شؤون فلسطينية : عدد 211 (ص 16)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 211 (ص 16)
- المحتوى
-
ل التحؤلات في العلاقة الاردنية الفلسطينية
عمّان» بولائها لمنظمة التحرير الفلسطينية؛ بينما يتعمّق لديها الشعور بالهوية الوطنية المستقلة, مما
يطرح ضرورة تنسيق المواقف, بدرجة عالية المستوى, للتغلّب على اشكالية «الولاء المزدوج»
الفلسطينيين في الاردن لكل من الاردن كدولة وم.ت.ف. ككيان سياسي يحتضن الطموح الفلسطيني
ويصون الهوية الوطنية: مما يعني أهمية التعرّف على المحدّدات الجديدة التي تحكم العلاقة الاردنية
- الفلسطينية في طورها الجديدء وتصوغ شكلها الراهن بمستوييهء الرسمي بين دولة الاردن ودولة
فلسطين والشعبي بين الاردنيين والفلسطينيين من سكان البلاد . واستدعى هذا الطموح العودة قليلاً
الى جذور التجاذب. والتنافر. في علاقة الاردن بفلسطينء منذ ما قبل الحرب العالمية الثانية وحيث لم
تحظ العلاقة بنمط نسقي منتظم؛ والعودة» كذلك: الى جذور الشك المتبادل الذي ,صاغ منطق
الجانبين, الاردني والفلسطينيء من خلال علاقة الاردن بالمنظمة والتي اتخذت طابعاً متعرٌ جألم يخل
من صراعات بلغت ذروتها في الصدام الداميء في أيلول ( سبتمبر ) :197٠ وكانت تعبيراً مكثّفاً عن
طبيعة الازمة التاريخية, استطاع الملك حسينء بعدهاء المحافظة على درجة من الولاء الفلسطيني
لمملكته الى ان وقعت الانتفاضةء فكانت حركة ضد الاحتلال الاسرائيلي ولصالح م.ت.ف. وتعزيز
نفوذهاء بالكاملء في الضفة والقطاع؛ مما وضع صورة الولاء الفلسطيني للاردن جانباًء وفَتّح الطريق
لمرحلة جديدة في علاقات الطرفين.
العلاقة في منظورها التاريخي
منذ تأسيس امارة شرق الاردن, نظر الملك عبدالله اليها باعتيارها محطة موّقتة على طريقه 9
نفوذه في منطة أوسع وأكبر. وقد «اعترفء ذات مرّةء بأنه لم يقنع ' باليرية الواقعة * شرق الاردن ' التي
حصل عليهاء»!('). غير ان فشله في تحقيق حلمه؛ لأسباب كثيرة. ليس هنا مجال معالجتهاء أدّى الى
خلق علاقة دائمة التوتّر مع الجوار الفلسطينيء وتنافساً مستمراً بين الملك عبد الله ومفتي فلسطين,
الحاج أمين الحسينيء انتهى بتحؤل المحطة المؤقتة الى «دولة مستمرة»0). وعلى الرغم من استقرار
حدودب الاردن: بدرجة مقيولة, حتى أواخر عهد للك عبد الله فقد ظلت حدوده الغريية «قيد الدرس»,
مسيّبة مشكلة دائمة لم تجد حلا حقيقياً لها(") . وقد ورث الملك حسين عن جده بعض ما في نظرته
القديمة» وتجسّد ذلك في طموحه الدائم للاحتفاظ بالضفة الفلسطينية» منذ ان ضمّتء رسمياًء الى
المملكة, في العام ٠55١ء وظلت خاضعة للنفوذ الاردني حتى وقوعها تحت الاحتلال الاسرائيلي» في
حزيران ( يونيو) /1971.. وقد اعتبرت غالبية الفلسطينيين ضمٌ الضفة الى الاردن «محاولة مدركة
[منه] لطمس القضية الوطنية الفلسطينية»!*)؛ وأكدت ذلك السياسات الاردنية اللاحقة التي عكست
محاولة دائمة من الاردن لتغييب دور م.ت.ف. أو اخضاعه: أو محاولة كسب تأييد الفلسطينيين في
الضفة: والعمل على دعم الرموز الفلسطينية الموالية له؛ وكذلك محاولات الاردن» التي لم تتوقف طوال
أكثر من عشرين عاماًء خلق اتجاهات سياسية تقوم بدور منافس للاتجاهات الموالية للمنظمة في المناطق
المحتلة!"). وأدّت السياسات الاردنية» هذهء القديم منها والجديدء الى ترسيخ الاعتقاد» لدى غالبية
الفلسطينيين» «بأن تأسيس إمارة شرق الاردن كان جزءاً من مؤامرة استعمارية بريطانية هدفت الى
جعل الامارة كياناً موالياً لبريطانياء يسهم,ء في المستقبلء في تكريس السياسات البريطانية في المنطقة,
وعلى رأس هذه السياسات حماية الكيان الصهيوني الذي دشنته بريطانيا باصدار وعد بلقور, العام
22١7 كما ترشخ الاعتقاد بأن بريطانيا حاولت «ان تجعل من إمارة شرق الاردن» الموالية لهاء
منطقة عازلة بين الكيان الصهيوني [المحتمل قيامه] ويقية دول الشرق العربي» .وآثر الاعتقاد هذا في
المواقف الفلسطينية اللاحقة تجاه الاردن. أمّا الاردن: فقد جعل علاقته بأحزاب الحركة الوطنية
العدد 5١١ تشرين الأول ( اكتوير ) شمْيُونُ فلصطؤية - 16 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 211
- تاريخ
- أكتوبر ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 23871 (3 views)