شؤون فلسطينية : عدد 210 (ص 67)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 210 (ص 67)
- المحتوى
-
د. علي الجرياوي حت
نتائجها على العالم الخارجي؛ من جهة اخرى.
للحدٌ من النتائج الاعلامية للانتفاضة يتّبع ارنس وسيلتين. فمن جهة؛ يحاول تقليص المواجهات
الدامية بين الجيش الاسرائيلي والمواطنين الفلسطينيين الى ادنى مستوى» كي يحذ من الاصابات في
الصقوف الفلسطينية. فالاصابات القاتلة والجارحة للفلسطينيين؛ على ايدي الجنود الاسرائيليين»
وخاصة بين الاطفال؛ تثير الرني العام العالمي وتزيد في امكانات تجنيده ضد اسرائيل. ولهذا يرى
أرنس ان تقليص مثل هذه الاصابات يشكل مدخلا مناسباً الى ايقاف «النزيف الاعلامي» الذي
تعض له اسرائيل في الخارج؛ واكساب الحكومة الاسرائيلية البمينية بعض النقاط الايجابية؛ على
طريق «التعقل والانضباط». ومن جهة أخرى, تقوم الحكومة الاسرائيلية بتكثيف حملتها الدعائية في
الخارج على ٠ ما تسميه «الارهاب الفلسطيني»» وخاصة في ما يتصل بعمليات «تصفية العملاء».
فاسرائيل تتخذ من هذه العمليات؛ وما يرافقهاء في بعض الاحيان؛ من تجاوزات؛ مدخلا الى تبرير
اجراءاتها وتحويل الانظارن الخارجية عن ممارساتها؛ وذريعة لاتهام الانتفاضة بالتطرّف والاكراه
الداخسلي والفوضى. ان هدف أسرائيل من استغلال هذا المدخل هو محاولة اظهار منظمة التحرير
الفلسطينية على انها منظمة «ارهابية» تعمل على فرض وجودها د اخل الاراضي المحثلة؛ من طريق اتباع
اسلوب «التخويف»» وان ما تقوم به من ممارسات واجراءات ضروري ل «تحرير» فلسطينيي الاراضي
المحتلة من «سطوة» المنظمة.
ثانياً. اتباع سياسة التفريق بين الفلسطينيين داخل الاراضي المحتلة. فبدلاً من الاستمرار في
اتّباع سياسة وزير الدفاع السابق» اسدق رابين التي قامت على التعاقب في توظليف «العصاء
و«الجزرة» على مجمل الفلسطينيين في الاراضي المحتلة, كوسيلة لمحاربة الانتفاضة؛ فان ارنس» ومن
منطلق اعتبار ان سياسة رابين كانت عامل د للفلسطيئيين ومصعمّد أ للانتفاضة, يقوم: حالياً
بانتهاج سياسة تقوم على التزامن في توظيف «العصا» و«الجزرة» على قطاعات مختلفة من
الفلسطينيين 8 الاراضي المحتلة. فمن ناحيسة» يتبّع ارنس مبدا «التفريق السكاني» للتعامل مع
الفلسطيئيين تحت الاحتلال, وذلك من خلال تقسيمهم الي «نشطاء» ي «جمهوي» الانتفاضة. ومن
مدخل ان «النشطام» يشكلون الاقلية الفاعلة في الانتفاضة وعصبها الاساسي ؛ بينما «الجمهور»
يتشكل من الأكثرية «الصامتة» و«المدفوعة» للمشاركة 3 الانتفاضة »فان أرنس يبذي سياسة الحكومة
ليمينية على اساس استخدام «العصا» مع من يعتبره من الفريق الاول و «الجزرة» على من يتم
5 من الفريق الثاني, وذلك لاحداث الفرقة بين الطرفين واستثمارها للمصلحة الاسرائيلية.
فارنس يستهدف تكثيف العمل بمختلف الوسائل والاتجاهات؛ لدق اسفين داخلي بين النسيج
المجتمعي المتين للانتفاضة الفلسطينية. ولذلك؛ بيئما تتصاعد عمليات الملاحقة والدهم والاعتقالات
لقسم من الفلسطينيين ؛ فان ب سياسة «الادارة المدنية» تركزء حالياً؛ على محاولة «استرضاء» قسم آخر
منهم؛ من طريق المبالغة في توظيف «التخفيفات المظهرية» لبعض القيود الاحتلالية التي فرضت منذ
اندلاع الانتفاضة. وياتي 0 السياق؛ الحديث المتكرر عن النيّة باعادة فتح الجامعات والمعاهد
العليا؛ والسماح بتصدير المنثوجات الزراعية الى الخارج؛ و«تسهيل» برنامج الزيارات الصيفية
للاراضي المحتلة, و«تقليص» احتكاك الجنود الاستفزازي بالمواطنين الفلسطينيين.
ومن ناحية ثانية, يتّبع أرذس؛ في سياسته الجديدة, أيضاً. مبدا التفريق الجغرافي في التعامل مع
الفلسطينيين تحث الاحتلال. فالسياسة الاسرائيلية المتبّعة لمحاربة الانتفاضة تختلف كمّياً بين وسط
الضفة؛ من جهة:؛ وأطرافها وقطاع غزة» من جهة أخرى. فمحور رام الله القدس بيت لحم
153 مين فلسطزية العدد ,5٠١ أيلول ( سبتمير) 115٠+ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 210
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10636 (4 views)