شؤون فلسطينية : عدد 211 (ص 10)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 211 (ص 10)
- المحتوى
-
سل م.ءت.ف. وتحدّيات أزمة الخليج
مركز ضائّع
: بغضٌ النظر عن مدى واقعية هذا التقويم وجدّيته, فان منطق الحديث عن دور جديد يلعبه النفط
والمال النفطي في النظام الاقتصاديء والسياسيء الاقليمي والدولي» ينقلناء بصورة أو بأخرىء الى
اعادة النظر في معيار الانتماء الى مركز النظام الاقليمي الذي هوء برأيناء تماماً ذلك النظام الفرعي
الذي يشكّل البؤرة الاكثر تأثيراً في النظم الفرعية الاخرىء وهى النزاع مع اسرائيل. غير أن هذه
المركزية» اصبحت, اليوم» نوعاً من المقولة الايديولوجية؛ بعد ان شهدنا تصاعداً في أهمية ميزان قوى
كان راكداً نسبياً في الخليج» تتشكّل بنيته بوتيرة مطربة. وإِنْ تضاءلت النظرة الى النزاع العربي -
الاسرائييء فانها تأرجحت, على مدى العقود الماضيةء. مع صعودء وهبوطء المدّ العروبي بين دورين
مختلفين: الأول؛ هو دور الفاعل؛ والثانى» هو دور الساحة. فحين كانت المؤسسات العربية مؤهلة
لتأطير النظام العربي. كشخص فاعل في النظام الدولي الشاملء فانها كانت تحدّد المواقفء وتثبّت
التوجّهات في المنحى الاول. واذا ما غاب هذا التأطير. فان تلك المؤسسات نفسها تغدو ساحة تتوجّه
اليها مختلف الوحدات العربية لتكوين موقف موحّدء أو على الاقل متماثل من القضية عينها. لذلك»
فان الفارق الجوهري بين «مركز النزاع مع اسرائيل» و«المركز» الخليجي المستجد, هو ان الاول
مستمرء دائم» ما يتغيّر فيه تبعاً للوحدات المكونة له, بنجاح متفاوت حسب المراحل: وبفشل يصنل»
احياناً. درجة غيابه كفاعل تماماً عن ميزان القوى الاقليمي.
قد لا تؤدي نظرة أخرى الى مثل هذا الاستنتاجء ولكنها لا تنقضه بأي حال. فمع النقلة النوعية
التي تمخّضت عنها أزمة الخليج» تحوّلت بغداد الى طرف رئيس في سياسة المحاور الاقليمية وعنصر
التأثير الرئيس في أي مشروع سياسي اقليمي, وأيضباً في أي نزاع اقليمي. ولكن العراق لا يشكّل» مع
ذلك: وفق المصطلحات المتداولة» «دولة مواجهة». ذلك لأن مشاركته في النزاع مع اسرائيل كانت
مشاركة ظرفية؛ من ناحية» وكانت تتم من طريق وبسيطء من الناحية الاخرى غيرانه من اللمكن, لبعرء
ان نصحّح هذا الحكم. فمن اليسير علينا ان نلاحظ؛ من جهة, ان بغداد تُعتبر أقرب العواصم
الحدوب الاسرائيلية خارج دول المواجهة الثلاث ؛ ومن جهة أخرى, ؛ ينبغي ان نرى» بوضوح.ء أن 34
تساهم, اليومء مساهمة فعّالة ومنتظمة؛ في تصعيد التوثّر مع اسرائيلء عبر ألف دلالة بل ويبدى ان
دور بغداد بات محدّداء سواء في الحرب أم في التفاوضء, وبالتالي في اختيار احد الخيارين. ان هذا
التورّط العميق» وإِنْ كان خ ضمنياً. وضع بغداد في قلب سيرورة مركزية في تقريرهء كما في تجذبه.
ويمقدورنا ان نقولء اخيراً, انه لا بن من اعادة النظء في صورة جذرية؛ في معيار الانتماء الى المركز
من الجهة العربية» في ظل التفوّق النوعي العسكري الاسرائيليء بهدف رصد القوى التي تلعب دوراً
كبيراً في السعي الى ايجاد توازن حقيقي مع اسرائيل.
وبالطبع؛ ليست الطريقة التي اعتمدتها بغداد للتعبير عن موقفها الجديد بالاكثر «لطافة» أى
بالأشد تعلّقاً بالمفردات الدبلوماسية, لكنها فعّالة على ما يبدو على الرغم من الحملة الواسعة التي
استثارتها في مختلف أرجاء المعمورة؛ اذ طالما سيطر منطق القوة» والقوة العسكرية بالذات, على النظام ٠
الاقليمي الشرق أوسطي بأسره, فانه لا ينبغي اتهام بغداد بمحاولة التأقلم مع هذا المنطق. فسباق
التسلّح هو القانون في منطقتناء وهى اسم اللعبة الاساس. وبالتاليء فمن الطبيعي ان تسعى بغدادء
سعياً حثيثاً: الى الحصول على موقع اقليمي يتناسب مع سيرورة اعادة تشكيل البنية الاقليمية التي
قد تسفر عن نظام عربي يتمتّع بسمات» هي على قدر معين من الخصوصية.
لا عجبء :بعد ذلك؛ ان تسعى بغدادء في مرحلة لاحقة؛ الى تحقيق هدفين متناقضين ظاهرياً:
العدد ١١5؟: تشرين الأول ( اكتوبر ) 1140 تُوُونُ فلسطنية ٠ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 211
- تاريخ
- أكتوبر ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 3166 (9 views)