شؤون فلسطينية : عدد 210 (ص 36)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 210 (ص 36)
المحتوى
سم ضراع الارادات على فلسطين...
النقيض الكوني للغرب الراسمالي» أوقف الحرب الايديولوجية الكونية؛ واتجه الى التعاون مع
الغرب الراسمالي, بل ان ميخائيل غورباتشيوف أقرّ بديوية مصالح الغرب في منطقة الشرق
الاوسطل'*)؛ كما ان الطرف الرافض والنقيض للمشروع الصهيوني (الفلسطينيين) أعلن؛ في
مشروعه للسلامء قبوله بوجود دولة اسرائيل» واستعداده للتوصل الى تسوية على أساس «دولتين
لكلا الشعبين على أرض فلسطين»؛ وبالتالي اقامة سلام دائم وتوفير الاستقرار للمنطقة.
فما الذي يمنع من الوصول الى مثل هذه التسوية؟
بالنسبة الى الدول الصغيرة, في عالمنا اليوم» هناك نوعان من التسوية:
(1) التسوية القائمة على رغبة الاطراف المباشرة في الصراع, وهي ما تعني اقتناع تلك
الاطراف بحاجتها الى السلام وانعدام جدوى استمرار العنف؛ وفي حالة الصراع الصهيوني -
الفلسطيني ما زالت اسرائيل بعيدة من مثل هذا التوجّه طالما بقيت أداة لمشروع أيديولوجي قيد
التحقيق.
(ب) النسوية القائمة على حاجة المجتمع الدولي؛ وهي «تسوية مفروضة» على الاطراف
ا مباشرة؛ ولم تستطع, في التاريخ الحديث: أي دولة صغيرة رفض تسويات الكبار. وفي موضوعناء
كما يبدو حتى الآن؛ ان التسويات المفروضة هي الاكشر قبولا لدى طرفي صراع كالصراع
الصهيوني - الفلسطيني الذي تتداخل فيه حدود السياسة بالايديولوجيا والميثواوجياء وتتحوّل
فيه الحرب الى مجهاد مقدّس» لدى الطرفين المتصارعين. والتسويات المفروضة ثُعفي قيادات
أطراف مثل هذا الصراع من تقديم تفسيرات لأتباعهاء يل تساعدها في عرض وجه انساني لها
مصلحة بقاء الكون.
على ذلك, فان تسوية القضية الفلسطينية؛ التي لم يجد العالم بُدَأُ من الاقرار بتقسيم
فلسطين في العام 19417 لحل مشكلة الصراع عليها بين اليهود .والفلسطينيين» لا بد له, مرة
أخرى, من التدخل في هذه القضية بفعالية ل «اكراه» الاطراف المباشرة على تنفيذ القرار ذي
الرقم ‎18١‏ والقاضي باقامة دولتين؛ فلسطينية ويهودية؛ وذلك منعاً من ابقاء هذه المنطقة كبرميل
بارود قد يُفَمّر العالم. ولعلٌ في الاحداث التي وقعت بين العراق والكويت, في أوائل آب
(اغسطس) ‎155٠‏ ما قد يشكل تحذيراً للعالم, ولن يراهنون على دور اسرائيل في استراتيجيتهم
ك «شرطي» في منطقة الشرق الاوسط؛ وتحديدا الولايات المتحدة الاميركية التي لا تزال ترى ان
حماية آبار النفط وطرق امداده للغرب ممكن باستخدام قوة خارجية (قوات الانتشار السريع
الاميركية؛ أى اسرائيل).
وقد أقدمت منظمة التحريس الفلسطينية, بشجاعة؛ مستندة الى الانتفاضة الشعبية
الفلسطينية, بمبادرتها للسلام, وقبولها بوجود دولتين على أرض فلسطينء, احداهما فلسطينية؛ مع
كل ما تعنيه هذه المبادرة من «التنازل» عن حق تاريخي في كامل جغرافيا فلسطين. وعلى العالم
الرأسمالي, تحديداً؛ الذي رعى قيام اسرائيل» وما زال يرعى استمرارها انطلاقاً من فهمه
لمصالحه في المنطقة؛ وانطلاقاً من تلك المصالح, لا من الاخلاق, ان يُلزم؛ وهى قادر, امتداده
العضوي في الشرق الاوسط بالتحرك والعمل لما فيه مصلحة العالم ككل. فكما أجبرت الدول
الغربية نظام جنوب افريقياء توام اسرائيل» على التفاوض مع السود, سكان البلاد الاصليين»
تستسطيع ان تُلزم «دوكليرك» اسرائيل على التفاوض مع «مانديلا» فلسطين. والولايات
العدد ١٠؟:‏ أيلول ( سبتمبر) ‎١165‏ شُيُون فلسطؤية انا
تاريخ
سبتمبر ١٩٩٠
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 10632 (4 views)