شؤون فلسطينية : عدد 210 (ص 92)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 210 (ص 92)
- المحتوى
-
جه الدبلوماسية الصهيوثية...
أهداف الصهيونية غير موافقة بريطانياء رسمياً, على نصوص صك الانتداب» التي تلزمهاء بصفتها
الدولة المنتدبة على فلسطين:؛ بتنفيذ «وعد بلفور»» الذي أصبح مادة من مواد صك الانتداب. وبذلك
تكون مرحلة من الديلوماسية الصهيونية قد وصلت الى نهايتهاء لتبدأ مرحلة جديدة.
فالدبلوماسية الصهيونية؛ التي كان وايزمان يتحرّك بموجبها؛ تعمل على أساس المراحل. كل
مرحلة لها هدف معي وخطة عمل مدروسة؛ تحشد لها القوى؛ وتعبا القدرات؛ وتكتف الاتصالات»
وتستخدم وسائل الاقناع والاغراء؛ ثم يجرىء في نهاية المرحلة. حساب الربح والخسارة؛ وما تحقق
من نجاح وتِقدّم؛ وما وقع من اخطاء واهمالء من ! جل تقويم واقعي لما صار, للاستقادة من الدروس
والتجارب: استعدادأً للمرحلة الثالية. قال وايزمان في احد لخطاباته: «ليس بالامكان تحقيق اهدافنا
مجتمعة في فترة زمنية محدّدة؛ اذ ان نجاح قضيثنا يتوقف على عوامل خارجية لا نتحكم فيها,
كالظروف الدولية والمصالع المتشابكة للدول الكبرى وتنافسها فيما بينهاء بالاضافة الى قدراتنا
الذاتية؛ ومدى ما لدينا من استعد اد لبذل الجهد. والتضحية. هذه الامور المعقّدة تحدّم علينا تجزئة
غاياتنا واهدافناء فنعمل على تحقيق كل جزء في مرحلة واحدة؛ قد تطول أو تقصر مدتها بحسب
الظروف القائمة؛ ولكن كل مرحلة تكمل سايقتها». ْ
في كل الاحوال, ان الشيء المؤكد هو ان صك الانتداب» الذي قبلته الحكومة البريطانية والتزمت
بتطبيقه؛ كان انتصاراً باهرا للدبلوماسية الصهيونية؛ التي كان وايزمان على رأسها. فلقد حصلت
الصهيونية على اعتراف دولي بوجود «علاقات تاريخية» بين اليهود وفلسطين؛ واعتراف دولي بْ «وعد
بلفور», ثم ادراجه ضمن بنود صك الانتداب؛ واعتراف ب «حق اليهود» باقامة مؤسساتهم الخاصة
والمستقلة في فلسطين. أورد هارولد تمبرليء في كتابه «تاريخ مؤتمر السلام في باريس»؛ عن نجاح
الدبلوماسية الصهيونية ما يلي: «من الناحية العملية؛ سلّم الانتداب البريطاني على فلسطين بكل ما
طالب به ممثلو المنظمة الصهيونية في مؤتمر السلام في باريس».
الصهيونية والشعب الفلسطيني
لم يكن هرتسل» الذي وضع برنامجاً سياسيا لاغتصاب فلسطين. وقام وايزمان بتطبيقه خطوة
بعد أخرى؛ جاه بوجود الشعب الفلسطيني؛ كما كان مدركاً؛ ومن بعده خليفته وايزمان» ان اقامة
الدولة اليهودية في فلسطين تستدعي ازالة الوجود الفلسطيني, بشكل أو بآخر. هذا الادراك هى الذي
دفع هرتسل الى ان يضع في مقدّم برنامجه السياسي الفقرة الخاصة بضرورة تأمين اعتراف دولي
ب «القضية الصهيونية» وتأييدهاء كخطوة اولى الى بلوغ الهدف النهائي.
وقد واجه مشروع هرتسل السياسي» منذ بدايته؛ معارضة واضحة من قطاعات كبيرة من اليهود»
كان من اهمها «حركة الصهيونية الثقافية», الداعية الى يقذلة روحية يهودية والمعارضة للصهيونية
السياسية. 1
بعد اصدار دود بلفور», نشر رئيس الحركة؛ أحاد هعام؛ مقالات عديدة فنّد فيها أفكار وآراء
دعاة اقامة الدولة اليهودية في فلسطين. جاء في ختام احدى مقالاته ما يلي: «ان الغريب الذي يقيم
لنفسه بيتأ بالقوة في مكان تقوم فيه بيوت أخرى مأهولة يصبح سجين بيته؛ وحينما يجتاز عتبة بابه
يواجه بالرفض والقطيعة من قبل جيرانه سكان البيوت الاخرى». لكن هذه الحركة؛ وغيرها من حركات
المعارضة:؛ سرعان ما اجتاحتها أفكار الصهيونية السياسية بدعايتها الواسعة واستقلالها لما
العدد /7٠١ أيلول ( سبتمير ) 1164٠0 شين فلسطرزية لان - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 210
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22431 (3 views)