شؤون فلسطينية : عدد 209 (ص 63)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 209 (ص 63)
- المحتوى
-
يوسف جذّاد ست
نقاء العنصر. ولقد دعا الحاخامون في الغيتوات» خلال القرون الوسطى: الى ممارسة ضروب مختلفة
من التمييز بين اليهودي وغير اليهودي» استناداً الى مفهوم «شعب الله المختار» الذي «فضله الله على
سائر الشعوب». ولقد توسّع في التركيز على هذا المفهوم الشاعر اليهودي الاندلسي يهودا بن هاليفي
(من القرن الثاني عشر للميلاد) الذي ألّف كتاب «الخزري»؛ وتطرّق فيه الى الزواج المختلط معتبراً
اياه عصياناً لله تحل عقوبته في الاولاد والاحفاد. ومن الواضح ان أفكار بن هليفي لعبت دوراً كبراً
في صغ الروح الصهيونية» ولوحظت آثارها في كتابات مارتن بوبر.
وفي الغيتوات» حيث عاش اليهود قروناً عدّة في عزلة» وبتأثير نفوذ الحاخامين؛ مورس منع الزواج
من الاغيار, ومنع انتقال الاملاك والعقارات الى ملكية غير اليهود. وهذا ما طبقته الوكالة اليهودية في
فلسطين(7*) ,
وجاءت نظرية داروين التي تتمحور في فكرة تنازع البقاء وبقاء الاصلم, فتاثر بها المنظرون
العنصريون الذين نادوا بالصحة العرقية؛ التي دعا اصحابها الى المحافظة على نقاء العنصر بالفصل.
وكما تأثرت الصهيونية بالنقاء العرقي والتفوّق السلالي» كذلك تأثرت النازية بالتمسّك بالاصل
والنقاوة والتفوّق. غير ان الجانبين لم يأخذا بالداروينية في جانبها المتعلق بامكانية تطور الانسان
والمجتمع نح الافضل: لكنهما تمسكا بفكرة بقاء الاصلح, وتحسين النوع؛ وبقاء العرق. واعترٌ
السهيلايون ببقام اليهود قروناً طوالَا؛ وعزوا ذلك الى ت تفؤق العنصر اليهودي وصلاحه للبقاء 00
نتشر هذا الوباء العنصري في اوروباء فأمدٌُ الصهيونية بزخم في مقولاتها العنصرية. فلقد
شان 5 المانياء في الثلث الاخير من القرن التاسع عشرء نزعة عنصرية لاسامية اغطاها ساس
ايديولوجياً كتاب العنصري الفرنسي الكونت دي غوبينى عن «اللامساواة بين الاعراق البشرية»: الذي
أصدر في العام 18675. وفيه؛ ان شعوب العالم القديم انقرضت بسبب اختلاط دمها بدماء الشعوي
الاخرى. ٠ يخلص الى تفوّق الجرمانيين لعدم اختلاط دمهم. كما ظهر كتاب «اسطورة القرن العشرين»
لجوزف تشمبرلن, الذي أصدر في العام : وكان الكاتب تخْلى عن هويّته البريطانية وحصل على
الجنسية الالمانية . وملخّص «اسطورته» ان الواقع الرئيس في التاريخ المعاصر هو يقظة الشعوب
الجرمانية التي لها رسالة فرض قوانينها على الشعوب الاخرى(3".
من الواضح؛ ان النازية, في مقولتها العرقية القائمة على عدم التساوي بين الاجناس البشرية
وتفوّق العرق الجرماني الآريء تأثرت بهذا التيار العرقي العنصريء تماماً كما تأثرت الصهيونية في
تنظظيرها بصفاء العرق اليهودي وعدم التساوي بين الاجناس البشرية: فزعمت ان بقاء اليهوب يعوب الى
محاقظتهم على نقاء دمهم. ولقد كان مارتن بوبر من أبرز المفكرين الصهيونيين الذين تأثروا بالمقولة
العرقية. على ان بوبر لم يكن الاول ولا الاخير. فقد ارسى منظري الصهيونية وباء العنصرية لبنة
اساسية في ايديواوجيتهم. فالدكتور الصهيوني آرثر روبين عزا تفوّق اليهود الاوروبيين على اليهود
الشرقيين الى حرصيهم على التزوج ببنات الحاخامين وفقهاء التلموب واللاهوت:؛ مما أذى الى تفوقهم .
والمفكر الصهيوني موشي هس أكْد في كتابه «روما واورشليم» ان «الفوارق بين الاعراق المختلفة
موروثة؛ وأبدية؛ وحتمية؛ ولا يمكن معالجتها أى تخطيهاء. وفي بروسياء ظهرث مدرسة المؤرخين
البروسيين؛ بقيادة فون ترتشكه. «وقد أكد هؤلاء الفروق العرقية» وتمايز الاعراق؛ وتخلّف انوع
والاقوام الؤنة, وأبدية هذه الفروق». ولقد أشرت هذه الافكار في الايديولوجيا العنصرية
الصهيونية»!
533 اشؤون فلسطزية العدد 505/ أب ( اغسملس ) 195١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 209
- تاريخ
- أغسطس ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 5027 (6 views)