شؤون فلسطينية : عدد 210 (ص 9)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 210 (ص 9)
- المحتوى
-
أحمد شاهين دح
الى ما تقدّم» فان العلاقات بين الجماعات / الشعوب؛ سلبأ أى ايجاباً تقوم على أساس رؤية كل
جماعة / شعب لنفسها ولاآخر. هذه الرؤية تكون متحيِّزة الى الجماعة نفسهاء من خلال ابراز كل ما
هو ايجابي لدى الجماعة, بينما تنبني رؤية الآخر على البحث في» والتركيز على» ما هو سلبي لديه. وفي
الحالة الاسرائيلية الفلسطينية؛ تشكل رؤية كل منهما لنفسه ولاآخر موضوعاً قائماً بذاته, من حيث
درجة التركيز على ما هو سلبيء مما يزيد في تعقيدات التسوية فيما بينهما.
وقد جاءت الانتفاضة الفلسطينية لتقدم الى العالم» والى الاسرائيليين؛ الشعب الفلسطيني»
وتعرّف به كمجتمع له الحق في وطن كغيره من الشعوب؛ ولتطرج على الاسرائيليين والعالم تصوّر
الشعب الفلسطيني لامكانية حل هذا الصراع؛ وتسوية مشكلة الشرق الاوسط بما يوقّر الأمن
والاستقرار لهذا الجزء الهامٌ من العالم» بكل ما يعنيه هذا الاستقرار للعالم ككل.
في السياق التالي» سنقصر بحثنا على الانتفاضة في الاراضي الفلسطينية المحتلة, وكيفية ادارتها
للصراع ضسد عدوّها الاسرائيي» اعتماداً على نداءاتها(") الصادرة عنها خلال ما يزيد على العامين
ونصف العام من بدء انفجارهاء من خلال عرض طبيعتها وقيادتها وأهدافها؛ ثم مواقفها من مشاريع
النسوية لحل القضية الفلسطينية؛ تلك المشاريع التي طرحت خلال الانتفاضة:؛ وبتأثير منها.
الانتفاضة؛ ملبيعتها وقيادتها وأهدافها
ان الانتفاضة في الاراضي الفلسطينية المحئلة بعد العام ١1971 ليست حدثا عابراً؛ أو عرضياً.
في تاريخ نضال الشعب الفلسطيني ضد الغزى الصهيوني الاستيطاني لفلسطين؛ كما انها ليست
حدثاً مفاجئأ في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي للضفة الفلسطينية وقطاع غزة. فهناك تقاليد فلسطينية
للتعبير عن احتجاج الشعب الفلسطيني على المأساة التي لحقت به في مناسبات محدّدة, مثل ذكرى
«وعد بلفور» (في الثامن من تشرين الاول - اكتوبر من كل عام) ؛ وذكرى تقسيم فلسطين (في 9 تشرين
الثاني نوفمبر من كل عام)؛ وذكرى النكبة (في ١١ يار - مايو من كل عام)؛ وبعد انطلاقة الثورة
الفلسطينية المسلحة؛ في العام 117/ أضيفت ذكراها (الاول من كانون الثاني يناير من كل عام)؛
وهناك ذكرى حرب العام 1571 (في الخامس من حزيران - يونيى من كل عام)؛ وبعد تظاهرة «يوم
الارض» الشهيرة, في العام 14175؛ في فلسطين المحتلة العام /144: اصبح ذلك التاريخ يوماً وطنياً
٠١( آذار مارس من كل عام). وتكاد تكون الاجندة الفلسطينية مليئة بالمناسبات التي تدفع بجماهير
' الشعب الفلسطيني الى الشارع لمواجهة قوات الاحتلال الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينية المحتلة,
أو الى التعبير عن احتجاجها في أماكن تواجدهاء في الشتات الفلسطيني.
يعلى مدى ما يزيد على العشرين عام لاحتلال اسرائيل للضفة: الفلسطينية وقطاع غزة تعلّم
الفلسطينيون كيفية التعامل مع قوات الاحتلال ومؤسساته. ولذاء كانت الانتفاضة الاخيرة مفاجئة,
فقطء لمن لا يريد ان يعرف ماذ! يجرى داخل شعب وقع تحت الاحتلال؛ وهي صفة السلطات المحتلة
عموماً, والسلطات الاسرائيلية لم تكن تريد ان تعرف(3')؛ حيث اعتبرت ان احثلالها «احتلال متنرّن,
تحسّنت حالة الشعب الفلسطيني في ظله. والمفاجأة الأكبر التي قدّمتها الانتفاضة الاخيرة. هي
قدرتها على الاحتمال؛ حيث يكاد يخلى تاريخ الشعوب من نمط شبيه؛ من حيث الوسائل ونمط المواجهة
وطول النّفس الذي صبغ الانتفاضة والقائمين بها. ولفرادتها يمكن تصنيفها جدياً ك دمالة
فلسطينية»,
6 يون فلسطزية العدد 22٠١ ايلول ( سبتمبر) 195١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 210
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22431 (3 views)