شؤون فلسطينية : عدد 209 (ص 67)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 209 (ص 67)
المحتوى
يوسف حدّاد احم
الانداب» لجأواء في نهاية الانتداب؛ الى عملية مزدوجة تقوم على الارهاب لاجلاء السكان وتملّك
الارض. وقد تمْ؛ بالفعل؛ اقتراف مجازر رهيبة بحق عرب فلسطين لا تقل عن مجازر النازيين بحق
اليهود. وتماشل الحلان؛ النازي والصهيوني, في التخلّص من العنصر غير المرغوب فيه, المتمثل
صهيونياً بالتخلّص من عرب فلسطين ومصادرة اراضيهم: والمتمثل, نازياً, بالتخلص من يهود ألمانيا
ومصادرة ممتلكاتهم, وذلك بالابادة والتهجير «فقد لجأت دولة المستوطنين الى العنف؛ قبل قيامها
وبعده؛ كوسيلة فثالة لتهديد العرب وطلردهم من فلسطين. وهكذا ارتكبت مذابح حي القطمون في
القدس» وقرية دير ياسين» وعين الزيتون» وصلاح الدين: في نيسان (ابريل) العام /757,1514).
ولقد وصف الصحفي والكاتب الصهيوني جون كمحي مجزرة دير ياسين' التي وقعت في التاسع
من نيسان (ابريل) /154. بأنها كانت «بمثابة أكبر عار في تاريخ اليهود». كما وصفها الحاكم
الاسرائيلي لدينة القدس وقتئذ , دوف يوسف» بأنها «عدوان متعمّد مقصود لم يكن قد دعا اليه شيع».
اما ارنولد توينبي» فقد قارن مذبحة دير ياسين ب «الجرائم التي ارتكبتها النازية ضد اليهوده؛ ثم
أضاف: «ان المسؤولية الناجمة عن مذبحة دير ياسين في 4 نيان (ابريل)؛ تقع على منظمة الارغون؛
أما مسؤولية طرد السكان العرب؛ بعد العام /154. فانما تقع على اسرائيل»(4"), لقد أكد كتاب
التاريخ الرسمي الاسرائيلي لحرب العام /154. ان مجزرة دير ياسين «ساهمت أكثر من أي حادث
آخر في حمل الكثيرين من العرب الفلسطينيين على الهرب؛ خوفاً من ان يقعوا ضحية عمليات
مماثلة(0", وذهب أيلان هاليفي» في مقارنة بين دير ياسين والمذبحة فيها وبين اوشفيتز ومذبحة
اليهوب فيها؛ فرئى ان مذبحة دير ياسين كانت» عن عمد, بينما مذبحة اوشفيتر كانت خطأء لأنه ظُن
انها عش للارهابيين7!"). ومن المجازر, على سبيل الاشارة لا الحصر مجزرة عيلبون؛ حيث احرقت
الهاغاناه عشرة شبان مسيحيين احياء في كنيسة البلدة(""). ومن المجازر الجماعية, التي حدثت بعد
قيام اسرائيل» مجزرتا كفرقاسم (تشرين الاول ‏ اكتوبر 10()195).
وعدا عن المجازر الجماعية التي اقترفها الصهيونيون: فقد لجاوا الى أساليب ارهابية متنوّعة,
«مثل تفجير السيارات الملغومة في الاسواق العمومية العربية, والقاء القنابل على تجمّعات العرب» أى
مهاجمة نواديهم ومقاهيهم بالرشاشات: أو قتل عابري السبيل العرب؛ هنا وهناك: على الهوية»(5),
لم يكن دافيد بن - غوريون, بالنسبة الى تهجير الفلسطينيين والتخلّص منهم» ليختلف مع منظمة
اتسل الارهابية, الا بالوسائل وليس بالهدف. فالفريقان متفقان على اجلاء الفلسطينيين؛ والسيطرة
على أكبر مساحة من الارض. «الَا انه على عكس اتسلء ارتأى ان يتم ذلك بواسطة طرد اولئك العرب»
باتباع مختلف الاساليب؛ وليس بالقتل بالذاتء الى الدول العربية؛ وعلى ان يتم ذلك وفق خطة
واضحة. وتحقيقاً لذلك الهدف: وضعت الهاغاناه, الخاضعة لاشراف بن غوريون, موضع التنفيذ»
ما أسمته ' الخطة د' » وهي الخطة العسكرية الصهيونية الرئيسة التي اعتمدت لاقامة اسرائيل»
وذلك خلال شهر آذار [مارس] /154. وجاء في مقدمة تلك الخطة, ان الهدف من تنفيذها هو السيطرة
على مساحة الدولة اليهودية والدفاع عن حدودها»('؟). وبعد الأشارة الى مناطق الاستيطان اليهودية
والدفاع عنهاء أشارت الخطة الى كيفية التعامل مع القرى العربية. «ويتلخّص هذا النشاط (التعامل)
في ابادة القرى [العربية] (حرق وتفجير ولغم الخرائب)». وفي حال المقاومة؛ تدمّر القرى المسلحة,
ويطرد سكانها الى الخارج. اما القرى التي لا تبدي مقاومة؛ فيجب السيطرة عليها واعتقال المشتبه
بأمرهم من الناحية السياسية: على ان تتم هذه الاساليب في المدن أيضاً. وقد قتل كثير
11 شين فلسطؤية العدد ‎5١5‏ آب ( اغسطس ) ‎145٠+‏
تاريخ
أغسطس ١٩٩٠
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 1565 (13 views)