاني» ارذولد توينبي» «ان الصهيونية واللاسامية تعبّران عن تطابق في وجهات
النظن(1*),
قدّمث اللاسامية خدمة جلي الى الحركة الصهيونية, والى الامبريالية التي هي على مراحل
الرأسمالية في اوروباء فكانت الدعامة الاساسية للصهيونية. ولقد رأى هرتسل ضرورة اندماج
الصهيونية في حركة المجتمع الاوروبي والراسبالي القومي باتجاه الاستعمار والاستغلال
3 شين فلسطازية العدد 1١5 آب ( اغسطس ) 154٠ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 209
- تاريخ
- أغسطس ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10384 (4 views)