شؤون فلسطينية : عدد 210 (ص 116)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 210 (ص 116)
- المحتوى
-
سب الثلّث الحرج
فضرورة الاعتراف الاميركي بالدقوق الفلسطينية ليست, في العادة, بعبارة مألوفة باقلام اميركية. كما انه ليس
من المألوف ان يدعو اميركي بلاده الى الاهتمام با مصالح والحساسيات الفلسطينية؛ بل على عكس ذلك تعوّدنا
ان يُنظر الينا من واشئطن بشكل أحادي» مرة كورقة من الاوراق في صماع الشرق والغربء وأخرى في ممالاة
إسراثيل على تنفيذ مخططاتها التوشعية.
الفصلان العاشر والحادي عشر سلطا الضوء قويأ على التاريخ السياسي لقطاع غزة, والوضع هناك في ظل
الاحتلال الاسرائيي. ومن حسناتهما تزويد القارىء بمعطيات تكاد تكون شاملة عن الواقع المعاش في القطاع,
الذي غالباً ما يشار اليه بأنه يأتي في المرتبة الثانية في أي حل, بعد الضفة الفلسطينية (ص "5 294).
درست ليش وكذلك تسلر كل على حدة؛ في الفصلين الاخيرين من الكتاب, المرحلة الثي سبقت اندلاع
الانتفاضة الفلسطينية في الارض المحثلة؛ مع اهتمام كبير بالتفاصيل. ومن السطون المفيدة جدأ ' كتبث ليش:
دان الطرفين؛ الفلسطيني والاسرائيي» بلغا درجة لم يعد التعايش معها ممكنأ» (ص 817؟).
كيف وصلت ليش الى هذه الخلاضة؟ المحطة الاولى هي السياسة الاسرائيلية الراهنة القائمة على المحافظة
على الوضع الراهن, أي دوام الاحتلال, واقامة المستوطنات اليهودية في الارض المحتلة, والرفض الاسرائيلي
للبحث عن اي حل جدي. اما المحطة الثانية؛ فهي تصاهد حدة المواجهة الفلسطينية لهذه السياسة (ص 15١5
مه ؟).
اما تسلر, فقد أثار في الذهن مواضيع وشؤرئاً هي في صلب العلاقة الفلسطينية الاسرائيلية, أي يكن
المعنى المرفوب في واى العطف التي تربطها. وأشارء بصفة خاصة, الى الأهمية التي تكتسبها عملية «المقايضة»
في اقرار سلام داثم وثابت في المنطقة.
كان لا بدّ» في هذه العجالة, ان نظلم أكثر من مبحث, إن بعدم ذكره؛ أى بتلخيص عمل امتد على عشرات
الصفحات بجملة واحدة. وإكن ما العمل عندما تتداخل المواضيع؛ ويغيب احياناً. النقاش الحي؟
هناء لا بد من الاشارة الى ان الكتاب أصدى في وقت غير مناسب؛ اذ يظهر من مجمل المساهمات فيه ان
السطور الاخيرة من كل مساهمة قد كتبت في الفترة ما بين ١194٠ و15451. لكن الاحداث البعيدة الاثر التي
.جرت منذ ذلك التاريخ كانت متعددة ومتنافسة في الاهمية: اندلاع الانتفاضة في الارض المحتلة ؛ والقرار الاردني
بفك الارتباط بالضفة الغربية؛ وعودة مصر رسمياً الى الصف العربي؛ واعلان وثيقة الاستقلال الفلسطيني؛
والحوار الاميركي الفلسطيني؛ وانهيار حكومة الائتلاف الاسرائيلية. وفوق ذلك كله بروز قوى اقليمية عربية
في معادلة النزا م؛ اضافة الى التغيّرات العنيفة التي شهدها النظام الدولي بمجمله؛ بعد احداث اوروبا الشرقية.
ان هذه الاحداث؛ وغيرهاء قد غيّرث ملامح الصورة الاقليمية الى حدٌ بعيد. هذا لا ينقص من قيمة الكتاب
بقدس ما يعطيه وليفة تاريخية أكثر منها سياسية آنية. واذا كان الامر كذلك؛ فليس من الاهمية بمكان الاشارة
الى ان الكتاب جاء خلواً من أي استشراف مستقبي, وخلوا من أية استئتاجات ثاقبة.
على الرغم من ذلك؛ وعلى الرغم من شطحات غير مبررة, عقلانيًء ٠» يبقى الكتاب هاما ليس لطبيعته التاريخية
فقطء وانما لأن في طيّاته, أيضاًء بعض من التفسير للسياسة الاسرائيلية التي تتجلى؛ ' اليوم» أمام ناظرينا.
والحاجة الى فهم واضضح لهذا التفسير امس من أي وقت مضى.
د. نبيل حيدري
العدد 5٠١ أيلول ( سبتمين ) 115١ تيون فلسطزية 1١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 210
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 1794 (12 views)