شؤون فلسطينية : عدد 210 (ص 74)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 210 (ص 74)
- المحتوى
-
سج هجرة اليهود... والحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني
فيها. لقد تبدّت الولايات المتحدة الاميركية» طيلة سنوات عديدة؛ موضوع هجرة اليهوب من الاتحاد
السوفياتي. وسارست مختلف انواع الضغوط السياسية؛ والاقتصادية, على الاتحاد السوفياتي
للسماح بهجرة اليهود منه. بحجة حقوق الانسان. وتجلّت هذه الضغوط في القيام بحملة اعلامية
كبرى من أجل حق الانسان في الهجرة. وأوجدت الولايات المتحدة الاميركية صلة بين الانفراج والوفاق
الدوليين وهجرة اليهوب السوفيات.
وحينما فتح الاتحاد السوفياتي؛ في النهاية: الباب أمام الهجرة اليهوبية؛ قامت الولايات المتحدة
الاميركية باجراء خطر, فأغلقت, تقريباً» الباب على حدودها؛ ان عدّلت الانظمة التي تحكم الهجرة
بفرض قيود على امكانية وصول اليهود السوفيات اليهاء وذلك لتحديد عدد المقبولين على أراضيها من
اليهود السوفيات؛ لكي تصبح اسرائيل البديل الوحيد.
ولنا ان نسأل: اذا كان هناك حرص على حق الانسان في الهجرة» فلماذا لا تفتح الولايات المتحدة
الاميركية الباب على مصراعيه ليختار كل مهاجر سوفياتي ان يسافر الى الاراضي التي يريدها؟
ان المؤسسات الصهيونية في اسرائيل» وخارجهاء التي من عادتها ان تقيم الدنيا وتقعدها لأي
انتهاك مزعوم لحقوق اليهود لم تنتقد ذلك الاجراء الاميركي, على الرغم من انه اجراء يتناق مع
سياسة الولايات المتحدة الاميركية السابقة؛ التي تمثلت في السماح لليهود المهاجرين بالدخول
والاقامة فيها. يبدى ان ذلك دليل على وجوب اتفاق بين الحكومة الاميركية والحكومة الاسرائيلية على
تسهيل سق هؤلاء المهاجرين الى اسرائيل؛ وعلى الرغم من ان ذلك يناقض القيم والشعارات الانسانية
التي تنادي الولايات المتحدة الاميركية بها.
وهؤلاء المهاجرون مقيّدون؛ أيضاً, باختيار وجهتهم بطبيعة وثائق السفر السوفياتية. فهؤلاء
يخرجون من الاتحاد السوفياتي وهم لا يحملون جوازات سفر, ولكن وثائق سفر لا يمكنهم استعمالها
الا لمرة واحدة تمنح لهم عند مغادرة الاراضي السوفياتية, وتجعل من الصعب عليهم ان يتأكدوا من
وجود بلد آخر يستقبلهم, او ان يتمكُنوا من العودة الى بلدهم الاصلي, اذا ارادوا العودة اليه. ويبين
ذلك ان للاتحاد السوفياتي؛ أيضاً» دورأ هامأ في توجيه المهاجرين الى اسرائيل. فهو يصدر وثائق
السفر هذه وهى يعلم بأن باب الولايات المتحدة الاميركية موصد في وجه المهاجرين: مما يحملهم على
التويّمه الى اسرائيل» نظراً الى عدم تمكنهم من العودة الى الاتحاد السوفياتي.
تحرم حكومة اسرائيل اليهود المهاجرين من الاتحاد السوفياتي من حقهم الاساسي في اختيار
وجهتهم. لقد عملت هذه الحكومة على ألا تكون للمهاجرين وجهة غير اسرائيل. والولايات المتحدة
الاميركية, باقفال باب دخول المهاجرين اليها باستثناء عدد محدوب منهم» تتعاون مع حكومة اسرائيل
على توجيههم اليها والى الضفة الفلسطينية وقطاع غزة؛ على الرغم من ان الأغلبية الساحقة منهم
كانت ستفضل غير تلك الوجهة؛ كانت ستفضّل التوجه الى الولايات المتحدة الامبركية.
وكما ذكرنا سابقاًء ان اصدار السلطات السوفياتية لوثائق سفر, وليس جوازات سفر, للمهاجرين
يضطرهم؛ أيضاً, الى الهجرة الى اسرائيل. ومن شأن اقرار الاتحاد السوفياتي لحق العودة اليه لمن
يريد العودة من المهاجرين ان يمنحهم ايضاً نصيباً من حرية الاختيار. وان الخط الجوي المباشر بين
الاتحاد السوفياتي واسرائيل؛ أيضاًء يحرم اليهود من حرية اختيار الوجهة. ان توقف اليهود المغادرين
للاتحاد السوفياتي في الطريق من شأنه ان يمنحهم بعض حرية الاختيار للمكان الذي يريدون ان
يتوجّهوا اليه. ان حرية مغادرة البلد دون حرية اختيار الوجهة حرية ناقصة؛ وهو مبدا غير
العدد ١٠؟؛ ايلول ( سبتمين ) 115١ شْيُون فلسحلئية زف - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 210
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22429 (3 views)